سماح علام:

90 كتاباً تمت مناقشتها، و90 طفلاً استهدفوا ببرامج قراءة خاصة للأطفال.. وبمشاركة أكثر من 220 شخصاً من أعضاء الجمعية البحرينية لتنمية المرأة وضيوفها من الجمهور.. انطلقت رؤية الجمعية البحرينية لتنمية المرأة، وتبلورت من مجرد أنشطة عامة تعزز القراءة إلى تأسيس مكتبة يراد من ورائها إطلاق مشروع أكبر يحفز على القراءة وسط منافسة شرسة من التقنية الحديثة وبرامج التواصل الاجتماعي.

"مكتبتي".. مشروع افتتحته رئيسة الجمعية الشيخة لبنى بنت عبدالله آل خليفة أمس الأول في مقر دار ود في الرفاع الشرقي، ليكون ثمرة جديدة تضاف لسلة قطاف الجمعية.



تقول الشيخة لبنى: "انطلقنا من نادي الكتاب الذي أملنا من خلاله بالارتقاء بالمرأة، وإعطائها اهتمامات أخرى جديدة بخلاف اهتمامها بالبيت والأسرة، ناقشنا كتباً وعرضنا قصص نجاح، وكلها كانت منتقاة بدقة وتهدف لبناء الإنسان فكرياً".

وتزيد قائلة: "بدأت فكرة المكتبة بجمع الكتب من عضوات الجمعية، فكل ما هو موجود حالياً هو تبرع من عضوات الجمعية، وطبعاً مكتبتنا في طور التطوير والتشكيل، فقد هدفنا إلى إيجاد مكتبة مفتوحة يستفيد منها أهالي المنطقة ورواد دار ود للمسنين وأيضاً المدارس المجاورة في المنطقة، ونأمل بتفعيلها أيضاً من خلال الأنشطة المصاحبة، وعمل مشاريع كثيرة تحت مظلة هذه المكتبة".

وتواصل أيضاً: "انطلقنا اليوم بمحاضرة عن كوريا.. بلد السلام، ونتطلع لعمل برامج لتقوية اللغة الإنجليزية والرياضيات مثلاً، فقد اهتممنا سابقاً بالمتسربين من التعليم ونريد أن نمضي قدماً في استهداف هذه الفئة تحديداً، إضافة إلى عمل مكتبة إلكترونية أيضاً، ولا يتوقف الطموح هنا بل نتطلع إلى عمل (صالة تمارين رياضية) ومقهى صغير، ومعرض لأعمال العاملات في مشاريع الجمعية".

وتضيف قائلة: "لقد اختفت القراءة، وكل ما نريده هو أن نوفر مكاناً هادئاً للقراءة فيه، كما نأمل في عمل مكتبة في السوق مثلاً، فقد رأيت ذلك خلال زيارة لي لكوريا لحضور مؤتمر عن السلام هناك.. ولا يفوتني شكر كل من الشيخة نجاة آل خليفة وهالة منصور، على عملهم الطويل في ترتيب وتصنيف الكتب، كما أشكر كل المتبرعات لهذه المكتبة، وعلى رأسهن د.منى جناحي التي أهدت المكتبة إصدارها الجديد عن الطفل".

وتختم حديثها الشيخة لبنى قائلة: "لمسنا تغييراً كبيراً في دفة الحوار بين العضوات، واختلافاً في مستوى الأفكار والمواضيع التي تطرح بينهم، فقد تغيرت "سوالفهم" وأصبحت "مناقشات"، وهذا ما نريده بالضبط.. فقد عملنا لسنوات على برامج خاصة بالكبار، وأخرى للأطفال، ولم يكن الحضور من النساء فقط، بل تفاجأنا بآباء يصحبون أبناءهم للمشاركة في أنشطة الجمعية أيضاً، وطورنا الأفكار واستضفنا مختصين يفيدون العضوات بقراءتهم الخاصة ومناقشاتهم أيضاً، وكل ذلك في سبيل تعزيز القراءة في المجتمع".

من جانبها، قالت الشيخة نجاة خليفة آل خليفة رئيسة هذا المشروع: "بدأت العمل من خلال مشروع قهوة وكتاب، وكنت أهدف إلى خلق حالة من الاستمتاع خلال قراءة الكتاب، ومنها انطلقت بفكرة مشروع القراءة، حيث تحتوي مكتبتنا على كتب في العلاقات الأسرية وتنمية الذات، والثقة بالنفس وعن أنواع الشخصيات وكيفية حل المشاكل المختلفة، ثم غذيتها ببعض الكتب الدينية والروايات، وهكذا بدأنا التطوير أكثر".

وتضيف الشيخة نجاة: "أتطلع إلى توزيع مكتبات صغيرة باسم الجمعية على مقاهي الشباب، لكي أصل إلى هذه الفئة.. أريد لها أن تكون مكتبات متحركة صغيرة توزع هنا وهناك، على أن يتم تغيير الكتب فيها بشكل شهري، كما أتمنى أن نصل إلى مرحلة أن يقوم الإنسان بحل مشاكله عن طريق قراءة كتاب مختص".

وأخيراً تلفت الشيخة نجاة إلى عملها على استقطاب أفراد الأسرة جميعهم في برامجها عامة، وهذه المكتبة خاصة، إذ تقول: "أريد للمكتبة أن تكون محطة في حياة أفراد الأسر وجزءاً من يومهم أو أسبوعهم، فحتى لو استعار أحد كتاباً للقراءة ولم يرجعه، فإن بإمكانه أن يعطيه أحداً من بعده للقراءة، وبهذا يكون قد حقق هدفي بعدم عودة الكتاب إلى الرف بل تحريك الكتب من يد إلى يد ومن عين إلى أخرى لتعم الفائدة على أكبر عدد ممكن".