الإنجاز الجديد الذي سجلته مملكة البحرين في مجال حقوق الإنسان بعد اعتماد مجلس حقوق الإنسان في جنيف في جلسته الـ36 تقرير المملكة بشأن مخرجات المراجعة الدورية الشاملة لمملكة البحرين، يؤكد وبشكل قاطع ما ذكرته في هذا الخصوص من قبل في مقالي السابق بأن «واثق الخطى يمشي ملكاً».

إن هذا الإنجاز يعكس بحق التزام بلادنا المتواصل بتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية، بدليل أن جميع الدول التي شاركت بمداخلاتها في جلسة مجلس حقوق الإنسان -عدا إيران طبعاً- طالبت باعتماد التقرير الحقوقي للبحرين، وعبرت عن إشادتها الكبيرة وتقديرها العميق لما تبذله المملكة من جهود واضحة في سبيل تعزيز وحماية حقوق الإنسان، وهو أمر واضح من خلال التشريعات والقوانين المتعلقة بمختلف الحقوق، من أبرزها، حقوق الإنسان ومكافحة الاتجار بالبشر، وتمكين المرأة، وحقوق العمال الأجانب وغيرها.

ولعل دعم المملكة لعدد 139 توصية وإنجاز الكثير منها على أرض الواقع وذلك من أصل 175 توصية قدمت للمملكة في جلسة المجلس الماضية في مايو الماضي، ما هو إلا تأكيد على سير البحرين بثبات وقوة في دعم حقوق الإنسان والحريات، وذلك ضمن أساسيات النهج الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، والتأكيد الدائم على أهمية الحفاظ على سجل المملكة الحقوقي الذي يستند على نصوص دستورية وقانونية عصرية ومتطورة، ومجتمع متكاتف يتميز بالمحبة وقبول الآخر واحترامه والتسامح والتعددية والمساواة بين أفراده، ووجود مثل هذه السمات في أي مجتمع مثل مجتمعنا البحريني كفيل لنجاحه وتطوره وتقدمه للأمام بدعم من قيادة حكيمة وقريبة من الشعب دائماً.

إن ما تبقى من التوصيات «36 توصية»، وهي إما إنها لم تكن متوافقة مع الشريعة الإسلامية أو غير منسجمة مع القوانين والتشريعات الوطنية، ولكن البحرين لم تجمد تلك التوصيات بل أعلنت أنها ستخضعها للمزيد من الدراسة والتمحيص، وهذا دليل وبرهان جديد على جدية بلادنا بشأن تعاملها مع التوصيات التي تعد غير ملزمة التنفيذ لأي دولة يتقدم لها مجلس حقوق الإنسان بتوصيات تتعلق بحقوق الإنسان، ولكن البحرين أبت إلا أن تتعامل بجدية تامة مع تلك التوصيات، وأخذت على عاتقها تنفيذها وسخرت لأجل ذلك وزارات ومنظمات أهلية لأنها على قدر من المسؤولية وتدرك ماذا يعني أن تتقدم المملكة في مجال حقوق الإنسان وتحقق الإنجازات فيه.

ومع هذا الإنجاز، خاب مسعى المتربصين بالبحرين من منظمات مأجورة تدعي الدفاع عن الحقوق والحريات وهي لا تريد سوى التقليل من إنجازات المملكة الكبيرة في هذا المجال، وتتجاهل ما تحققه بلادنا من تقدم دائم فيه، وتلك المنظمات لا تحصد من وراء دوافعها الشيطانية سوى الفشل وفي عديد من المناسبات، ومثل تلك المنظمات أو الأفراد أو حتى دول نعرفها جيداً والتي تظهر الشر لمملكتنا إما لحقد دفين أو لحسد مقيت أو لشعور بالنقص، لدرجة أنها صرفت أموالاً وجندت مرتزقة، كل ذلك من أجل العمل ضد البحرين، ولكن بفضل من الله ثم بحكمة قيادتنا فإن البحرين لم تلتفت لهؤلاء الحاقدين، وتركتهم يموتون بغيظهم، فيما واصلنا نحن تحقيق الإنجازات وحصدنا الإعجاب والإشادات من العالم، ولم يضرنا حسد الآخرين فالحسود لم ولن يسود.

تحية من القلب لوفد مملكة البحرين المشارك في أعمال الدورة الـ36 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، وعلى رأسهم رئيس الوفد السيد عبدالله بن فيصل الدوسري مساعد وزير الخارجية على كل ما قدموه من جهود كبيرة وملموسة في هذه الدورة.

* اليوم الوطني السعودي:

قبل يومين اكتست البحرين وتزينت بمناسبة خاصة عزيزة على قلوب أهلها جميعاً، وهي اليوم الوطني السعودي المجيد، هذه المناسبة لا تخص أحبتنا السعوديين وحدهم بل تخصنا جميعاً كخليجيين وعرب، لذلك تزين خليجينا العربي واحتفل باليوم الوطني السعودي، وعلى من يعادي السعودية أن يدرك ويستوعب ويفهم جيداً أن السعودية هي عمقنا الاستراتيجي وهي تمثل الانتماء العربي وجذورنا العميقة مصدرها شبه الجزيرة العربية، فعلى هؤلاء المرتدين عن الحق، أن يعودوا لرشدهم ويتذكروا أصلهم وفصلهم وجذورهم وانتماءهم العربي، فدولة استأمن الله أهلها على أطهر البقاع، وجعل بيته الحرام على أرضها دون بقية البلدان، بل وتكني من يملك زمام الحكم فيها بخادم للحرمين الشريفين تواضعاً لله وخدمة لقاصدي بيته الحرام، فكيف بعد كل ذلك لا يعز الله هذه البلاد وأهلها؟!

كل عام وشقيقتنا الكبرى وملكها القائد وأهلها الكرام بخير وأمان وعز وشموخ.