تحتفل المملكة العربية السعودية هذه الأيام باليوم الوطني والذكرى الـ87 على تأسيس المملكة، ففي كل عام تزداد المملكة شموخاً وازدهاراً وكان لتأسيسها على ثوابت راسخة أحد أهم مقومات قوتها. المملكة العربية السعودية كغيرها من الدول تتسابق في الحصول على الحداثة والتطور حتى تقود الشعب السعودي إلى حضارة حديثة نوعية واعية، لم يكن ذلك على حساب الدين والقيم والثوابت، فجميع ملوك المملكة أبناء آل سعود الكرام كانت بصمتهم واضحة ازدادت المملكة بذلك علواً ورفعة وهيبة، لذلك يشارك العالم فرحة السعوديين باليوم الوطني السعودي حباً وتوقيراً لمكانتها السامية بين دول العالم.

خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، منذ توليه مقاليد الحكم حرص أن يحافظ على هيبة العرب والمسلمين من خلال حزم المملكة في تولي زمام الأمور على المستويين المحلي والإقليمي، ما جعل المملكة تشعر الشعوب الإسلامية بأن عز المملكة من عز الأمتين العربية والإسلامية والعكس صحيح، بأن عز وقوة الأمتين العربية والإسلامية من عز بلد التوحيد، لذلك كان التفاف معظم الدول حول المملكة العربية السعودية في ذكرى غالية على نفوس الشعوب العربية والمسلمة، محل تقدير له من المعاني الكثيرة لهذا الحب والاحترام التي تكنها الشعوب للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين.

فلهذا الحب ضريبته حيث لاتزال إيران تسعى جاهدة إلى أن تكون زعيمة العالم الإسلامي، وتحاول بكل طاقتها وحيلها أن تأخذ دور المملكة العربية السعودية السامي في رعاية المسلمين، وتنتهج دور «روبن هود» لإرساء الحقوق للمظلومين ونجدة المستضعفين كما يصور النظام الإيراني تاركاً شعبه يجوع ويموت ظلماً واضطهاداً في ظل فساد الأنظمة الإيرانية.

إيران في محاولة تنافسية للحصول على زعامة الأمة الإسلامية أمام المملكة العربية السعودية التي حباها الله براية التوحيد بلاد الحرمين، بلاد أخذت دوراً هاماً في الحفاظ على الدين الإسلامي، لذلك جميع الدول الإسلامية تقدر دور المملكة في الحفاظ على الشريعة والدين الإسلامي، ما عدا إيران التي لاتزال تكن للمملكة وللعرب العداوة والكره، أسباب عديدة ودوافع جادة جعلت إيران لها موقفها العدائي من المملكة العربية السعودية حتى النخاع. دوافع سياسية وتاريخية وعقائدية وطائفية وغيرها كثير، برغم علمها يقيناً بأن السعودية هي الدولة الوحيدة بين دول العالم الأمينة على الدين وهوية المسلمين، إلا أن «النعرات» المشتركة بين إيران واليهود ضد الدين الإسلامي جعلت من المملكة العدو الأول لهما.

التاريخ الإسلامي يسرد لنا عداوة اليهود للمسلمين وبين لنا بالشواهد بأنهم أشده عداوة للمسلمين، وبما أن أكبر الجاليات اليهودية تعيش في الشرق الأوسط تتمركز في إيران فلا عجب أن يتآمر كل من إيران واليهود في مصالح مشتركة للقضاء على كل شيء عربي ومسلم، لذلك لا تهدأ إيران أبداً في ضرب العرب وبخاصة المملكة العربية السعودية الحصن المتين للعرب والمسلمين.

كان لبعض الدول العربية ثقلها في المنطقة وذلك قبل «الربيع العربي»، أما اليوم فجميع العرب والمسلمين يجدون أن للمملكة العربية السعودية دوراً عظيماً لحمايتهم وإغاثتهم ومساندتهم، وكان لا بد للمملكة أن تقف بالمرصاد لأجندات إيران ضد دولنا العربية، أما قطر ما هي إلا إحدى أدوات إيران التي استهدفتها لتفكيك الدول العربية من خلال إعلام هادم يخدم سياسة إيرانية ومساعٍ حثيثة لسحب الزعامة من يد المملكة العربية السعودية، والمزعج في ذلك إصرار قطر على أن إيران هي «دولة صديقة وشريفة أيضاً»!

المملكة العربية السعودية تختلف كثيراً عن إيران، ذلك لأن الأخيرة تسعى إلى استعادة الهيمنة والسيطرة على دول الشرق الأوسط بينما تسعى المملكة إلى إرساء السيادة لكل دولة من دون التدخل في شؤونها الداخلية، لذلك هي مستهدفة والمساعي كثيرة لزعزعة أمنها، ونحن جميعاً سياج السعودية ودرعها لصد العدوان عنها، محبة واحتراماً لدولة لطالما وقفت مواقف بطولية في وجه العدو، لذلك تكاتف العرب والمسلمين مع السعودية ضرورة لإفشال مخطط قديم استهدف دولنا جميعاً بلا استثناء وأولهم الشعب القطري.