تستمر الدوحة في التورط المقيت، ومازالت أيادي الحكومة القطرية ملوثة بالتآمر والدسائس التي حاكتها من الخليج إلى المحيط، وهي تكابر وتعاند وتسيء وتشوّه دون أدنى اعتبار لمقتضيات الترابط والتاريخ والجغرافيا والهوية.

صفحة سيئة من تاريخ قطر الحديث تلوثت بالتآمر للتغيير السياسي في الشرق الأوسط، فملأت سجلها بحبر من دم عندما تورطت في قلب نظام الحكم في البحرين، وتورطت في محاولة اغتيال العاهل السعودي الملك عبد الله رحمه الله، ومحاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، ودعم الجماعات الراديكالية مثل خلايا ولاية الفقيه في البحرين، وجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في الإمارات لينتشر الإرهاب والتطرف.

تبنت الدوحة مشروعاً تفتيتياً لتغيير الأنظمة السياسية في المنطقة، وما إيوائها للإرهابيين والمتطرفين إلا جزء من هذا المشروع الذي لن يغفر لها التاريخ ما تبنته.

عندما تظن الصغيرة أنها ستتحول إلى قوة كبرى إقليمياً أو دولياً فإنها تعيش وهماً لا ينتهي، ولا تدرك أن القوة الكبرى في الخليج العربي كانت ومازالت السعودية، العمق الأساسي لدول مجلس التعاون وللعرب جميعاً، فالرياض هي التي تحقق التوازن الإقليمي في المنطقة، وهي الضمان لأمن واستقرار هذه المنطقة الإستراتيجية، وهي التي تواجه التحديات والتهديدات الإقليمية مهما كانت، فهل تظن الدوحة أن بإمكانها القيام بهذا الدور، هذا وهم آخر جديد خدعت نفسها به.

ما قامت به الصغيرة هو إخلال للتوازن الإقليمي في الخليج العربي، ولتتذكر الدوحة جيداً أن السعودية هي مجلس التعاون الخليجي والسند الأكبر له، وهي واهمة من جديد إذا كانت تعتقد أن تحالفها مع طهران أو شراكتها مع أنقرة ستخدم التوازن الإقليمي، وهم آخر.

أكثر من 100 يوم مرّت على مقاطعة الدول الأربع لنظام قطر، وبات واضحاً عودة الاستقرار للبحرين ومصر وليبيا، وصار الهدوء واضحاً بعد أن تبعثرت أوراق الدوحة واختلطت لأن الدوحة تخبطت وتوقف دعمها وتورطها الأحمر في هذه الدول.

نتذكر في البحرين سوابق الدوحة معنا، فهي الدولة الوحيدة التي منعت الناقلة الوطنية طيران الخليج من عبور أراضيها، والدوحة هي من قامت بسابقة أول اعتداء عسكري من دولة خليجية ضد دولة خليجية أخرى عندما اعتدت عسكرياً على فشت الديبل.

أما آن للدوحة أن تبدد أوهامها، وتدرك أفعالها، وتتحمل مسؤوليتها؟