أعرب حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى عن اعتزازه بالمستوى المتقدم الذي وصلت له البحرين في مجال تقديم الخدمات الصحية.

واستقبل جلالة الملك، في قصر الصخير الأربعاء، فائقة بنت سعيد الصالح وزيرة الصحة وعدداً من العاملين في الوزارة.


وفي مستهل اللقاء تشرف الجميع بالسلام على جلالة الملك المفدى.


وبعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تفضل جلالة الملك المفدى بإلقاء كلمة سامية بهذه المناسبة قال فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

أصحاب السمو،،

الحضور الكريم،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وأهلا ومرحباً بكم جميعاً في هذا اللقاء الذي يأتي في إطار متابعتنا المتواصلة لما تبذله مؤسسات الدولة من جهود حثيثة تصب بشكل مباشر في تسريع وتيرة التنمية وتنفيذ سياسات العمل والارتقاء بمستوى الخدمات. ويسعدنا أن نلتقي بكم اليوم للإشادة بالنتائج الطيبة التي يحققها النظام الصحي في البلاد بإدارة موفقة وجهود واضحة للوزارة ممثلة في سعادة الوزيرة فايقة الصالح وفريق عملها، وتؤكده كذلك المؤشرات والتقارير العالمية المتخصصة في مجال الرعاية الصحية والطبية، انطلاقا من توجهات مملكة البحرين بالالتزام بأعلى المعايير الدولية.

ومما لا شك فيه فإن التقدم الذي يشهده القطاع الصحي يأتي كنتاج طبيعي للسياسات والمبادرات الوطنية المبكرة التي تعود إلى بدايات القرن الماضي، والتي تدرجت منذ ذلك الحين بشكل مدروس سواء على مستوى تجهيز البنية الطبية أو تطوير أنظمتها وإعداد وتأهيل الكوادر المختصة، وكذلك تشجيع استثمارات القطاع الخاص في الميدان الصحي، مشيرين هنا إلى أهمية الدور الذي تتولاه الهيئات المتخصصة في الإشراف والرقابة، وفي مقدمتها المجلس الأعلى للصحة الذي يتولى رئاسته مشكوراً معالي الدكتور الشيخ محمد بن عبدالله بن خالد آل خليفة.

ونود بمناسبة اللقاء بجمعكم الكريم، أن نعرب عن اعتزازنا بالمستوى المتقدم الذي وصلت له البحرين في مجال تقديم الخدمات الصحية ، وبمستوى تضاهي فيه المستويات العالمية، آخذين في الاعتبار مرور ما يزيد عن مائة عام على وضع النواة الأولى للنظام الصحي في البلاد على يد صاحب العظمة الجد الشيخ عيسى بن علي آل خليفة رحمه الله، وهي بادرة من بين مبادرات وشواهد كثيرة تعكس عراقة وثبات مسيرة التنمية في مملكة البحرين، وتحتم علينا تقديرها والفخر بها من خلال مناسبات وطنية قريبة، بإذن الله، نحتفي من خلالها بالذكرى المئوية للعمل الصحي والتعليمي والبلدي وقوات الأمن العام.

وفي الختام، يطيب لنا أن نبارك لكم جهودكم ونشكركم جميعاً على ما تقدمون من عطاء مقدر لرفع الأداء وتقديم المزيد وبما ينسجم مع التطور المتسارع لمجالات التنمية في البلاد، مع التركيز المستمر على جوانب الوقاية قبل العلاج وتمكين الأفراد من الاعتناء بصحتهم والارتقاء بجودة حياتهم، ولتبقى الصحة، بإذن الله، تاج على رؤوس الجميع، ودمتم سالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

ثم ألقت فائقة بنت سعيد الصالح وزيرة الصحة كلمة ، فيما يلي نصها:

سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظكم الله ورعاكم،

أصحاب السمو والمعالي والسعادة،

الأخوة والأخوات الكرام،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

سيدي صاحب الجلالة،

بسرور غامر واعتزاز عظيم ننال هذا الشرف الرفيع اليوم بالوقوف بين يدي جلالتكم الكريمتين ونحظى بلقاء ملك الإنسانية ورجل الوفاء ملكنا المفدى. وإذ تتشرف نخبة من أبنائكم البررة العاملين في وزارة الصحة بتفضل جلالتكم بلقائهم ، أرفع بالأصالة عن نفسي، وبالنيابة عن جميع منتسبي وزارة الصحة إلى مقام جلالتكم الكريم باقات الحب والوفاء مقرونة بأسمى آيات الشكر والعرفان؛ لما تولونه جلالتكم حفظكم الله ورعاكم من دعم واهتمام لا محدودين لوزارة الصحة وكوادرها، أسهما في تحفيز الجهود وشحذ الهمم والطاقات، وإثراء الخطط الصحية الرامية إلى تحقيق تطلعات جلالتكم لتوفير أفضل الخدمات الصحية لأبناء مملكتنا الحبيبة. شاكرين ومقدرين لجلالتكم استقبالنا اليوم في قصركم العامر.

سيدي صاحب الجلالة

مضى ثمانية عشر عاماً مليئاً بالخير والعطاء في ظل عهد جلالتكم الميمون، والمسيرة الصحية المباركة تحقق تقدماً كبيراً في مملكتنا الغالية يوماً بعد يوم على الصعيد المحلي والاقليمي والدولي، وتشهد نقلة نوعية ببرامجها وخدماتها بما تتواكب مع مستجدات العصر ومتغيراته ضمن منظومة الحكومة الموقرة بفضل ما تلقاه من رعاية واهتمام من جلالتكم ومن لدن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين، حيث تضعون صحة المجتمع البحريني وراحته على رأس الأولويات.

إن التطور الذي حدث في وزارة الصحة يتمثل في فترة هي عمر مشروع العهد الاصلاحي. فمنذ أن توليتم جلالتكم مقاليد الحكم سارعتم في طرح ميثاق العمل الوطني الذي أجمع عليه شعب البحرين قاطبة، ومن خلاله انطلقت المملكة في وضع الدستور الذي أقر طبيعة الحكم وطبيعة الدولة وصاغ جميع المتطلبات والمبادئ الأساسية للحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية والعلاقات الداخلية والخارجية، فميثاق العمل الوطني والدستور وضعا ركيزة انطلاقة الرعاية الصحية والاهتمام بمنظومة الصحة في هذه المملكة فقد أشار ميثاق العمل الوطني أكثر من مرة إلى قضية الصحة وأهمية توفرها في البلاد وأنها أحد متطلبات الدولة وأشار الدستور أيضاً إلى الرعاية الصحية وسبل تطويرها ونموها. فالدولة بمصاحبة مشروعكم يا جلالة الملك وضعت قاعدة لتطور الصحة في بلادنا، وقد تترجم ذلك بالفعل في نواحي كثيرة. وينسجم هذا التأسيس مع ما تضعه الأدبيات الدولية لأهمية الصحة في التنمية الإنسانية. ولا تكاد تخلو التقارير الخاصة بالتنمية الإنسانية من إعطاء موضوع الصحة أهمية بالغة.

سيدي صاحب الجلالة

اليوم حين نتطلع إلى ما حققته مملكة البحرين في مجال الصحة سنجد أنفسنا أمام زخم من التطور الذي نستطيع أن نربطه بالفترة التي بدأ فيها مشروع العهد الإصلاحي حتى الآن. فقياس النمو الحادث هنا في هذه الفترة يعطي انطباعاً سريعاً بأن منظومة الصحة أصبحت لها فاعلية كبيرة جداً في توجه المملكة، وهناك أرقام كثيرة تعتبر المؤشر الواضح على ذلك من حيث عدد الأطباء والممرضين والممرضات وعدد العاملين في المهن المساعدة والكادر الإداري، وعدد مراكز الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات التي انتشرت في جميع أنحاء مملكة البحرين والتجهيزات الطبية والفنية، والاهتمام بتوفير كافة الخدمات الصحية لمعالجة الأمراض المستعصية والأمراض الوراثية والأمراض غير السارية التي وضعت وزارة الصحة جل اهتمامها في هذا الجانب من خلال برامج عديدة لمكافحتها.

وهناك أرقام متصاعدة ونامية تدل على أن الرعاية الصحية أخذت موضعها المطلوب فعلا للتنمية في هذه الفترة، وإذا كان العهد الاصلاحي منذ البدء قد راهن على هذه التنمية فأن هذا الإنجاز الذي يتمثل في مظاهر الرعاية الصحية يعطي مؤشرات عديدة على أن شرط نمو الصحة في بلادنا لم يترك دون عناية ولم تكن الرعاية فيه طارئة أو عرضة للاجتهادات المختلفة وانما هي تعهدات التزمت بها الدولة واشترطت أن تحقق معدلاً متطوراً فيها لكي تصل المرتبة التي أشار لها تقرير 2016 للتنمية الإنسانية بأن الرعاية الصحية في مملكة البحرين لا تقل معدلاتها عن الدول المتقدمة، وهذا شيء نفتخر به وبخاصة عندما تشير التقارير إلى أن مملكة البحرين من أكثر الدول العربية تطوراً في مجال الرعاية الصحية وهذا التطور لا يقل عن الدول المتقدمة. وأصبحت الخدمات الصحية في مملكة البحرين يشار إليها بالبنان وهذا ما عكسته المؤشرات الصحية وانحسار الكثير من الأمراض السارية.

سيدي صاحب الجلالة

إنطلاقا من توجيهات جلالتكم السديدة لتقديم أفضل الخدمات الصحية لأبناء مملكتنا الغالية قامت الوزارة خلال السنوات الماضية بعدة انجازات من بينها على سبيل الذكر وليس الحصر، انجاز مشروع التوسعة الشاملة لبعض أقسام مجمع السلمانية الطبي وتطوير مختبرات الصحة العامة تطويراً شاملاً، إضافة الى إنشاء عدد من مراكز الرعاية الصحية الأولية والثانوية في مناطق مختلفة من مملكتنا الغالية وتزويدها بالأجهزة الطبية الحديثة والمتطورة والتي تتماشى مع التقدم العالمي في جميع العلاجات الطبية، هذا إلى جانب العمل مع المجلس الأعلى للصحة في العديد من المشاريع من ضمنها مشروع الضمان الصحي الذي سيحقق نقلة نوعية في الخدمات الصحية التي ستقدم لجميع المواطنين والمقيمين في مملكة البحرين.

وفي سعي الوزارة لزيادة ثقة المتعاملين معها من مرضى، وكسب رضى العاملين فيها من خلال العمل في مؤسسة صحية تتمتع بنظام واضح وفعال وسمعة طيبة عملت وزارة الصحة على تطبيق معايير الاعتماد الكندي وفي هذا الشأن حصلت المراكز الصحية الحكومية في عام 2015م على الاعتماد الكندي بمستواه الثاني "البلاتيني" وهو يعد بمثابة شهادة اعتراف دولية بأن الخدمات المقدمة بهذه المراكز على مستوى عال من الجودة ومطابقة لأفضل المعايير الدولية. كما حصل مجمع السلمانية الطبي في عام 2016م على الاعتماد الكندي بمستواه الذهبي، وما زالت تسعى لترقية خدماته وخدمة مواطني هذا البلد بكل احترافية واقتدار.

فالإنجازات وقصص النجاح التي تحققت خلال أعوام مضت، تميزت بالعمل الدؤوب والمخلص من قبل سواعد عاملة تحت مظلة وزارة الصحة، تسابقت فيها الخطى لترسم على صفحات تاريخ مملكة البحرين لمحات مشرفة تفخر بها مملكة البحرين وتتباهى بها خلال مسيرتها المعطاءة، والتي عقدت العزم على تحقيقها بكل إصرار. وأنه لفخر واعتزاز أن نشير إلى أن الوزارة تمتلك كوادر طبية وصحية بحرينية مؤهلة للعمل في هذا القطاع الهام والحيوي.

وما كان لتلك الإنجازات أن تتحقق لولا توجيهات ودعم جلالتكم ومتابعة حثيثة للجانب الصحي من لدن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين، بالإضافة إلى جهود أبناء الوطن المخلصين العاملين في القطاع الصحي الذي يبذلون كل ما في طاقتهم لرفع المستوى الصحي للمواطن البحريني والمقيم على أرض هذا الوطن.

وختاما، ان لقاء جلالتكم اليوم ما هو إلا وسام شرف على صدورنا العامرة بالايمان ويمنحنا مزيداً من العزم والإصرار للمضي قدماً لما فيه خير مملكتنا الحبيبة، متطلعين إلى جلالتكم بما عهدناه من رعاية سامية وتوجيه ودعم. فلكم يا صاحب الجلالة عظيم الشكر والعرفان سائلين المولى أن يحفظكم ويحفظ مملكتنا الحبيبة ويسدد على طريق الخير خطاكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

وأقام صاحب الجلالة حفظه الله مأدبة غداء تكريما لمنتسبي وزارة الصحة.