تحدى متطوعون الأخطار لإنقاذ آلاف الحيوانات العالقة في منطقة "حمراء" قرب بركان بالي الذي قد ينفجر للمرة الأولى منذ العام 1963، في هذه الجزيرة التي تعد جنة سياحية.

ومنذ أعلنت السلطات الإندونيسية حالة الطوارئ في سبتمبر، أجلي أكثر من 144 ألفاً من سكان المنطقة المجاورة لجبل أغونغ، وطلب من السكان تجنب دائرة قدرها تسعة كيلومترات حول فوهة البركان.

ومنذ ذلك الحين، انطلقت منظمات معنية بحماية الحيوانات وكذلك السلطات في مهمة إنقاذ عشرات الآلاف من الحيوانات التي هجرها أصحابها في تلك المنطقة، حين غادر السكان منازلهم على جناح السرعة.


وتقول عضو منظمة معنية بحماية الحيوانات في جاكرتا فيو فيرانديني لوكالة فرانس برس "نحن ننقذ الحيوانات، ونجلي صغارها من تلك المنطقة الحمراء".

وشكلت منظمتها مع حوالى عشر منظمات أخرى فريقاً للإنقاذ قوامه 12 شخصاً، يجوبون المناطق الخطرة لا يثنيهم عن ذلك القلق من أن يصيبهم رماد البركان أو الغازات الحارقة في حال ثار فجأة.

وتقول "أنا قلقة فعلاً، لأننا كلنا لا نعرف متى سيثور البركان، هناك هزات أرضية تقع كل يوم، وربما كل ساعة".

ونجح فريق الإنقاذ حتى الآن في إخراج مئات الحيوانات، من قردة وكلاب ودجاج وأبقار.

وتودع هذه الحيوانات في ملاجئ موقتة، ويشجع أصحابها على المجيء للاطمئنان عليها.

وتشكل تربية المواشي مصدراً مهماً للدخل لسكان المناطق الفقيرة حول جبل أغونغ، وتعمل السلطات على مساعدتهم في إجلاء حيواناتهم.

ونقل أكثر من عشرة آلاف بقرة من المكان، لكن ما زال هناك عشرون ألفاً، بحسب الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث الطبيعية.

وبعض المزارعين ينامون في مراكز الإيواء، لكنهم يعودون خلال النهار إلى مناطقهم الخطرة للاطمئنان على الأبقار، بحسب ما يقول ناتاكوسوما المسؤول في وكالة حكومية معنية بإنقاذ الحيوانات.

ويقول لوكالة فرانس برس "يصعب على المزارعين أن ينفصلوا عن مواشيهم، ليس لأسباب اقتصادية فقط، بل لأنهم يحبون أن يعتنوا بها".

واستجابت منظمات غير حكومية للنداء الذي أطلق على مواقع التواصل الاجتماعي لتأمين الطعام والأقفاص وخزانات الماء لهذه الملاجئ.

وأثناء عملية إجلاء السكان، تمكن بعضهم من اصطحاب حيواناتهم معهم، مثل نيومان سوارتا، لكنه نسي حمامتين هناك وما زال متأثراً لذلك.

ويقول لمراسل وكالة فرانس برس "حين خرجنا في تلك الليلة، نسيتهما، أنا حزين لأني تركتهما ستة أيام من دون طعام"، وحين عثر عليهما في مركز إيواء استقبلهما والدموع في عينيه.

ويعود آخر ثوران لبركان جبل أغونغ إلى العام 1963 حين انبعث منه رماد وصل إلى جاكرتا التي تبعد عنه ألف كيلومتر.

وخلف ثوران البركان حينها عدة مرات نحو 1600 قتيل.

وتقع إندونيسيا في منطقة "حزام النار" في المحيط الهادئ في جنوب شرق آسيا، حيث يؤدي تصادم الصفائح التكتونية إلى هزات أرضية متكررة وأنشطة بركانية كثيفة.