من أهم المميزات التي ساهمت في جعل الخليج غنياً باللؤلؤ الذي يتميز بالجودة العالية واعتباره بيئة خصبة لتكون الشعب المرجانية وتشكيل مغاصات اللؤلؤ هي ضحالة المياة وشدة ملوحتها، وضعف التيارات البحرية وندرتها باستثناء شهري مايو وسبتمبر، وظاهرة المد والجزر، فضلاً عن ارتفاع درجة الحرارة. وعُرفت البحرين بل وتميزت منذ آلاف السنين بمهنة الغوص؛ حيث كان الغوص هو المهنة الرئيسة لأهل البحرين قديماً.

ولم تتراجع مهنة الغوص إلا بعد ازدهار مهنة النفط في الثلاثينيات، لكنها استمرت على الرغم من ضعفها حتى مطلع الستينيات.

طريق اللؤلؤ في البحرين هو طريق يمتد 3.5 كيلومترات ويقع في جزيرة المحرق، الذي تم استخدامه من قبل غواصي اللؤلؤ خلال معظم تاريخ البحرين حتى أوائل ثلاثينات القرن العشرين عندما انهار سوق اللؤلؤ في البحرين نتيجة لإدخال صعود اللؤلؤ الصناعي من اليابان. بدأ صيد اللؤلؤ في البحرين منذ العام 2000 قبل الميلاد. ويتألف من 17 مبنى و3 حاضنات محار تقع بالقرب من البحر وجزء من الساحل وقلعة بو ماهر في الطرف الجنوبي من المحرق، واعتمد الطريق كموقع للتراث العالمي تابع لليونسكو في 30 يونيو 2012 وهو موقع التراث العالمي الثاني في البحرين بعد قلعة البحرين.


وتشير التقارير والوثائق التي تحتفظ بها سجلات الدوائر المختصة بالمنطقة، إلى أن القيمة السنوية في المتوسط للؤلؤ المصدر من الخليج في بداية القرن الماضي، كانت تقدر بنحو مليون ونصف جنيهاً إسترلينياً، فيما بلغ مجموع دخل الساحل الخليجي من صادرات اللؤلؤ في العام 1925 حوالي 10 ملايين روبية هندية، في الوقت الذي كانت يبلغ عدد سفن الغوص لاستخراج اللؤلؤ، التابعة لساحل عمان في صدر القرن العشرين 1200 سفينة، تقل كل سفينة فريقاً يضم في المتوسط 18 رجلاً؛ ما يعني أن هذا التراث يمثل ثروة لا تقدر بثمن إذا تم تنشيط واستعادة هذه المهنة مجدداً سيحدث طفرة في إقتصاد البحرين.

وهناك بعض الأفكار التي نطمح أن توضع بعينالاعتبار في استعادة وربط التراث بمؤشرات الاقتصاد المحلي بل والعالمي أيضاً مثل إنشاء مؤسسة كبيرة تتشكل من العديد من الأقسام قسم دورات تدريبية علي الغوص للمبتدئين، وقسم للتدريب علي صيد اللؤلؤ ويتولي التدريب مجموعة من الخبراء المتخصصين.

وأن يتم تدريب عدد كبير من الغواصين وتشجيعهم وإمدادهم بكل ما يحتاجونه من خبرة كافية ومعدات غوص حديثة وأجهزة متطورة علي أن تكون هناك برامج للمتدربين وشهادات معتمدة ومكافآت قيمة؛ بتلك المؤسسة أكاد أجزم بأن اقتصاد المملكة سوف يتحول مساره لنتائج مبهرة.

شيرين فريد