أحمد التميمي

إن المقارنات بين مدرب مانشستر سيتي، وبرشلونة وبايرن ميونيخ سابقاً، الإسباني بيب غوارديولا من جهة، والفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريال حالياًـ تكاد لا تنتهي، وهناك عدة أوجه للمقارنة ما بين الطرفين. المدربان وإن اختلفا في الدوريات التي ينافسان فيها، إلا أنك عزيزي القارئ ستجدهما في منافسة مستمرة بين بعضهما، لعدة أسباب أبرزها نجومية الطرفين عندما كانا لاعبين في برشلونة ومدريد، انتمائهما لطرفي كلاسيكو الأرض، ولإنجازاتهما المحققة في فترة وجيزة.

عندما نتحدث عن أسلوب بيب غوارديولا التدريبي، فإننا وبلا شك سنتحدث عن أمرين مهمين: "التيكي تاكا والاستحواذ على الكرة". تتمحور جل فلسفة غوارديولا حول الاستحواذ العالي على الكرة، أحياناً من أجل خلق فرص للوصول لمرمى المنافس، وأحياناً لإرهاق الخصم، وأحياناً أخرى للحفاظ على النتيجة عندما يكون فريقه متقدماً واستهلاك الوقت.



هذه الفلسفة أتت أكلها مع برشلونة الإسباني في الفترة ما بين 2008 و2013، حقق فيها الفريق السداسية الشهيرة، واستعاد دوري الأبطال الغائب عن خزائن النادي لعدة مواسم. كما أتاحت تلك السياسة لبيب السيطرة على الألقاب المحلية في ألمانيا عندما كان مدرباً للبايرن. سياسة الاستحواذ على الكرة، وإن فشلت في موسمها الأول للمدرب مع مانشستر سيتي، إلا أنها تبدو ناجحة للغاية موسمها الثاني، فبعد سبع جولات من انطلاقة الدوري، يتصدر الفريق البريميرليغ بلا خسارة و 22 هدفاً في مرمى المنافسين، وهي الأعلى في الدوري.

أما على الجانب الآخر، نجد أن زين الدين زيدان له رأي يخالف رأي منافسه المباشر، غوارديولا. زيدان في هذا الموسم أثبت أن الاستحواذ ليس كل شيء، فقد فاز في جميع المباريات التي لم يستحوذ فيها على الكرة وبنتائج كبيرة أيضاً، حيث خسر الاستحواذ بنسبة 53% أمام دورتموند لكنه فاز بثلاثة أهداف مقابل هدف، وخسره أمام سوسيداد بنسبة 51% وفاز بذات النتيجة، كما إنه لم يسيطر سوى على 40% من الاستحواذ في ذهاب السوبر أمام برشلونة إلا أنه قد فاز أيضاً بثلاثية!

زيدان أثبت أن فاعلية المهاجمين في استغلال أنصاف الفرص، أهم بمراحل من السيطرة على مجريات اللعب دون نتيجة واضحة خلال اللقاء.