والله مهزلة تدعو للضحك، حينما يقوم «رؤوس التحريض» و«دعاة الكراهية» و«الطائفيون» و«العنصريون» و«خونة الأوطان» و«مواليي إيران»، باتهام البحرينيين المخلصين لبلادهم بـ«التحريض»!

فقط ليمتلكوا الشجاعة ويخبروننا، ما هو نوعية «التحريض» الذي أصدروا بشأنه بياناً بالأمس، وكشفوا فيه عن «اجتهادهم» على «حساب» و«رصد» كتابات الكتاب البحرينيين المخلصين لوطنهم، وحراك الصحافة الوطنية في التصدي لأكاذيبهم، فقط ليخبرونا ما هو «التحريض» المقصود؟!

هل تعنون تصدينا لأكاذيبكم وفبركاتكم التي تصدرونها تحت مسميات «جمعيات حقوق إنسان» وتقرنونها باسم البحرين، وكلنا يعرف أنها جمعيات «انقلابية الهوى»، تعمل بـ«أمر إيران» وتتحرك بتمويل لا يتوقف من نظام خامنئي؟!

صراخكم على قدر الألم، والأسباب معروفة، أولها فشل الانقلاب المدعوم إيرانياً في عام 2011 بهدف اختطاف البحرين والاستيلاء على الحكم فيها، هو حراك «طائفي» محض، سرق أصوات وإرادة شيعة البحرين واختزلها في جمعيات إيرانية المرجعية، واستهدف سنة البحرين ونظام الحكم، ومارسوا في الدوار الذي احتلوه وكل بقعة وصلوها صنوف الإرهاب والإجرام واستهداف السنة، وأمام كل هذا لم يخرج هذا المركز الحقوقي أو رأسه نبيل رجب وغيره ليدافعوا عن حقوق الإنسان «الآخر»، وأقول «الآخر» لأن هؤلاء يلبسون رداء حقوق الإنسان، لكنهم طائفيون حتى النخاع.

نحن وغيرنا تم تهديدنا بالقتل من قبل من تدافعون عنهم في فترة احتلال الدوار. مستشفى السلمانية احتل وتم استهداف الناس فيه. جامعة البحرين تحولت لمسرح استهداف طائفي، شاب سني ضرب حتى كاد يقتل، فأين كان صوتكم؟! لم يصدر، ولن يصدر، لأنه صوت طائفي يحرك بـ«الريموت الإيراني».

بعد الانهزام والفشل داخل البحرين، تعمل الفلول الهاربة ممن يصرف عليها النظام الإيراني أمواله ويعيشون على حسابه كـ«مرتزقة» تعمل حسب الأجر، تعمل تحت غطاء منظمات حقوقية تدافع عن الإنسان، ولو رصدتم دفاعها عن الشخصيات المعنية في بياناتها، لوجدتم أنها شخصيات «طائفية» تحرض على العنف، وعلى «كراهية» النظام، و«تمارس الإرهاب والجرائم».

عموماً، ما يجعل صراخهم عالياً هكذا، ويصدر بكل ألم، هو استمرار فشلهم في التأثير على المؤسسات الحقوقية العالمية، بالأخص المفوضية السامية لحقوق الإنسان.

هؤلاء تمكنوا في مراحل متفرقة من وضع المفوضية السامية في حرج أمام البحرين، خاصة حينما تبنت المفوضية بعض مواقفهم، واتضح بعدها أنها أكاذيب وفبركات حينما ردت البحرين بقوة وفندت كل ذلك، بل وطالبت المفوضية بأن تكون حيادية وتتعامل بالأسلوب المفترض أن يعكس سمعتها ومكانتها ومصداقيتها، ودعتها لزيارة البحرين ولم تحضر. هل تظنون يا عملاء إيران، بأننا سنتفرج عليكم وسنقف مكتوفي الأيدي وأنتم تستهدفون بلادنا، وتحاولون الكذب والتدليس على المنظمات الدولية؟!

طبعاً لا وألف لا، ومن الاستحالة أن يقف الحر المخلص لوطنه «ساكناً» أمام إساءات خونة وانقلابيين. ساءهم الوصف للمفوضية بأنها «تدافع عن حقوق المجرمين»، وهذا وصف صحيح يجسد الواقع، فأنتم بالفعل «مجرمون» بحق البحرين، وحينما تتبنى أي جهة موقفكم هذا، وأنتم تحرضون ضد بلادنا ونظامها وتدافعون عن الإرهابيين وتزورون الحقائق، فإن هذه الجهة تتبنى موقفاً مدافعاً عن «المجرمين»، وهذا فعل يعيب أي مؤسسة ويضرب مصداقيتها في مقتل.

لكن عموماً شكراً على تقريركم الممتع الذي يتضح «التعب» في رصد مواده، والذين بين عدد الكتابات والمواضيع التي تنشرها صحف البحرين وكتابها المخلصين، وهو ما يفترض أن يجعلكم تستوعبون بأن البحرين محمية دوماً بمواطنيها المخلصين، وأن كل كذب وافتراء وفبركة تمارسونه يرد عليه بأقوى منه، فنحن أصحاب حق، ولاؤنا للبحرين ولقيادتها، لسنا مثلكم ولائكم لإيران وخامنيئها، وهو المثبت بقوة في كل تصرفاتكم وأفعالكم وأقوالكم.

انتقدوا انتهاكات حقوق الإنسان في إيران لو تمتلكون ذرة جرأة وشجاعة. والله سيرميكم من «يصرف» عليكم لتنفذوا أجندته في الشوارع، فأنتم «مرتزقة» بامتياز، تصفون رجال الأمن الذين يحافظون على بلادهم وسلامة شعبها بـ«المرتزقة» بينما هو «الشرف كله»، شرف المخلص الذي يدافع عن بلاده، لا عن بلاد أخرى طامعة فينا، سلمتم أمركم لها بكل وضوح. وصفوها بمواد محرضة على الكراهية. كراهية ضد من؟! وتحريض ضد من؟! ضدكم؟! إن كانت إجابتكم بـ«نعم»، فجوابنا نحن لا نحرض ضدكم ولا ندعو لكراهيتكم، بل صححوها، نحن في موقف الضد منكم، لأنكم «أعداء» لبلادنا، «خونة» لأرضنا، «عملاء لإيران»، وبيننا وبينكم «سجال» و«مواجهات» بالحق والأدلة والشواهد والبراهين، واعلموا أننا لن نسمح لكم المساس بذرة من تراب البحرين. أما إن كنتم تعنون مؤسسات حقوق الإنسان، في محاولة «يائسة» لاستعطافها، فاعلموا أن البحرين دولة ذات سيادة ولها قيادة، وحينما ينحرف تعاطي مؤسسات حقوق الإنسان وتبدأ بتصديق كذابين ومزورين ومفبركين وإرهابيين، من الواجب تنبيهها وانتقادها بقسوة، فالعالم اليوم يحارب الإرهابيين أمثالكم، ومن المعيب أن نجد في اتجاه آخر مؤسسات تدعو لحماية «الإرهابيين». يبقى الصراخ على قدر الألم، ولا عزاء لكم يا «عملاء إيران».