من المستحيل في أي يوم من الأيام أن تمر مرور الكرام أو حتى مرور الأذلَّاء على شارع البديع ولا تجد أحدهم يخالف كل الأنظمة المرورية ضارباً بها عرض الحائط -وأخص هنا بالذكر مخالفات السرعة وتجاوز طابور السيارات- لينزل هؤلاء بسياراتهم على خط الطوارئ أو حتى على الأرض غير المعبَّدة ليثيروا الغبار والأتربة الغليظة على كل السيارات المنتظمة في مسارها الصحيح وفي وجه مستخدمي هذا الشارع.

حكاية تجاوز الخطوط الصفراء الخاصة بالطوارئ متوفرة في كل شوارع البحرين، ولا نعلم حقيقة ما هي الحلول المجدية أو العقوبات المتَّخذة من طرف المرور بخصوص هذه الظاهرة المخزية، ولو كانت العقوبات صارمة وقوية لما رأينا -حتى كتابة هذه الأسطر- مئات المركبات وهي تتجاوز هذه الخطوط المحرم دخولها في الساعة الواحدة في كل شوارع البحرين، فالمخالفون آمنوا بأن ليست كل شوارع البحرين مُؤمَّنة بالكاميرات ورجالات المرور ولهذا أصبحت هذه المخالفة أبسط من شرب الماء فما هو الحل يا إدارة المرور؟

نعود من جديد لشارع البديع الذي يخلو من الدوريات المرورية والكاميرات الخاصة برصد المخالفات المرورية، لنقول لأحبتنا في الإدارة العامة للمرور، ما هو ذنب الملتزمين بالقواعد والأنظمة المرورية ليصابوا بالضغط بسبب عدد لا يستهان به من المخالفين في هذا الشارع؟ وما هي الإجراءات اللازم اتخاذها في حال عدم وجود كاميرات ودوريات مرورية منتظمة على مدار الساعة في هذا الشارع تحديداً؟ نحن نقول إن شارع البديع لا يجب أن يُستثنى من أنظمة المرور ومتابعة وملاحقة كل المخالفين فيه لعلمهم بعدم وجود كاميرات ترصد مخالفاتهم، ولو تعمَّقنا قليلاً داخل بعض القرى المحاذية لشارع البديع لرأينا الفوضى العارمة وسط شوارعها وأزقتها بشكل لا يطاق، فالسرعات الجنونية متوفرة فيها وسياقة الدراجات النارية المزعجة ذات «الدَّبَّات» في «أنصاص الليالي» والتي لا تحمل أرقاماً تجدها توقظ النائمين والمرضى والأطفال من نومهم، أمَّا الوقوف الخاطئ وامتلاك وسدِّ الشوارع الداخلية المهمة بمركباتهم الخاصة تحت ذريعة «ما في مرور» أصبحت من علامات قرى البديع!

يجب أن يعود المرور لهذا الشارع الذي لا يمكن أن تحصى عدد المخالفات فيه وفي قُراه تحت ذريعة غياب الرقابة المرورية فيه، كما يجب أن يعاد للقانون المروري سطوته وهيبته وألا يُستثنى أي شارع أو زقاق أو إنسان في البحرين من المراقبة لضمان سلامة الناس وضمان انسيابية حركة المرور في هذه المنطقة من البحرين التي يعاني منها الملتزمون بالقانون أشدّ المعاناة، فهل يمكن للإدارة العامة للمرور أن «تنورنا» بهذا الخصوص فتجيب على تساؤلاتنا هذه؟ وما هي الحلول المقترحة لفرملة هذه الفوضى المرورية في شارع يعاني في الأساس من الاختناق؟