أحمد عطا

سقط أركاديوش ميليك ضحية للإصابة بقطعٍ ثانٍ في الرباط الصليبي للركبة وذلك بعد فترة قليلة جدًا من العودة من إصابة مماثلة أودت بمسيرة موسمه الأول مع نابولي إلى الهاوية.

المهاجم البولندي الذي تألق رفقة أياكس وأكد موهبته في كأس أمم أوروبا 2016 انتقل إلى الفريق النابوليتانو لتعويض رحيل البيبيتا هيجواين الذي تحول إلى خائن إثر انضمامه ليوفنتوس.



لكن الرياح لم تجرِ بما تشتهي السفن فقد سقط ميليك سريعًا ضحية لقطع في الرباط الصليبي رغم انطلاقته النارية في موسمه الأول ليقضي شهور طويلة من الموسم الماضي ليتم علاجه ما جعل نابولي يؤثر عدم ضم مهاجم آخر لامتلاكه ميرتينز أيضًا بعد أن اكتشف نفسه في مركز المهاجم الصريح ليمنح نابولي حلًا سحريًا لغياب مهاجمه.

إلا أن ميليك اختار توقيتًا قاتلًا جديدًا ليتعرض لقطع جديد في الرباط الصليبي لركبته وذلك بعد انتهاء الميركاتو بأقل من شهر ليضطر نابولي إلى قضاء موسم جديد مع ميرتنز وحده.

***

اللقطة الأشهر في مسيرة الظاهرة

إصابة ميليك الثانية أعادت لأذهاننا المشهد المؤلم الذي تعرض له رونالدو البرازيلي بعدما حاول القيام بمراوغته الشهيرة ليسقط صارخًا في قلب الأوليمبيكو بعد 7 دقائق فقط من اشتراكه خلال مباراة لاتسيو في كأس إيطاليا.. الجميع وقف مشدوهًا لا يصدق ما يحدث.. بانوتشي يمسك برأسه ولاعبو لاتسيو يسرعون قبل لاعبي الإنتر لمعرفة ما حل بالظاهرة ليصطدم الجميع بالحقيقة المؤسفة.. بعد 6 أشهر من الغياب، رونالدو سيغيب لأكثر من موسم كامل عن الإنتر ومن ثم لم تعد مسيرته كما كانت أبدًا، على الأقل على مستوى الأندية.

***

إيدو يطير من لندن لينهار في الميستايا

سقوط رونالدو في الأوليمبيكو لم يكن الوحيد العالق بالأذهان، بل كان أحد أبطال تلك المشاهد المؤسفة برازيلي آخر هو إيدو، لاعب الوسط الذي ترك الفريق الذهبي لآرسنال ليبحث عن مغامرة جديدة رفقة فالنسيا الإسباني في عام 2005.

مغامرة لم تبدأ أصلًا إلا في أبريل من العام التالي 2006 وذلك بعد أن أصيب الدولي البرازيلي بقطع في الرباط الصليبي في الفترة الإعدادية لم يعد معها إلا في الشهر قبل الأخير من الموسم وتحديدًا أمام قادش.

أكمل إيدو الموسم وبدأ الموسم الجديد لكنه لم يكمل شهره الثاني في الموسم إلا وقد انهارت ركبته من جديد على ملعب رامون سانشيث بيثخوان خلال مباراة فريقه ضد أصحاب الأرض إشبيلية.

خسارة فالنسيا بثلاثية نظيفة لم تكن الحدث الأكبر وقتها بل كانت دموع إيدو وصرخات الحسرة التي التقطتها عدسات التليفزيون معلنة عن غياب طويل الأمد من جديد للاعب لم يستفد منه الخفافيش كما يجب بسبب تلك الإصابات المتلاحقة.

***

القائمة تطول

إصابات الركبة "المزدوجة" لم تقتصر على رونالدو وإيدو فقط، بل شهدت الكثير من الضحايا، نذكر منها هولجر بادشتوبر مدافع بايرن ميونخ الذي جاهد لعدة سنوات ليحجز لنفسه أخيرًا مكانًا في التشكيلة الأساسية للنادي البافاري الذي قام بتجديد عقده في فبراير 2013 رغم إصابته الأولى بقطع في الرباط الصليبي في ديسمبر 2012، لكن بادشتوبر لم يستطع رد الجميل للبايرن فقد أصيب من جديد فور عودته بقطع جديد وتحديدًا في مايو 2013 ليغيب طوال موسم 2013/14، ورغم شفائه التام من إصابات الركبة بعد 594 يومًا من الغياب إلا أنه سرعان ما لحقت به سلسلة مذهلة من الإصابات العضلية دمرت مسيرته لينتقل في النهاية على سبيل الإعارة إلى شالكة قبل الالتحاق بشتوتجارت.

كذلك ربما سيندهش غير المتابعين لليفربول أو البريميرليغ أن الريدز يمتلكون مهاجمًا آخر غير فيرمينو وسولانكي وهو داني إنجس الذي التحق بالفريق في صيف 2015 وتطلع إلى تحسين مسيرته بعد وصول المدرب الجديد يورجن كلوب في أكتوبر من نفس العام لكن كلوب جلب معه النجس لإنجس بعدما أصيب الأخير في أول تدريب له مع المدرب الألماني بقطع في الرباط الصليبي أبعده عن الملاعب حتى المباراة الأخيرة من الموسم عندما عاد قبل الأوان ليلعب أمام وست بروميتش ثم يلتحق بالفريق الرديف في بداية الموسم التالي لاستعادة اللياقة لكن أكتوبر التالي حمل له أنباءً مزعجة بإصابة جديدة أمام توتنهام في كأس الرابطة أبعدته عن الملاعب لـ 9 أشهر كاملة.

وكان آخر طابور المنضمين لتلك القائمة المأساوية هو إيكر مونيايين جناح أتلتيك بلباو الذي كان واحدًا من أصغر اللاعبين المشاركين في تاريخ الليجا لكن مسيرته عرفت طريقًا مظلمًا في آخر عام وستستمر لعامٍ آخر من المعاناة بعد سقوطه من جديد مصابًا بقطعٍ ثانٍ في الرباط الصليبي.

***

هل انتهى ميليك؟

التاريخ يقول إن قليلين هم من تمكنوا من العودة بقوة بعد إصابتين متتاليتين في الرباط الصليبي للركبة، لكن لا شيء يقول إن ميليك قد انتهت مسيرته فصحيح أن رونالدو على سبيل المثال لم يقدم نفس المستوى المبهر رفقة ريال مدريد وميلان كما قدمه في الإنتر وبرشلونة، إلا أنه استمر رغم كل المتاعب والمصاعب التي من الممكن أن يتعرض لها اللاعب جراء إصابة كتلك. لكن علينا ألا ننسى الواقع الذي يقول أن أغلب من تلقى تلك الضربتين لم يعد كما كان.

عدم التعجل في العودة هو شيء مصيري، فمن المهم ألا يفكر ميليك أبدًا في هذا الموسم بعد الآن خاصة مع دوري شرس كالدوري الإيطالي حيث لا مجال للرحمة في التدخلات في حين لن يُلام نابولي كثيرًا إن قرر الاستغناء عن الدولي البولندي الصيف المقبل أو التفكير على الأقل في ضم مهاجم جديد، فميرتنز قد يتعرض لإصابة هو الآخر ووقتها ستكون ضربة قاسمة لطموحات النادي الجنوبي.