روان ضاهر

كم من الصعب أن نتخيل أندريس إنيستا بغير قميص برشلونة! فهو ابن النادي الكاتالوني ترعرع منذ نعومة أظفاره في أكاديمية "لا ماسايا" منبع المواهب الأول للبلوغرانا حيث انضم إليها وهو في سن الـ12 في عام 1996 ليبدأ مشواره في كتابة التاريخ و يلاحق أحلامه وطموحاته ويعمل على تحويلها إلى واقع.

ظهوره قبل بضعة شهور للحديث عن إمكانية عدم تجديد عقده مع برشلونة والذي كان سينتهي في صيف 2018 شكل وقعاً صادماً لعشاق الكرة عموماً والنادي الكاتالوني على وجه الخصوص، فلطالما ارتبط اسم اللاعب بأمجاد برشلونة وكان سبباً بارزاً في صناعة تلك الأمجاد بفضل لمساته الساحرة ومراوغاته المرعبة وطريقة رسمه للأهداف وكأنه بتحركاته في الملعب يشكل لوحة فنية جميلة تثير علامات الدهشة على وجوه المتابعين فهو بكل كرة يمتلكها يتخطى المألوف، حتى إنه يعرف تحركات وأماكن زملائه اللاعبين بدقة متناهية دون النظر إليهم .



لن أطيل في الثناء على لاعب الوسط الإسباني فإنجازاته تتحدث عن نفسها، فمنذ أول ظهور رسمي له بقميص برشلونة في أكتوبر من عام 2002 نجح في خطف "30" لقباً مع البلوغرانا وهو رقم قياسي في تاريخ النادي: ثمانية منها في دوري الدرجة الأولى لا ليغا وأربعة منها في دوري الأبطال، ووصل عدد مشاركاته مع الفريق إلى الآن إلى 639 مباراة سجل خلالها 55 هدفاً.. ولا ننسى أن نضيف على هذه الحصيلة من الألقاب الجماعية نجاحاته مع منتخب بلاده لا روخا والمتمثلة في بطولتي أمم أوروبا وكأس العالم 2010 عندما أبطل الرسام بسحره حركة الطواحين بتسجيله هدفاً متأخراً في مرمى هولندا مهدياً الكأس الأغلى في العالم لبلده إسبانيا.

وبينما وجدت الأوساط الرياضية صعوبة في استساغة أمر رحيل إنيستا عن الكامب نو، جاء قبل عدة أيام خبر معاكس تماماً يحمل في ثناياه البشرى والسعادة لعشاق الدون أندريس عندما أعلن نادي برشلونة بقاء قائده للأبد في صفوف الفريق.. ليختار الرسام بهذا القرار الألوان الأخيرة التي سينثرها على لوحته الفنية لتكتمل وتكتمل معها فرحة أنصار ومحبي النادي واللاعب على حدّ سواء.