أبوذر حسين

كشف قائد مستشفى الملك حمد الجامعي اللواء طبيب الشيخ سلمان بن عطية الله آل خليفة، النقاب عن قرب موعد انطلاق مركز الأورام بالمستشفى، وفقاً للاتفاقية المبرمة مع مستشفى أرجيس الجامعي في قيصرية – تركيا بتكلفة مليون و200 ألف دينار سنوياً، ولمدة خمس سنوات قابلة للتمديد لسنتين إضافيتين باتفاق الطرفين. علماً أن المستشفى المذكور معتمد أصلاً من قبل المجلس الأعلى للصحة و وزارة الصحة في البحرين كأحد المراكز التي تستقبل المرضى البحرينيين المحولين للعلاج في الخارج خصوصاً حالات أمراض الدم و الأورام و زرع النخاع "النقي" العظمي.

وأشار اللواء طبيب الشيخ سلمان، أن جامعة "إرجيس " تعد من أفضل الجامعات في تركيا وهي معروفة بأنها تملك أحد أفضل مراكز علاج الأورام وأمراض الدم وزرع نقي العظم بالإضافة إلى مركز متطور لأبحاث الخلايا الجذعية يديره ثلاثماية متخصص.


وأشار الشيخ سلمان إلى أن المركز التركي فاز بالعقد بعد أن تم الإعلان عالميا عن أستدراج عروض ومراسلة أكثر من ثلاثين مركزاً في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية مصنفين أوائل عالمياً بالأضافة إلى مراكز مرموقة من الهند، سنغافورة وتركيا. ولكننا وبعد دراستنا كل الردود، وجدنا أن العرض التركي هو الأفضل والأكثر ملائمة. وقد وقع الاتفاقية الشيخ الدكتور محمد بن عبد الله آل خليفة، رئيس المجلس الأعلى للصحة، وحصل العقد على مباركة من الرئيس التركي خلال زيارته للبحرين ولقائه بجلالة الملك المفدى.

وقال الشيخ سلمان، إن مستشفى الملك حمد الجامعي، وعملاً بالاتفاق المعقود مع مستشفى أرجيس الجامعي ابتعث عشر أطباء وعشرين ممرضاً وممرضة إلى المستشفى المذكور حيث أمضوا فترة ستة أشهر من التدريب المكثف عادوا بعدها ليشكلوا نواة الفريق البحريني الذي يعد ويؤهل من أجل أن يكون قادراً على تشغيل المركز بعد خمس سنوات.

وألمح قائد مستشفى الملك حمد الجامعي إلى أنه مع انتظام العمل في المركز سيكون هناك طاقم كامل يضم 750 كادراً من الأطباء والممرضين يغطّون كافة التخصصات والأقسام مبيناً أنه في المرحلة الأولى بعد افتتاح المركز ستحول الحالات المعقدة، إذا ما دعت الحاجة، إلى مستشفى أرجيس الجامعي على أن تجري المتابعة في البحرين من قبل نفس الفريق الذي سيتواجد دورياً في تركيا و البحرين مشدداً إلى أنه وضمن الاتفاقية سيحصل المركز على تعرفة إستشفائية مخفضة لمرضاه. وأشار إلى العمل على توفير الربط الإلكتروني بين مركز الأورام في البحرين ومركز أرجيس في تركيا مما سيسمح بالتبادل الفعال واللحظي للمعلومات ويسرع في اجتراح الخطط العلاجية المشتركة وتنفيذها في أفضل الظروف.

وأشار الشيخ سلمان بن عطية الله أنه بالأضافة إلى أقسام التشخيص والعناية الطبية العالية التخصص سيحتوي المركز على قسم متطور لزرع نقي العظم من المخطط أن يكون له دوراً استثنائياً يكون في علاج المرضى المصابين بحالات متقدمة من فقر الدم المنجلي. وسيعتمد هذا القسم على مركز متطور لأبحاث السرطان و الخلايا الجذعية يمتد على مساحة 2400 متر مربع قادر على استيعاب 80 باحثاً. وأوضح أن الاتفاقية تنص أيضاً على توفير المركز التركي للأدوية اللازمة في العلاجات.

وعن التوقعات للقيمة الإجمالية لحجم الإنفاق الذي ستقوم به الحكومة على المركز والكادر والأدوية أوضح الشيخ سلمان عطية الله أن التكلفة لكل سنة هي مليون و 200 ألف دينار، أي أن التكلفة الإجمالية للعقد هي 6 ملايين دينار بحريني لمدة 5 سنوات.

وأعرب عطية الله عن أمله في أن يصل المركز إلى تقديم خدمة عالمية يتم من خلالها استقطاب المرضى في البحرين والخليج والعرب للعلاج بالبحرين، وهو جزء من تحقيق الرؤية الاقتصادية للحكومة الرشيدة 2030.

الانطلاق:

قال قائد مستشفى الملك حمد الجامعي اللواء طبيب الشيخ سلمان بن عطية الله آل خليفة، إنه وبناء على الاتفاقية المبرمة بين المستشفى ومركز جامعة "أرجيس" فقد وصلت إلى البحرين طلائع الفريق التركي المتخصص من الكوادر الطبية والتمريضية، وبدأ الخبراء المساعدة بترتيبات افتتاح المركز قبل نهاية العام الحالي، وتحديدا في شهر ديسمبر القادم، موضحاً أن التأخير في موعد الافتتاح يرجع إلى "تلكؤ" المقاول وعدم التزامه بجدول التسليم وهو الأمر الذي دفع قيادة قوة دفاع البحرين إلى استلام المشروع من المقاول لإكماله بأفضل وأسرع وقت، موضحاً أن المركز كان من المفروض أن يفتح أبوابه في فبراير من السنة الماضية ولكنه تأخر ليفتتح فبل نهاية العام الحالي.

البعد الاستراتيجي

وأشار عطية الله إلى أن مرضى السرطان يكلفون الخزينة البحرينية خمسة ملايين دينار سنوياً، مبيناً أن هذه التكلفة العالية ترجع في جزءٍ منها إلى تغطية مصاريف سفر المريض ومرافقه وإقامتهم في الخارج لفترة طويلة قد تمتد شهوراً. ولفت إلى الحاجة للعمل على تقليل هذه التكلفة مع التشديد على تقديم خدمة علاجية متميزة لمرضى السرطان بالبحرين، تضاهي الخدمة المقدمة في المراكز العالمية، مستشهداً بالتجربة الرائدة لمركز "خليفة للقلب" في المستشفى العسكري التي كانت حصيلة 25 سنة من الجهد والعمل الدؤوب تكللت بالارتقاء بهذا المركز إلى مستوى من العناية مشهود له على صعيد المنطقة، مؤكداً "نحن نريد أن نصل للمرحلة التي يختار فيها المريض البحريني ويفضل العلاج في البحرين بدلاً من الخارج، ونحن قادرون على تحقيق هذا التحدي، من خلال حرص ودعم القيادة والحكومة".

وحول علاج المواطنين، بعد صدور قانون الضمان الصحي، قال الشيخ سلمان أن القيادة الرشيدة والحكومة الموقرة تعمل جاهدة لتوفير كافة الخدمات للمواطنين ومنها الخدمات العلاجية والطبية التي ستكون مجانية لمرضى السرطان البحرينين الذين يتحولون إلى المركز.

وأوضح قائد مستشفى الملك حمد الجامعي، أن الحالات الجديدة تصل إلى حوالي 450 حالة سنوياً من البحرينيين والأجانب حسب الأحصآت المنشورة، وأن حوالي 50 % من الحالات السرطانية يتم تشخيصها في مستشفى الملك حمد، مشيراً إلى أن أكثرية المرضى يفضلون، حالياً، العلاج بالخارج.

طاقم العمل

وذكّر "البروفيسور" سلمان بن عطية الله، إلى أنه ومع إنتظام العمل في المركز سيكون هناك طاقم وفريق كامل يضم 750 كادراً من الأطباء والممرضين الذين سيغطون كافة التخصصات والأقسام.

وأوضح أن فريق الأطباء التركي سيقوم بتدريب الكوادر البحرينية، حيث سيقوم كل دكتور بتدريب نظيره البحريني طوال فترة الاتفاقية التي تستمر من 5 – 7 سنوات. و تجدر الأشارة إلى أن الاتفاقية تنص على أن يعمل الكادر التركي على الوصول بمركز الأورام البحريني إلى أن يكون مصنفاً عالمياً بعد أن يحصل على شهادات الجودة المطلوبة و ذلك قبل انتهاء فترة التعاقد.

وعملاً باتفاقيات التعاون والتدريب الموقعة مع مستشفيات جامعية أقليمية و عالمية، لدينا حالياً بالإضافة للأطباء الذين تدربوا وسيتدربون في تركيا، أطباء يتدربون في الأردن وفي النمسا، وآخرون يسعون إلى تحصيل البورد السعودي في مستشفيات المملكة الشقيقة.

إدارة الموارد

أشار الشيخ سلمان عطية الله إلى أن المركز سيستقبل في بداية عمله المرضى البالغين حصراً، ولكنه وبعد 6 شهور أو سنة، سيكون مستعدا لاستقبال "الأطفال" تنفيذاً للتوجيهات بجعله المركز الوطني لعلاج الأورام بالبحرين. وأوضح أن المركز بعد إكتمال الكوادر الطبية والتمريضية والتجهيزات، سيكون مستعداً لاستقبال حالات السرطان في البحرين والخليج مشيراً إلى أن افتتاح الأقسام العلاجية سيكون متدرجاً بالأستناد الى خطة متكاملة تؤدي إلى توفر العناية بمختلف تقنياتها وأنواعها ومن ضمنها العلاج بالخلايا الجذعية للمرضى البالغين و الأطفال مع نهاية العام 2019.

أما في ما خص خدمات الدعم العامة فسيقوم مستشفى الملك حمد بتوسيع نطاق عملياته الحالية لتشمل المركز بحسب آلية تكاملية في العمل بين المستشفى والمركز وذلك بهدف الإستغلال الأمثل للموارد. في هذا الصدد كشف الشيخ سلمان عن السعي الجاري للحصول على أحدث جهاز PET/CT Scan من أجل أستبدال الجهاز الحالي مما سيسمح برصد الأورام الفائقة الصغر من حجم 2 ملم و ما فوق مشدّدا أن توجيهات جلالة الملك واضحة لشراء أفضل الأجهزة في علاج السرطان وتشخيصه .وحول المادة الإشعاعية المطلوبة لتشغيل الجهاز، قال الشيخ سلمان أن المستشفى سيقوم بتوفيرها من خلال معمل النظائر المشعة الموجود بالمستشفى و الذي يوفر هذه المادة منذ 3 سنوات.

مرضى السكلر "أنيميا الدم المنجلية"

وقال إن المركز سيحتوي على قسم لزرع النخاع العظمي من عشر غرف كاملة التجهيز، علماً أن هذه التقنية العلاجية هي الوحيدة حالياً التي يمكن أن تؤدي، إذا ما وجد المريض مؤهلاً للخضوع لها، الى شفائه من "أنيميا الدم المنجلية". من هنا توجهنا إلى العمل على أستيعاب العدد الأكبر من مرضى "السيكلر" أيماناً منا بالدور الذي يجب أن يقوم به المركز لعلاج هؤلاء المرضى الذين يصل عددهم إلى 5 ألاف مريض حسب الإحصائيات الأخيرة.

بالإضافة سنعزز التعاون القائم مع مركز الأميرة الجوهرة في هذا الجانب كما سنحافظ على تعاوننا مع مستشفى الملك فيصل في الرياض، ومركز الحسين للسرطان في الأردن.

مركز العلاج بالأشعة

وأعلن الشيخ سلمان إلى أنه مع إنطلاق المركز سيُعمد إلى دمج العمل في مركز العلاج الإشعاعي بالسلمانية مع مركز العلاج الإشعاعي في مستشفى الملك حمد، في عملية تكامل بين المركزين تحت إدارة مستشفى حمد حيث سيوضع في خدمة المريض منظومة علاجية متطورة واحدة "للعلاج الإشعاعي" تشغل مسرعين خطيين وقسم للعلاج الإشعاعي الموضعي في كل من مستشفى حمد والسلمانية وتلتزم بالمعايير المعتمدة دولياً.

أهداف المركز

فيما ذكر مدير مركز الأورام بمستشفى الملك حمد الجامعي، الدكتور الياس فاضل، أن الأهداف المرجوة تتمثل في توطين العلاج من خلال رفد مركز الأورام بالكفآت الطبية عبر انتداب أطباء وكوادر صحية من تركيا في حين يجري العمل على تدريب الكادر البحريني و تأهيله ليكون قادراً على تشغيل المركز في المستقبل. وبدل أن يسافر المريض بحثاً عن العلاج في الخارج، سيرسل المركز الصحي التركي خيرة استشارييه لتوفير العناية المطلوبة في ربوع الوطن و في نفس الوقت لتأسيس بيئة علمية مرموقة يستفيد منها الطبيب البحريني المتدرّب ليعزز تحصيله العلمي و يكسب الخبرات المتقدمة.

و أردف الدكتور الياس فاضل أن المركز سيكون له تعاون وثيق مع المؤسسات الصحية البحرينية و السعودية والخليجة عموماً بالإضافة إلى الجامعة الأيرلندية في البحرين وجامعة الخليج العربي.

بينما أكد الدكتور أحمد السر منسق المشروع مع جامعة أرجيس وأحد الأطراف الموقعين على العقد أن لديهم تجربة ناجحة من قبل في أذربيجان، و"نحن ندخل بحماس كبير لإرضاء الجانب البحريني، وسيبقى الحكم الأخير للمريض".

رؤية 2030

وحول طموح قائد الخدمات الطبية في مستشفى الملك حمد، قال الشيخ سلمان، نطمح إلى توفير مصلحة المريض العليا، والتي تأتي من خلال توفير خدمة علاجية متكاملة ورعاية صحية متميزة بحيث تنتفي الحاجة لإرسال مرضانا إلى الخارج ويطمئن المريض البحريني للخدمات الطبية التي ستكون متاحة في البحرين علماً أننا لن نألو جهداً من أجل الوصول سريعاً بهذه الخدمة إلى مستوى العالمية ليشمل إستقطاب المرضى، بالأضافة للبحرينيين، المرضى الخليجيين والعرب عموماً تماشياً مع الرؤية الاقتصادية للحكومة الرشيدة 2030 التي خططت لأن تكون البحرين وجهة للسياحة العلاجية.

بنهاية اللقاء أخذت الصور التذكارية مع باكورة الفريق التركي الذي وصل إلى البحرين ويضم استشاري أورام، استشارية أمراض الدم واستشاري زرع النخاع العظمي بالإضافة لكوادر تمريضية متخصصة.