قال المحامي والمستشار القانوني النائب البرلماني السابق الأستاذ فريد غازي أن "الوفد الحكومي والوفود الأهلية في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان التي انعقدت في سبتمبر الماضي بمدينة جنيف قد تحدثوا بمهنية عالية، و طرحوا أفكارهم ورؤاهم بهدوء تام، بينما الطرف المعارض كان يميل إلى المقاطعة والتشويش وهذا سلوك بعيد كل البعد عن الأخلاق والمهنية، ويعبر عن بُعد هؤلاء عن الحقوق، لأن من حق أي متحدث أن يُسمح له بالحديث حتى ينتهي من توصيل فكرته، ثم تأتي الفرصة للجانب الآخر".

ومن خلال حديثه ثمن غازي "العمل المقدر الذي قامت به المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان لأنها تعمل بمهنية عالية ولا تقوم بالتشهير ضد الدولة وإبراز السلبيات في العلن، وإنما تقوم بعملية الإصلاح من خلال تنبيه المسؤولين بوجود السلبيات من أجل تلافيها، حيث أن المؤسسة لا ترض عن أي انتهاكات لحقوق الإنسان من أي جهة، وإنما تتعامل مع هذه الأوضاع بشكل هاديء وبعيد عن التعصب".


جاء ذلك في الندوة التي نظمتها جمعية التجمع الوطني الدستوري (جود) بعنوان (ملف حقوق الإنسان في جنيف) للمحامي والمستشار القانوني فريد غازي تحت إشراف السيد عيسى سعد، أدارت اللقاء المحامية هنادي الجودر، واتسمت بالحوار والنقاش والمداخلات المتخصصة في هذا الموضوع الحيوي، وذلك مساء الاثنين ضمن الملتقى القانوني الذي تقيمه الجمعية، وقد حضر الندوة عدد من المهتمين بشؤون وشجون حقوق الإنسان، يتقدمهم السيد خالد الكلبان أمين عام الجمعية، ومنتسبي (جود) وضيوفهم.

وكشف أ. فريد غازي "أن ما قامت به الوفود الأهلية من عرض رؤيتها حول حقوق الإنسان في مملكة البحرين قد أزعج المعارضة كثيرا لدرجة أنها هاجمت الوفد الحقوقي من خلال إحدى القنوات الفضائية ذلك لأن الطرح الذي قدمته الوفود الاهلية البحرينية قد اتسم بالمهنية العالية والمسؤولية، وأن هذا الهجوم هو دليل النجاح في كافة المساعي التي قام بها الوفد هناك.

استهل الأستاذ فريد غازي محاضرته بالحديث عن مجلس حقوق الإنسان في دورته السادسة والثلاثين التي عقدت في شهر سبتمبر الماضي بجنيف، موضحا بقوله " في هذه الدورة من مناقشة قضايا حقوق الإنسان في مملكة البحرين داخل أروقة المجلس وجدنا أن هناك رأي متشدد جدا، وهو لا يناقش مجال حقوق الإنسان، الأمر الذي جئنا من أجله، وانما يناقش حال الحُكم ولغة اسقاطه، وأحاجيث كثيرة ليس لها علاقة بالحقوق، وهذا بالطبع لا يتوافق مع مجال حماية وتعزيز حقوق الإنسان، بينما كان هناك آراء كثيرة تتحدث عن إنجازات حققتها مملكة البحرين في مجال حقوق الإنسان ودعوات للسير قدما في هذا الطريق".

وحول ما ورد في المجال الاقتصادي بيّن غازي " فيما يخص النظام الإقتصادي في مملكة البحرين التي أشارت إليه تلك الفئة، هو نظام متطور كثيرا عن دول الخليج والدول العربية في الكثير من النواحي، بل هو متطور حتى عن بعض الدول الأجنبية"، مشيراً إلى أن "اقتصاد البحرين كما هو معروف اقتصاد حر ولعل أبرز ما تم تطبيقه في هذا المجال هو نظام الإنتقال الحر للعمالة في البحرين، وهو الأنجاز الذي مكن المملكة من التقدم خطوات كبيرة في هذ المجال".

أشار المحامي فريد غازي في حديثه إلى كمية الهجمات التي تعرضت لها مملكة البحرين ابان أحداث عام 2011 داخل أروقة مجلس حقوق الإنسان، مضيفا أنه "ليس من الحكمة أن نقف مدافعين آنذاك ولكن من الحكمة أن نبحث عن موضوعات لها صدى وبُعد إنساني لكي نستعرضها في أروقة مجلس حقوق الإنسان بجنيف، فاخترنا فكرة الحديث عن التسامح الديني في مملكة البحرين، فتحدثنا في ندوة هناك مع مجموعة من الأخوة والاخوات حيث تناولنا هذا الموضوع من عدة جوانب، وكان لهذه الندوة صدى طيب وتأثير كبير في المجلس إذ استطعنا ان نبدّد الصورة السيئة التي يحملها العديد من الناس سواء من العرب أو الأجانب حول ما يجري في البحرين من تطورات ايجابية في العديد من المجالات.

ولفت إلى "مشكلة الطرف الآخر المعارض الذي لا يريد أن يستمع للرأي الآخر، بينما الوفود الأهلية تحضر ندواتهم وتستمع اليهم جيدا، وهناك أيضا للأسف من يخلط بين حقوق الإنسان والسياسة، فلا ينبغي ان يتحدث أحد عن الحُكم في البحرين وما يفعله عندما يتحدث عن حقوق الإنسان، فأي ندوة عندما تأخذ طابع الهجوم على الدولة تكون بذلك قد فقدت مصداقية الحديث عن حقوق الإنسان"، وأوضح المحامي فريد غازي أنه يميل إلى الرأي الذي يقول بأن "حقوق الإنسان إذا اختلطت بالسياسة فسدت حقوق الإنسان" معللا ذلك " أن أي شخص لديه ميول أو اتجاه حزبي معين نجد أفكاره في مجال حقوق الإنسان منحرفة !!".

وفي ختام الندوة افسحت الاستاذة هنادي المجال للحضور لطرح اسئلتهم وابداء آراءهم ومداخلاتهم وقد رد المتحدث فريد غازي على كل الاسئلة والاستفسارات، وفي ختام الندوة قدم خالد الكلبان الأمين العام لجمعية (جود) شهادة شكر وتقدير للأستاذ غازي على تفضله بتقديم هذه الندوة وعلى جميع اسهاماته الواضحة في مجال حقوق الإنسان.