رجح تقرير اقتصادي، أن يواصل قطاع النقل الجوي تحقيق المزيد من العوائد والأرباح، فيما تتوقع الجهات المختصة إمكانية تحقيق أرباح قد تتجاوز 31 مليار دولار نهاية العام الجاري، بسبب اعتماده على النمو الحالي والمتوقع على حركة المسافرين بنسبة 7.4% حتى نهاية العام الحالي، ليرتفع إجمالي عدد المسافرين لهذا العام إلى 4.1 مليار مسافر.

ولفت التقرير الأسبوعي لشركة "نفط الهلال" الإماراتية، إلى أن معدلات الطلب على الشحن والمسافرين تشهد ارتفاعات غير متوقعة لم تسجل من قبل، حيث بقيت شركات الطيران في الجانب الإيجابي من الأرباح للعام الثالث على التوالي، فضلاً عن أن قطاع الشحن الجوي يسجل حالياً نمواً ملحوظاً ليساهم وبشكل مباشر في ارتفاع الطلب على وسائل النقل الجوي.

ويعتبر الوقود منخفض التكلفة العامل الرئيس في خفض تكاليف التشغيل بنسبة تتجاوز 8%، ضمن التوقعات التي تشير إلى أنه قد يصل متوسط سعر برميل النفط إلى 54 دولارا خلال العام الجاري مقارنة بمتوسط 44 دولاراً في نهاية عام 2016.



وأظهرت البيانات المتداولة أن تحركات أسواق النفط العالمية تمر بحالة عدم استقرار في الأسعار، وترجح المؤشرات استمرار تدني أسعار النفط في الأسواق العالمية، بسبب العديد من العوامل، حيث باتت الدول تبحث عن آليات للخروج من المأزق القائم، بينما توضح بعض الأسعار المتدنية التي يتم تداولها يومياً والتي تظهرها الإغلاقات السعرية للأسواق العالمية ودول وأسواق وقطاعات اقتصادية تحقيق المزيد من الانتعاش والكثير من الارتفاعات على أرباحها السنوية.

وأوضح التقرير، أن بعض الأسواق العالمية استطاعت الخروج من نفق الخسائر المتراكمة رغم استمرار تراجع أسعار النفط إلى فترة ما بعد المتوسطة، حيث دخل المسار الهابط للأسعار عامه الرابع في يونيو الماضي.

ويعتبر قطاع الطيران في مقدمة القطاعات التي استفادت بشكل مباشر من تراجع أسعار الوقود، فيما تتضاعف تلك الإيجابيات نظراً لقدرة القطاع على التأقلم مع الأسعار الجارية، في حين تبقى وتيرة النشاط وعدد المسافرين خارج حدود السيطرة إذا ما ارتفعت التكاليف المصاحبة.

وذكر التقرير أن الارتفاعات المسجلة على المتوسط السعري لبرميل النفط من شأنها الضغط على قيم الأرباح المتراكمة، التي يحققها قطاع الطيران العالمي خلال الفترة الحالية، في حين تسعى الارتفاعات الخاصة بتكاليف العمالة والتوريدات والصيانة والبنى التحتية رغم الارتفاعات المسجلة عليها إلى تحقيق مكاسب تتجاوز تكلفة رأس المال.

في المقابل، أدى استمرار تدني أسعار الوقود إلى إيجاد حالة من التباطؤ في تطوير أنواع بديله للوقود الأحفوري على عدد من المجالات والأنشطة، والتي في مقدمتها وقود الطائرات، على مستوى التكاليف ومستوى تأثيراتها في تلويث الهواء، حيث لجأت شركات الطيران العالمية إلى تحسين كفاءة الوقود بالاعتماد على طائرات حديثة، بالإضافة إلى الاستعانة بالتكنولوجيا المتقدمة لتخفيف الانبعاثات الضارة.

وبين التقرير أن كافة المسارات السعرية التي سجلتها أسواق النفط العالمية ومستويات التذبذب والتباين التي سجلتها قوى العرض والطلب وانخفاض كفاءتها في كثير من الأوقات، إلا أن الثابت الوحيد ضمن هذه المعادلة أن النفط سيبقى الأكثر كفاءة وطلباً في مجال وسائل النقل الجوي، فيما سيبقى النفط يتمتع بجاذبية وتنافسية عالية خلال السنوات القادمة، نظراً لارتفاع الاعتمادية والقضايا التي تتعلق بالسلامة.