عواصم - (وكالات): أعلن مسؤول كبير في مجلس الرقة المدني السبت أن اتفاق الإجلاء من المدينة الذي تم التوصل إليه يشمل المقاتلين السوريين والأجانب في تنظيم الدولة "داعش"، وذلك بعد وقت قصير من إعلان التحالف الدولي أن الاتفاق سيستثني الأجانب.

وقال عضو المجلس عمر علوش "نعم المقاتلون الأجانب ضمن الاتفاق. بيان التحالف يحكي شيئاً لكن الواقع شيء آخر".

وأضاف "هناك 500 مقاتل داخل المدينة بين أجانب ومحليين ومعهم 400 رهينة نساء وأطفال".



وكان التحالف الدولي بقيادة واشنطن أعلن في وقت سابق أن قافلة من الحافلات ستغادر السبت مدينة الرقة بموجب تسوية توسط فيها مسؤولون محليون، مشيراً إلى أن المقاتلين الأجانب في الرقة "مستثنون" من الخروج فيها.

وتابع في بيان أن الهدف من الاتفاق هو "تقليل الخسائر في صفوف المدنيين على أن يتم استثناء الإرهابيين الأجانب في "داعش""، من دون أن يتطرق إلى مصير المقاتلين السوريين في صفوف التنظيم المتطرف.

وأكد التحالف أنه سيتم التحقق من هوية المغادرين.

وقاد مجلس الرقة المدني الذي يضم ممثلين عن أبرز عشائر المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية محادثات لضمان ممر آمن لإخراج المدنيين العالقين في آخر نقاط سيطرة تنظيم الدولة "داعش"، في مدينة الرقة.

وأفادت مصادر عدة بانه توصل إلى اتفاق يشمل أيضاً المقاتلين السوريين.

وقال علوش "أمام المقاتلين الأجانب خياران: الاستسلام أو الترحيل عبر باصات" إلى دير الزور شرق سوريا.

وكان مصدر عسكري في قوات سوريا الديمقراطية قال إن "حافلات متوقفة حالياً في إحدى القرى (...) وسيتم إرسالها لأخذ الدواعش ونقلهم لاحقاً باتجاه دير الزور" التي لاتزال أجزاء كبيرة منها تحت سيطرة التنظيم المتطرف.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن المقاتلين الأجانب "يطالبون بالمغادرة دفعة واحدة باتجاه مناطق سيطرتهم في محافظة دير الزور".

وكان التحالف الدولي اعلن في وقت سابق "استسلام نحو 100 إرهابي من تنظيم الدولة في الرقة".

وكان مسؤول محلي في محافظة الرقة قال في وقت سابق إن مقاتلين من التنظيم المتطرف في الرقة استسلموا ليل الجمعة إلى قوات سوريا الديمقراطية.

وأبلغ هؤلاء مجلس الرقة المدني ووسطاء من العشائر قرار استسلامهم، وفق المسؤول الذي أشار إلى أنهم "سلموا أسلحتهم".

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته أن كل المقاتلين السوريين في التنظيم المتطرف خرجوا من الرقة مع عائلاتهم إلى جانب مدنيين آخرين خلال الأيام الخمس الماضية، مقدرا عددهم بنحو 200. وقد غادروا إلى جهات غير محددة.

وسبق أن شهدت مناطق عدة في سوريا حوصر فيها مقاتلو تنظيم الدولة "داعش"، مفاوضات أدت إلى خروج مقاتلي التنظيم منها، وهو ما حصل في 10 مايو في مدينة الطبقة التي تقع على بعد نحو 50 كيلومتراً غرب الرقة.

وشارفت العمليات التي تقودها قوات سوريا الديمقراطية منذ 6 يونيو على نهايتها، مع انكفاء مقاتلي التنظيم بشكل أساسي إلى وسط المدينة حيث يتحصنون في المستشفى الوطني والملعب البلدي كما في مبانٍ عدة في أحياء محيطة.

وقال نوري محمود، المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، ""داعش" على وشك الانتهاء في الرقة خلال أيام".

وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية بفضل الدعم الجوي للتحالف الدولي من طرد التنظيم المتطرف من نحو 90 % من الرقة.

ويدعم التحالف الدولي بالغارات والسلاح والمستشارين قوات سوريا الديمقراطية "فصائل كردية وعربية" في المعارك التي تخوضها منذ أكثر من 4 أشهر في الرقة. ودفعت المعارك عشرات آلاف المدنيين إلى الفرار.

وقال التحالف السبت إن نحو 1500 مدني تمكنوا خلال الأسبوع الماضي من الوصول إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

على صعيد آخر، سيطر الجيش السوري وحلفاؤه السبت على مدينة الميادين، وفق ما نقل الإعلام الرسمي عن مصدر عسكري.

وأكد المصدر العسكري أن القوات الحكومية "تطارد فلول تنظيم "داعش" الهاربة من المدينة"، كما تقوم "بإزالة الألغام والمفخخات التي زرعها الإرهابيون في شوارع وساحات المدينة".

وبعد الميادين، تبقى مدينة البوكمال الحدودية مع العراق آخر معقل للتنظيم المتطرف شرق سوريا.

ويسعى الجيش السوري بدعم روسي إلى توسيع مناطق سيطرته في محافظة دير الزور التي يسيطر التنظيم على الجزء الأكبر منها منذ عام 2014.

وتمكن السبت من محاصرة الأحياء الشرقية التي يتواجد فيها المتطرفون في مدينة دير الزور، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا"، بعدما كان تمكن الشهر الماضي من فك حصار محكم فرضه التنظيم قبل نحو ثلاث سنوات على الأحياء الغربية التي بقيت تحت سيطرة القوات الحكومية.

وتشكل محافظة دير الزور مسرحاً لهجومين منفصلين: الأول يقوده الجيش السوري بدعم روسي في مدينة دير الزور وريفها الغربي، والثاني تنفذه قوات سوريا الديمقراطية في الريفين الشمالي والشمالي الشرقي.