عين عيسى - (أ ف ب): أعلنت قوات سوريا الديمقراطية الاحد بدء "المرحلة الاخيرة" من معركة الرقة، وذلك غداة خروج اكثر من 3 آلاف مدني فضلا عن متطرفين سوريين من المعقل الابرز سابقا لتنظيم الدولة "داعش"، في البلاد بموجب اتفاق. ولم يبق في مدينة الرقة سوى المقاتلين الاجانب في صفوف تنظيم الدولة "داعش"، وافراد من عائلاتهم يتحصنون في مواقع متفرقة في وسط وشمال المدينة. وتخوض قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن منذ 6 يونيو 2017 معارك لطرد المسلحين المتطرفين من الرقة الذين انكفأوا الى مساحة لا تتجاوز 10 % من المدينة. وقالت المتحدثة باسم حملة "غضب الفرات" جيهان شيخ أحمد الأحد "نحن الآن في المرحلة الاخيرة من معركة الرقة". واعلنت قوات سوريا الديمقراطية في بيان بدء "معركة الشهيد عدنان أبو أمجد التي تستهدف إنهاء وجود مرتزقة التنظيم الإرهابي داخل المدينة"، مؤكدة ان هدفها "تطهير كامل المدينة من الإرهابيين الذين رفضوا الاستسلام، ومن بينهم الإرهابيون الأجانب". ويأتي الهجوم غداة التوصل الى اتفاق تسوية بوساطة مجلس الرقة المدني، الذي يضم ممثلين عن ابرز عشائر المحافظة، لاخلاء متطرفين سوريين والمدنيين من المدينة. وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سلو "خرج اكثر من 3 آلاف مدني مساء السبت الى مناطق آمنة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بموجب الاتفاق الذي تم بين مجلس الرقة المدني ووجهاء العشائر ومقاتلين محليين من تنظيم الدولة "داعش"". واكد سلو "الرقة باتت خالية تماما من المدنيين الذين كان يأخذهم داعش دروعا بشرية". ودفعت المعارك في الرقة عشرات آلاف المدنيين الى الفرار، وبقي الآلاف محاصرين في آخر جيب تسيطر عليه تنظيم الدولة "داعش"، وغالبيتهم تحولوا الى دروع بشرية للمتطرفين. وخرج بموجب الاتفاق ايضا 275 شخصا بين مقاتلين سوريين في صفوف التنظيم المتطرف وافراد من عائلاتهم من مناطق سيطرة المتطرفين في الرقة، وفق سلو الذي لم يحدد وجهتهم موضحا انه يفترض ان يصدر بيان حول الموضوع. وكانت تضاربت المعلومات حول خروج مقاتلين اجانب من مدينة الرقة ايضا. ونفى كل من سلو ومجلس الرقة المدني خروج المقاتلين الاجانب. واكد مجلس الرقة المدني في بيان "للتوضيح والدقة نبيّن ان الدواعش الاجانب ليسوا ضمن اهتمام مجلس الرقة المدني ولجنة العشائر ابدا، فهؤلاء لا يمكن الصفح عنهم". واوضح سلو "لم يعد هناك سوى 250 الى 300 ارهابي اجنبي من الذين قرروا متابعة القتال حتى آخر لحظة. وبقي معهم افراد من عائلاتهم" في الرقة. وكان التحالف الدولي بقيادة واشنطن، الداعم لقوات سوريا الديمقراطية، اكد مرات عدة ان المقاتلين الاجانب ممنوعين من مغادرة الرقة. وقال المتحدث باسم التحالف ريان ديلون الاحد "نحن مصرون على عدم السماح للمقاتلين الاجانب بمغادرة المدينة"، مضيفا "موقفنا كان ان يبقوا ويقاتلوا او يستسلموا من دون شروط". واضاف "آخر ما نريده هو ان نرى المقاتلين الاجانب يغادرون، ما يتيح لهم العودة الى بلادهم للتسبب بالمزيد من الرعب".

وفي اطار معارك مستمرة منذ 6 يونيو 2017 في مدينة الرقة، باتت قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على 90 % منها، فيما "تدور المعارك في المساحة المتبقية" التي تتضمن احياء في وسط وشمال المدينة بينها البريد شمال غرب البلاد والبدو وسط البلاد والاندلس شمالا. وتوقّع التحالف الدولي، الذي يدعم قوات سوريا الديمقراطية بالغارات والسلاح والمستشارين، "معارك صعبة خلال الايام المقبلة". واكد سلو ان المستشفى الوطني والملعب البلدي في وسط المدينة واللذين تحصن فيهما المتطرفون مؤخرا "باتا خاليين من المدنيين" والاشتباكات مستمرة للسيطرة عليهما. وكان تنظيم الدولة "داعش"، يتخذ مدنيين دروعا بشرية له في مواقع عدة بينها المستشفى الوطني. وكان نوري محمود، المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، قال السبت ان ""داعش" على وشك الانتهاء في الرقة خلال ايام". إلى ذلك، قتل 4 اشخاص الاحد جراء سقوط قذائف اطلقتها الفصائل المعارضة على العاصمة دمشق، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومصدر طبي. وسمع مراسل فرانس برس في المدينة أصوات انفجارات عدة، ونقل عن طبيب في مستوصف نقل اليه الضحايا قوله ان احدهم "تحوّل الى اشلاء ومعظم الاصابات خطيرة نتيجة الشظايا". ولن تكون خسارة تنظيم الدولة "داعش"، للرقة سوى واحدة من هزائم ميدانية عديدة مُني بها خلال الفترة الماضية في كل من سوريا والعراق اللتين اعلن فيهما ما اسماه "الخلافة الاسلامية" في العام 2014 بعد سيطرته على مناطق واسعة تمتد على جانبي الحدود بينهما. مجج-ساح-رح-هت/ج ب