عواصم - (وكالات): تقاتل قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن، آخر متطرفي تنظيم الدولة "داعش"، المتحصنين في جيب وسط الرقة، أبرز معاقلهم السابقة في سوريا، تمهيداً لسيطرتها على المدينة بالكامل.

ويقدر عدد مقاتلي التنظيم المتبقين في مساحة لا تتخطى 10 % من المدينة بنحو 300 عنصر، يتواجدون بشكل رئيس في المستشفى الوطني والمعلب البلدي في وسط الرقة.

وأفادت مصادر بان دمارا كبيرا في محيط المستشفى الوطني. وقالت إنه على بعد أبنية عدة من المستشفى، كرر مقاتل من قوات سوريا الديمقراطية مطالبة المدنيين المتبقين تحت سيطرة التنظيم، بالخروج.



ورغم سماع صراخ طفل من الجهة المقابلة، لم يخرج أي من المدنيين الاثنين بخلاف ما كان عليه الحال في الأيام القليلة الماضية.

وقال المقاتل في صفوف قوات سوريا الديمقراطية شورش حلب "22 عاماً"، "تمشط قواتنا المنطقة حالياً لكنها لم تدخل المستشفى حتى الآن"، مشيراً الى أنه لم يعد باستطاعة التنظيم استخدام المدنيين كدروع بشرية.

وخرج نحو 3 آلاف مدني فضلاً عن عشرات المقاتلين المحليين في صفوف التنظيم المتطرف من المدينة في الأيام الأخيرة، بموجب اتفاق بوساطة وجهاء عشائر.

وسمعت مراسلة فرانس برس غرب الرقة أصوات قذائف مدفعية متفرقة كما شاهدت أعمدة دخان سوداء تتصاعد في المدينة.

وقالت المتحدثة باسم حملة "غضب الفرات" جيهان شيخ أحمد صباح الإثنين "تخوض قوات سوريا الديمقراطية حالياً معارك هي الأقوى في مدينة الرقة"، مشيرة إلى أنه "من خلال هذه المعركة سيكون انهاء الوجود الداعشي وهذا بحد ذاته يعني إما موت داعش أو استسلامه، اي القضاء عليه".

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية الأحد بدء هجوم أخير لانهاء وجود تنظيم الدولة "داعش"، في الرقة. وأوضحت شيخ احمد أن "عناصر داعش المتبقين يقاومون"، مشيرة إلى أن المواقع الذين يسيطرون عليها "محصنة ومزروعة بألغام كثيفة".

وفي إطار معارك مستمرة منذ 6 يونيو الماضي في مدينة الرقة، باتت قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على 90 % منها. وأعلنت الاثنين سيطرتها على احياء عدة في وسط وشمال المدينة بينها البدو "وسط" والأندلس "شمال"، وهي أحياء كانت خلت من المتطرفين، لكنها لم تكن قد أنهت عمليات التمشيط فيها.

وقاد مجلس الرقة المدني ووجهاء من عشائر محافظة الرقة الأسبوع الماضي محادثات لضمان خروج المدنيين.

وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سلو "خرج أكثر من 3 آلاف مدني مساء السبت إلى مناطق آمنة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بموجب الاتفاق الذي تم بين مجلس الرقة المدني ووجهاء العشائر، ومقاتلين محليين من تنظيم الدولة "داعش"".

وخرج بموجب الاتفاق أيضاً 275 شخصاً بين مقاتلين سوريين في صفوف التنظيم المتطرف وأفراد من عائلاتهم من دون أن تعرف وجهتهم حتى الآن.

وباتت مدينة الرقة، "خالية تماماً من المدنيين الذين اتخذهم داعش دروعاً بشرية"، وفق سلو.

ودفعت المعارك في الرقة منذ اندلاعها عشرات آلاف المدنيين الى الفرار، فيكا بقي الآلاف محاصرين في آخر جيب يسيطر عليه تنظيم الدولة "داعش"، وتحول غالبيتهم دروعاً بشرية للجهاديين.

وتضاربت المعلومات حول خروج مقاتلين أجانب أيضاً من مدينة الرقة، الا أن مسؤولين محليين أكدوا عدم مغادرة أي منهم.

وأوضح سلو أنه لا يزال هناك نحو "250 إلى 300 إرهابي أجنبي من الذين قرروا متابعة القتال حتى آخر لحظة. وبقي معهم أفراد من عائلاتهم" في الرقة.

وكان التحالف الدولي بقيادة واشنطن، الداعم لقوات سوريا الديمقراطية، أكد مرات عدة أن المقاتلين الأجانب ممنوعون من مغادرة الرقة.

وقال المتحدث باسم التحالف ريان ديلون الاثنين إن الغارات توقفت على الرقة خلال المحادثات.

وأوضح "الآن بعد انتهاء الاجراءات واستئناف قوات سوريا الديمقراطية لهجومها في المدينة، أتوقع تكثيف الغارات".

ورفض ديلون تحديد مهلة لتحرير المدينة، موضحاً "ما زلنا نتوقع قتالاً صعباً في هذا الجيب الأخير".

ولن تكون خسارة تنظيم الدولة "داعش"، الوشيكة للرقة سوى واحدة من هزائم ميدانية عديدة مُني بها خلال الفترة الماضية في كل من سوريا والعراق اللتين اعلن فيهما ما اسماه "الخلافة" في عام 2014 بعد سيطرته على مناطق واسعة تمتد على جانبي الحدود بينهما.