لا نستغرب الحماقات الإعلامية والتخبطات الدبلوماسية من جانب تنظيم الحمدين الإرهابي في قطر، فهو بالتأكيد يصب في مجرى الحقيقة بالنهاية ويؤكد كل كتاباتنا وأقوالنا بأن هذا النظام الذي يحلق خارج سرب دول العالم ومبادئ حقوق الإنسان والمواثيق الدولية متورط في جرائم الحرب والإرهاب والإبادة والتطهير العرقي في الشرق الأوسط بالتمويل والتخطيط والتجنيد، وعلى ما يبدو ومن باب «الأقربون أولى بالمعروف»، فهو لن يغفل أن يشرب الشعب القطري بالنهاية من كأس «المعروف الإرهابي»!

كما أنه خير دليل نقدمه إلى بعض شرائح الشعب القطري الذين لايزالون مترددين وغير راغبين في إعلان موقفهم برفض ما يقوم به نظامهم من تجاوزات وانتهاكات خطيرة على شعوب المنطقة العربية، أمام دعوات حراك 13 أكتوبر بقطر وجمعة الإنقاذ التي ترددت أنباء أنه كان سينظمها الشعب القطري في وقت سابق، من خلال تنظيم مسيرات سليمة من قبل قبائل قطر ومواطني قطر الأحرار باتجاه قصر الحكم لتسجيل موقف بشأن الإجراءات الأخيرة والمواقف السياسية التي قام بها هذا النظام تجاه شعب قطر العربي الحر وكذلك أمام بدء العد التنازلي للتنسيق لخطوات تلبية نداء الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني في عقد اجتماع عائلي وطني لشعب قطر لأجل إعادة الأمور إلى نصابها في قطر جراء الأزمة القطرية الحاصلة مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، ولو أنه لايزال موعد الاجتماع وموقعه مجهولاً إلا أن هناك نية جادة من قبل الشعب القطري في الترتيب لعقده. في المقابل، يخرج المدعو بمستشار الأمير القطري وأستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر محمد المسفر بتصريح على قناة قطر الرسمية ملوحاً بتكرار تجربة المجرم بشار الأسد في سوريا الذي أباد الشعب السوري بالأسلحة الكيماوية، حيث قال وننقله حرفيا «حرب داحس والغبراء انتهت.. حرب البسوس انتهت.. والتجمع القبلي لن يعملوا شيئاً لأن تجمع 10 أو 20 أو 50 أو 200 ألف رجل فإن قنبلة من الغازات السامة تسحق كل هذه القبائل بأعدادها وتنتهي.. لم يعد السيف والحصان والبطولة الشخصية واردة في حرب البسوس.. عقلانية القبلية لاتزال تفكر في القرون الوسطى، الدبابة الآن حلت، الطائرة، الصواريخ بعيدة المدى، الأسلحة الكيماوية حلت محل كل النزاعات.. أعتقد في مثل هذه الحالة ستستخدم جميع الأسلحة الساحقة لا سمح الله لو تم ذلك»!

تصريح المدعو المسفر بهذه النبرة الواثقة والوقحة وغير الإنسانية انتهاك خطير يجرم قطر ويضعها تحت الرقابة الدولية فيما يخص معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية والتي وقعت عليها الحكومة القطرية في باريس عام 2003 وفق مرسوم أميري رقم 58، وخير دليل يضاف إلى جملة الأدلة والإثباتات أن قطر لم تعد دولة خليجية أو عربية النظام بل نظامها هو نظام مقتبس من النظام السوري والإيراني الجائرين تجاه شعوبهم المنكوبة حيث لا حقوق إنسان ولا حرية تعبير ولا ديمقراطية، وهي بالمناسبة كلها شعارات براقة خدع فيها تنظيم الحمدين شعوب المنطقة العربية عبر أزمة الربيع العربي وقناة الجزيرة غير المهنية واستخدمها لتجنيد شباب الدول العربية والتغرير بهم لارتكاب الأعمال الإجرامية والإرهابية!

وللحديث بقية..