حذيفة إبراهيم:

قال رئيس هيئة الأركان القوات المسلحة الأردنية الفريق الركن محمود فريحات إن التغيرات المستمرة في التكنولوجيات والسلوكيات خلقت تهديداً أمنياً غير متوقع وغير مسبوق وبيئة مهددة عالمياً، مشيراً خلال الجلسة الرابعة والأخيرة لمؤتمر التحالفات العسكرية في الشرق الأوسط بعنوان “النتائج وصياغة السياسات” إلى أن انتشار وعبور الإرهاب في هذه المنطقة من مكان لآخر، خاصة تنظيم داعش أصبح خطراً داهماً، مشيراً إلى أن داعش اصبحت لديها بصمة عالمية في براوي والفلبين وظهرت اخيرا في الصومال.

وبيّن أن داعش تمكنت من تجنيد العديد من الأشخاص في اليمن وسوريا وجعلتهم متطرفين فكرياً، وأن التحالفات هي أهم أداة لمواجهة هذه الجماعات ومن المهم التركيز على مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف والتمويل الإرهابي، فضلاً عن الخطاب الديني، وهو ما يسمى بحرب الأفكار.

وأكد فريحات ضرورة إعادة الثقة في التحالفات، كون مكافحة الإرهاب ليس لدولة واحدة وإنما عدة دول، مشدداً على ضرورة خلق تعاونات مختلفة وفق استراتيجيات معينة جديدة تواكب التكنلوجيا، منبهاً أن التحالفات لابد أن تفكر في الأبعاد المختلفة، فنحن بحاجة إلى قوة حركية وأن يكون لدينا توجه وأيضا أن تكون توجهات الثلاثة عوامل كالقوة العسكرية والتعاون والمساعدات الانسانية موجودة جميعها، ومشدداً على ضرورة بناء قدرات الأعضاء ومشاركة التكنلوجيا، والإنفاق على البحث والتطوير وإنشاء ما يسمى بالجهات الإلكترونية المتخصصة لمواجهة القرصنة، كونها الجيل الرابع من الحروب.

وتابع “يجب أن نلقي الضوء أيضاً على التحركات الإعلامية، وهي من أهم اأزمور التي يجب مناقشتها.

من جانبه، قال القائد السابق لقوات حلف الشمال الأطلسي، رئيس مشارك لمؤتمر التحالفات العسكرية في الشرق الأوسط الجنرال ويسلي كلارك، إنه استفاد من تجربته في الجيش الأمريكي لقوات حلف الناتو، لافتاً إلى ضرورة معرفة من هو “العدو أولاً، وماذا نريد منه ثانياً”، أما العنصر الثالث فكيف يتم التصرف معه وما الذي نسعى لتحقيقه، ومبيّناً أن ما حدث في فيتنام، هو أن خطاب الفيتناميين تفوق على خطاب الولايات المتحدة الأمريكية، وتفوق “العدو” عليهم.

وأضاف كلارك “كنا نعمل على حماية أمريكا في حينها، وكنا نعتقد أننا نخدم الرأي العام، ولكننا خسرنا ذلك، وأصبحنا نرتبط بجرائم حرب لما حدث هناك”، معتبراً “مركز الاهتمام هو تصميم البلدان على تحقيق النجاح، وهذا ما يجب أن تحمونه بكل عناية، حددوا العدوا واستعدوا للهجوم”، ومشيراً إلى ضرورة التركيز على التدريب بصورة مستمرة، سواء للجيش أو الشرطة، إلا أن الجيش لا يمتلك عمليات يومياً على عكس قوات الشرطة، إلا أن التدريب يجب أن يكون بشكل يومي للاستعداد لكل طارئ قد يحصل.

وتابع كلارك “لدينا من يعترف بخطأه العسكري أمام جنوده، وهي أمور يتعلم منها بقية القادة، إلا أنه للأسف كلما ارتفعت رتبة القائد كلما أصبح أصعب باعترافه بأخطائه”، موضحاً أن الكثير قد تحقق من خلال بناء التحالفات في المنطقة، إلا أن ذلك لا يعني الحاجة للمزيد من هذه التحالفات.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي المعهد الماليزي للدفاع والأمن الجنرال داتو سحيمي بن محمد زوكي، إن المنطقة تمر بأحداث متسارعة ومتغيرة، تفرض على الجميع التهديدات والتحديات التي تعدت كونها عسكرية، وأصبحت تتطلب جهوداً مشتركة على المستوى الإقليمي والوطني لمواجهتها، ووضع خطط للحد منها، مشيراً إلى أن الإرهاب والتطرف يهدد الاستقرار الوطني والإقليمي، ويجب القضاء عليه من خلال الجهود السياسية والعسكرية والزمنية والاجتماعية.

من جهته، قال المستشار في أكاديمية ناصر العسكرية العليا اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبي، إن الدول العربية تمر بمرحلة خاصة، فهناك عدة دول مجاورة تسعى لتهديدات غير طبيعية مثل الهجمات الإلكترونية وحتى تهديدات القنابل النووية في المنطقة.

وشدد الحلبي على أن هذه التهديدات لا تأتي منفردة، ولا يتم التعرف عليها منذ البداية نظراً لطبيعتها المعقدة وغير المباشرة، قائلاً إن سباق التسلح ليس في صالح الدول العربية، وارتفاع تكلفة المواجهة وطول فترة المواجهة التي تصل لسنوات عديدة أيضاً ليس في صالحها، مشيراً إلى ضرورة إيجاد صيغة مشتركة للأمن الجماعي، وأن الأمن الإنساني هو جزء من الأمن الوطني.

وتابع الحلبي “دولياً، يمكن استغلال رغبة بعض الدول الراغبة في دعم الإرهاب في المنطقة، لزيادة التكاليف والأرباح لجهات أخرى”، مشددا على ضرورة وجود توافق سياسي بين الدول الأقليمية، ومؤكداً أنه عريباً، هناك ارتباط وثيق بين التحالفات السياسية، التي أصبح لها بعد اقتصادي وتكنولوجيا، مما أدى إلى أن القرار السياسي عليه أن لا يتاخر كثيراً.

وذكر الحلبي أنه على المستوى العسكري يجب التغلب على اتساع المجال الجغرافي بتقسيمه لمناطق أصغر، خصوصاً الخالية من العوائق الصناعية والطبيعية، حيث أن تلك الأسلحة بإمكانها مساعدة المقاتلين بسهولة.

من جانبه، قال رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية المملكة المغربية البروفيسور محمد بن حمو، إن منطقة الخليج العربي تجتاز مرحلة عصيبة، حيث إن المنطقة أصبحت غير مستقرة وغير واضحة مع زرع الكثير منا للشك وعدم اليقين.

وقال بن حمو إننا أمام تحولات عميقة تؤشر لخليج جديد في ظل إقليمي، فيما تواجه تهديد دائم ومباشر ومحتمل، مبيّناً أن دول المنطقة تواجه مشاكل سياسية واقتصادية، وأن النظرة التقليدية للتحالفات تغيرت، ولم يكن هناك مكاناً للتحالف الكلي أو التخالف الكلي، ومشددا على أن التحالفات السياسية لم تعد جامدة، بل أصبحت متحولة، وهي تنقسم لدائمة ومستقرة ومرنة ومؤقتة.

وأضاف بن حمو أن الأزمة داخل البيت الخليجي دفعت بالبعض للقيام بتحالفات دخيلة لبناء روابط أخرى، والتحالفات توجه لتضخم وتنوع الازمات وهو ما يفرض عليها حروب الموانئ والطاقة والهوية والمذهبية.

وتابع بن حمو “بعد الازمة القطرية يبدو ان الخليج مقدم على تغييرات سياسية جديدة للدفاع على امنها واستقرارها من خلال العبور من مرحلة التعاون الى مرحلة الاتحاد لقيام قوة عظمى لا تقهر”.

وقال بن حمو إن مجلس التعاون الخليجي واجه عدة محطات للدفاع المشترك من خلال قوات درع الجزيرة وعاصفة الحزم والتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب بواحد وأربعين دولة إسلامية وعربية، مؤكداً أن التحالفات يجب أن يكون لها هدف استراتيجي على المدى البعيد وله علاقة إلى حد كبير بنجاح أو فشل التحالف.