اليوم يكمل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء عامه الثامن والأربعين.

وإن كانت من مباركة هنا، فإننا نهنئ أميرنا الشاب بذكرى ميلاده، وكل الأماني بأن يزيده المولى قوة وثباتاً في سعيه لتحقيق تطلعات وتحديات رؤية البحرين الاقتصادية 2030، وأن يستمر بقوته وحماسه المعروفين في عمليات الإصلاح والتعديل والتطوير، وتمكين الشباب من خلال مؤازرته لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في تحمل أعباء الحكومة، بما يخدم البحرين ويكتب لها الخير الدائم بإذن الله.

الأمير سلمان يحمل شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة «واشنطن دي سي» بالولايات المتحدة، وشهادة الماجستير في فلسفة التاريخ من جامعة «كيمبريدج» العريقة، بيد أن أهم ما يحمله هو حبه الجارف للتطوير والإصلاح واستشراف المستقبل، ما جعله مثال الشاب العملي المخطط الاستراتيجي الذي يحتذي به كثير من الشباب.

من تحصل له الفرصة ويجلس مع الأمير سلمان، سيدرك تماماً ما نقوله هنا، فأنت لا تتحدث عن إنسان عادي، بل شخص استثنائي يفرض عليك احترامه والانبهار به.

أتحدث من واقع تجربة، إحداها حينما قابل كعادته المدراء الذين يتم تعيينهم في الحكومة، يومها سألني عديداً من الأسئلة التي لا تصدر إلا عن خبير، وقيادي عارف ببواطن الأمور، خاصة تلك التي تعرقلها المعيقات، لا يبحث عن سرد للسلبيات بل يسألك عن الحلول ويشاركك ويدعمك لإيجادها.

وفي مناسبة أخرى، لا أنساها، حينما سلمت سموه نسخته من رسالة الماجستير. لم تكن العملية محصورة بالسلام على سموه وتسليمه الرسالة والتقاط صورة، بل سألني عن الرسالة ومضمونها، وآليات البحث، والعينات المنتقاة، والنتائج وأهم التوصيات فيها، وسبقها طبعاً السؤال عن الجامعة نفسها، والتي حين أخبرته باسمها، هو سموه من أخبرني بمعلومات عنها.

سلمان بن حمد لا نعتبره نحن شباب الوطن رجلاً عادياً أبداً، يمتلك ميزات كثيرة، بعضها لا تكتشفها إلا حين تقترب منه وتتحدث معه. عاصرناه في حلبة البحرين الدولية، هذا المشروع الذي يعتبر هو «عرابه»، وهو من أدخل البحرين في سجلات التاريخ حين يأتي الحديث عن رياضة السيارات واستضافة سباقات الفورمولا1، لم تكن فكرة رياضية فقط، بل كانت مشروعاً له أبعاده العديدة، أهمها موقع البحرين على الخارطة العالمية.

قرب الأمير سلمان من عمل الحكومة، وتوليه العديد من الملفات فيها، عزز من قوة الإدارة الحكومية التي يقودها باقتدار والد الجميع الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله. حكمة وحنكة الخبير تمتزج بقوة وذكاء الشاب الذي يحمل مستقبل البحرين بين يديه.

وعليه فإننا دائماً ما نقول موجهين حديثنا لكبار المسؤولين، بأن لديكم فرصة رائعة لإحداث التغيير وقيادة البحرين للأفضل، حينما تعملان مع مدرسة خليفة بن سلمان الإدارية، يؤازره سلمان بن حمد صاحب الرؤية الاستراتيجية.

الملتقى الحكومي الثاني الذي سيعقد برئاسة الأمير خليفة بن سلمان غداً، يأتي ليترجم «الروح الإيجابية» و«الرغبة الصادقة» في تحويل الحكومة لمرحلة «العمل الديناميكي المؤثر»، وحينما نتحدث عن «الروح» هنا، فإننا رأينا كيف كانت «روح سلمان بن حمد» حاضرة بقوة في الملتقى الأول.

تفاعلنا كشباب مع كلامه، ومع أريحيته في الخطاب، خلع بشته وترك الرسميات، وبدأ يتحدث وكأنه واحد منا، شاب منا وفينا، يتحدث بصراحة وشفافية، والأجمل أنه يقدم لنا النموذج الأمثل لحل المشكلات ومعالجة الأزمات الإدارية، أولها الوقوف عند المشكلة، والاعتراف بوجودها، لا نفيها أو إخفائها، وبعدها إيجاد الحلول لها، والتفكير بجدية في معالجات تنهيها.

إن كان البعض يظن أن إدارة قطاعات الدولة من قبل قادتها وأصحاب القرار الأقوى فيها، مسألة سهلة، فهو مخطئ تماماً. أنت تتحدث عن دولة فيها منظومات وفيها قطاعات تتشعب في أفرع عدة، وعليها مسؤولون يفترض أنهم على قدر الثقة، وفيها ممارسات يومية، لابد وأن تصل لمرحلة الكمال حتى نصل لمرحلة تحقيق الأهداف وخلق الرضا لدى المجتمع.

المهمة لوهلة إن كنت ستراها بعين مجردة ومن الأعلى، قد تبدو مستحيلة، وقد يعجز عنها كثيرون، وقد يدب فيهم اليأس والإحباط، لكنها كلها عبارة عن «متواليات» وأمور «تراكبية» إن صلحت الأساسات ووضعت الأساليب الصحيحة فإنها تتحول لمثل «الفيروس الحميد» ينتشر وينتشر بإيجابية.

الأمير سلمان شخص إيجابي، وهذا ما نعرفه عنه، فيه حماس ملحوظ، محب للتطوير وداعم للشباب والكفاءات، ومثل هذا الرجل يستحق المحبة والتقدير والاحترام، والتمثل بصفاته وسماته، نعول عليه كثيراً، إذ ألم يطلق عليه البحرينيين الذين يحبونه وصف «إشراقة المستقبل»؟!

بوعيسى، كل عام وأنت بخير، البحرين تعول عليك، وكلنا ثقة بك، من ملك عظيم، ورئيس وزراء حكيم، وشعب محب مخلص.