فاطمة خليل النزر

كثيراً ما يتحدث المتخصصون والآباء عن مشكلة فرط النشاط وتشتت الانتباه عند الأطفال وهي مشكلة تعرف بأنها اضطراب عصبي، سلوكي ناتج عن خلل في بنية ووظائف الدماغ، يؤثر على السلوك والأفكار والعواطف. وهو اضطراب يمكن التعامل معه وتخفيف حدة أعراضه بهدف مساعدة الطفل على التعلم وضبط النفس مما يساهم برفع مستوى ثقته بنفسه ومواجهة قسوة الأطفال الآخرين. يتم التعرف على الطفل غالباً ما بين 5 إلى 9 سنوات وتستمر الأعراض عليه في فترة الطفولة والمراهقة. كذلك قد تستمر الأعراض أو بعضها في 30-60% من الحالات إلى مرحلة الرشد.

وهذا ما سأتحدث عنه اليوم وهي مشكلة تشتت الانتباه وفرط الحركة في مرحلة الرشد، والتي تنقسم بشكل عام إلى ثلاثة أنواع وهي: النوع الأول ويظهر فيه سمات قلة التركيز وفرط الحركة معاً Attention Deficit Hyperactivity Disorder والنوع الثاني وتغلب عليه سمات قلة التركيز فقط Attention Deficit والنوع الأخير وتغلب عليه سمات فرط الحركة والاندفاع Hyperactivity Disorder.



ففي مرحلة الرشد تختلف الأعراض عنها في مرحلة الطفولة التي تكون السمة السائدة فيها هي كثرة الحركة إضافة إلى تأثيرها على التحصيل الدراسي، أما في مرحلة الرشد تظهر أعراض فرط النشاط والاندفاع بشكل أقل، وتتحول إلى عدم ارتياح داخلي يبدأ في المراهقة، ويستمر للرشد وتتميز هذه الحالة بالغفلة، وصعوبة إنجاز العمل، والمماطلة، ومواجهة مشاكل في التنظيم. ويجد البالغ صعوبات في اتباع التوجيهات، وتذكر المعلومات، والتركيز، وتنظيم المهام، وإكمال العمل في وقته المحدد، مما يؤثر على حياته بشكل كبير، مسبباً مشاكل عاطفية، واجتماعية، ومهنية، وقانونية، ومالية، وأكاديمية، فيقل احترامه لذاته.

ويرتكز تشخيصها بعد عدة مقابلات تقييمية تشمل، فحص التاريخ الشخصي، وأدلة وملاحظات من أفراد العائلة، والأصدقاء المقربين، وتقارير أكاديمية ترجع غالباً لسنوات المدرسة، إضافة إلى الاختبارات والتقييمات النفسية المعتمدة طبياً، مع ملاحظة أنها حالة تبدأ في الطفولة، وتتطلب ظهور أعراض ليتم تشخيصها قبل سن الثانية عشرة، أي أنها حالة غير مفاجأة من النسيان أو التشتت أو الحركة.

أما عن العلاج فيكون بحسب عمر المريض إضافة إلى شدة الأعراض وتأثيرها ويكون إما بالعلاج النفسي والسلوكي، ومن الممكن أن يكون العلاج الدوائي مرافقاً للعلاج السلوكي، كما أنه وبحسب موقع مجلس الصحة البريطاني فقد قام باحثون من جامعة كانتربري، ومن جامعة أوتاجو، ومن مجلس الصحة في نيوزيلندا بإجراء دراسة توصلوا من خلالها إلى أن "الفيتامينات فعالة في علاج أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط"؛ حيث تقول هذه الدراسة: هناك مجموعة كبيرة من العناصر الغذائية، بما في ذلك فيتامين (د) والحديد والكالسيوم، قد تحسن من حالة وظائف الدماغ.

خضع لهذه التجربة 80 شخصاً من البالغين الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة أو النشاط، حيث جرى إعطاؤهم إما كبسولات تحتوي على مزيج من الفيتامينات والمعادن (مستحضر من المكملات الدقيقة) أو علاجاً وهمياً بشكل يومي لمدة ثمانية أسابيع.

قام الباحثون بإجراء مقارنة بين الأعراض لدى المشاركين على مختلف مقاييس الصحة النفسية في أوقات مختلفة؛ ووجدوا أن المغذيات الدقيقة حسنت بشكل ملحوظ من أداء المشاركين على بعض مقاييس الصحة النفسية، بعد تناول كميات قليلة منها، مقارنةً بتناول العلاج الوهمي.

ولكن يجب الانتباه إلى أن الدراسة السابقة وجه لها بعض النقد ومازالت تحت التجريب الفعلي وذلك بسبب أن مدة التجربة كانت قصيرة، لذلك يصعب الجزم النهائي بفائدة تناول هذه الفيتامينات والمعادن للبالغين الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة في الحياة اليومية على المدى الطويل، كما تضمن العلاج تناول 15 كبسولة كل يوم، وقد يكون ذلك أمراً غير مقبول، كانت المقارنة بين المكملات الدقيقة والعقار الوهمي، ولم تقارن بالعلاجات الحالية المعيارية لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، ولم يخضع للدراسة أي طفل، لذا لا يمكن القول إن المغذيات الدقيقة يمكن أن تفيدهم.