أحمد العامر

دخل عالم التواصل الاجتماعي "الإنستغرام" بفيديوهات توعوية صحية حازت على إعجاب المتابعين وتقديرهم لجهده، إنه استشاري طب العائلة هشام الشيخ، خريج جامعة الملك فيصل بالدمام تخصص طب عائلة البورد العربي والأيرلندي.

يعمل الشيخ منذ 10 سنوات في مجال الطب، بدأ من مركز عراد الصحي "بنك البحرين الوطني" وانتقل إلى مركز بنك البحرين والكويت في الحد عام 2013 وحتى الآن، وافتتح عيادته الخاصة في مركز الغريب الطبي في البسيتين.



يقول الشيخ، إن مجانية الخدمات الصحية المقدمة، هي السبب في زيادة ضغط المراجعين على المراكز، وأن التأمين الصحي إن طبق، سيضمن حقوق المراجع والطبيب.. وفيما يلي نص اللقاء..

ما سبب اختيارك لطب العائلة عن باقي التخصصات وماذا يميزه؟

فكرة طب العائلة كانت في بالي قبل دخول كلية الطب وترسخت هذه الفكرة بعد الدراسة والدخول للمستشفيات ومعرفة الأقسام المختلفة واتضح لي أن طب العائلة تخصص قريب إلى نفسي شخصيتي وميولي.

أما السبب الثاني فتبين لي أن هذا التخصص هو خط الدفاع الأول في الطب بمعنى أنه الوقاية قبل المرض والتثقيف قبل أي مضاعفات. والسبب الثالث هو سمعة مملكة البحرين في طب العائلة على مستوى الشرق الأوسط.

هل كان للوالدين "رحمهما الله" تأثير في دخولك مجال الطب؟

بلا شك، بأن لهما الفضل الكبير علي من بعد الله سبحانه وتعالى في دخولي تخصصاً يطمحان إليه، لكن طبعاً بلا ضغوط أو توجيه، فتركا لي المجال لاكتشاف ميولي وتسهيل دخولي لكلية الطب.

رغم مسؤولياتك المهنية.. كيف توفق بينها وبين المسؤوليات العائلية؟

كطبيب فمن الطبيعي أن تكون هناك أمور مهنية على حساب بعض المسؤوليات الاجتماعية والعائلية.. وهنا يأتي دور الشخص نفسه في تنظيم وترتيب وقته بين العمل ووقته مع أسرته قدر الإمكان إلا في الحالات الطارئة فعلى كل طرف تفهم هذا الأمر.

أبناؤك ماذا يعنون لك؟

طبعاً يعنون لي الشيء الكثير ووالدتهم أيضاً التي تتحمل تربيتهم في غيابي. فجمعيهم يمثلون منبع الطاقة لي والدافع لبذل ما في وسعنا لتربيتهم وتنشئتهم تنشئة صالحة.

بما أنك عملت في المراكز الحكومية والعيادات الخاصة ما الفرق بينهما؟

في البداية علينا ذكر، أن الطبيب عليه تأدية دوره نفسه بدون تفضيل مكان على آخر أو معاملة المرضى الخاصين بشكل أفضل من مرضى المراكز الحكومية. لكن الفرق يكمن في ضغط العمل في المراكز الحكومية وذلك يعود لمجانية الصحة طبعاً في زيادة الأعداد.

ولكن من المتوقع في السنتين القادمتين تطبيق ما يسمى الضمان الصحي الذي قد يضمن حقوق الطبيب والمراجع في توزيع المرضى والعدالة في اختيار الطبيب المعين إن كان في الخاص أو الحكومي وبنفس المبلغ بالاتفاق لو تم تطبيقه بعدالة تامة.

ما هي الأمراض الصحية المتكررة عليك في العيادة؟

نحن كطب عائلة، ننظر إلى الحالات المستعجلة والطارئة والأمراض المزمنة كالسكر وارتفاع ضغط الدم والربو والأمراض المعدية كالإنفلونزا الموسمية والتهابات الجهاز الهضمي، وخصوصاً في المواسم كموسم الإنفلونزا الذي يبدأ من بداية شهر سبتمبر إلى مارس والتي تشكل 60-70% من الحالات بالإضافة إلى التهابات الجهاز التنفسي العلوية.

ما تعليقك على ظاهرة الأعذار الطبية؟

على الأطباء تثقيف الناس في هذا الجانب وتوضيح أن الإجازة المرضية حق للمراجع في حالة المرض فقط ولا يعني ذلك استخدام الإجازات المرضية المتراكمة التي لم تستخدم. وقد يؤدي ذلك إلى نقص عدد الأيام في حالة المرض الفعلي ووقت الحاجة.

كيف تتصرف مع المراجع غير المريض المطالب بالإجازة المرضية؟

من المفترض عدم إعطاء مدعي المرض الإجازة المرضية رغم الأساليب المتبعة منهم وهنا تأتي أمانة الطبيب التي تحتم على مصارحة الزائر بأنها ليست من أخلاقيات المهنة وأنها تؤدي إلى خسائر موارد الدولة لساعات العمل.

ما الدافع في دخولك عالم "السوشيال ميديا" والإنستغرام تحديداً؟

الذي حفزني لدخول هذا المجال، هو كم الشائعات الذي كان ومازال يزعجني ويزعج العديد من الأطباء والتي أثرت على بعض الزائرين المتخوفين من شائعة معينة أو دواء معين وأخذهم مواعيد للاستفسار فقط. فبدل أخذ هذه المواعيد قررت أن أقضي على الشائعات أولاً ومن ثم تقديم بعض النصائح والاستشارات العامة.

كيف استطعت تبسيط المعلومات لعامة الناس في الإنستغرام؟

الأمر الأساسي هو استخدام اللهجة الدارجة ولهجة الناس وعدم التفاصح عليهم. فما يريده الناس هو المعلومات الأساسية والبسيطة ليست بالعميقة، فكل ما يطلبونه هو صحة المعلومة وكونك تضع اسمك بجانب أي معلومة، فأنت مسؤول عن كل ما يخرج منك. ولهذا عليك التأكد من صحة المعلومات وإذا لم تكن واثقاً فالتزام السكوت أفضل في هذه الحالة.

بصفتك ألفت كتباً تاريخية في السابق هل ترغب في خوض تجربة جديدة وأن تنشر خبرتك كطبيب في كتاب؟

لا شك ذلك، لكن الأمر ليس بهذه السهولة لأن الموضوع يحتاج إلى دافعية قوية وتفرغ لبعض الأمور للبحث عن صحة المعلومات لكي تكون هناك مصداقية في نشر المعلومة.

لكن لا مانع من الكتابة عن تجربة شخصية لعرضها على الأطباء والناس المهتمة في السير الذاتية وتجارب الحياة وإن كانت خبرتي بسيطة في هذا المجال إلا أنه مازال مفتوحاً لاكتساب المزيد.

ماذا تطمح إليه مستقبلاً؟

في النهاية خدمة أكبر شريحة ممكنة من الناس هي غايتنا وتوصيل المعلومة الصحيحة لهم وتقديم صورة مشرفة عن البحرين وأهلها بالخارج بأن هناك أطباء بحرينيين مهتمين بالجانب الاجتماعي.

كيف تصف لنا مشاركتك في جمعية الأطباء البحرينية؟

بالنسبة لي، فتجربتي ضعيفة بسبب انشغالي في العمل الطبي وإن كان هناك من خيرة الأطباء المهتمين بهذا الجانب ويكرسون جزءاً كبيراً من وقتهم. بالنسبة للمشاركة شاركت في بعض اللجان داخل رابط طب العائلة لكن تفعيلها يحتاج إلى وقت وكلما ضاق الوقت كان التركيز على العمل أفضل.

ما هي المؤهلات والمواصفات في طالب الطب من وجهة نظرك؟

يجب على طالب الطب في بادئ الأمر، أن يكون محباً للعمل مع الناس يجب عليه سؤال نفسه قبل دخول المجال: هل أنا فعلاً أحب خدمة الناس والتعامل معهم والتضحية من أجلهم؟ هل أستطيع تحمل ضغط الدراسة والعمل والحالات؟ الحذر كل الحذر من دراسة الطب من أجل المسمى الوظيفي فهذا خطأ.

نصيحة لطلاب الطب؟

كلية الطب ليست منصباً أو سمتاً أو برستيجاً بل تحتاج للتضحية بالوقت والجهد على حسب علاقاتك وتحمل فترات الدراسة الطويلة. لا تحدد تخصصك من البداية بل خض سنوات الترتيب وقرر ما يناسب شخصيتك وميولك ومهاراتك. ولا تأخذ المهنة كتجارة بأنها ستدر عليك الكثير من المال لأن هذه المهنة أسمى بكثير من مجرد مال ومكسب للعيش.

ونأمل نحن كأطباء طب عائلة، أن يكون لنا دور في الجانب التوعوي والتثقيفي للوقاية من حدوث الأمراض التي قد تكلف الدولة ملايين الأموال. ونتمنى أن يبقى طب العائلة في البحرين متميزاً على مستوى العالم.