أحمد التميمي

بلا شك أن رحيل نيمار دا سيلفا، نجم خط الهجوم السابق لبرشلونة، إلى باريس سان جيرمان الفرنسي في صفقة تاريخية تعد هي الأغلى في عالم كرة القدم لحد الآن، كانت لها آثارها السلبية على الصعيد الفني والإداري للنادي الكاتالوني.

فبرحيل اللاعب البرازيلي عن صفوف فريقه، فقدت سلسلة الـMSN إحدى حلقاتها، وفقد بذلك الفريق انسجامه الهجومي، وضاع خليفة ميسي المرتقب من أيدي برشلونة، بعدما جاوز الأخير الثلاثون عاماً، كما أن إيجاد بديل يعوض غياب نيمار ويؤدي مستويات مقاربة للتي كان يقدمها نجم السيليساو، تعد مهمة صعبة للغاية. كما أن رحيل نيمار عن الفريق، قد فتح النيران على إدارة نادي برشلونة لسحب الثقة منهم، فما زالت الجماهير تهاجم بارتوميو وتطالب بتنحيته من رئاسة النادي. الجدير بالذكر، أن خليفة نيمار في برشلونة، عثمان ديمبلي القادم من بوروسيا دورتموند الألماني، قد أصيب في بداية الموسم، ليعمق جراحات النادي.



رحيل نيمار عن برشلونة أكد لنا -وللمرة الثالثة- بما لا يدعو مجالاً للشك، ضعف إدارة برشلونة على مر السنين في الحفاظ على نجومها، فبعد خسارتها للظاهرة رونالدو في 1997 ورحيله لإنتر ميلان، ورحيل لويس فيغو إلى الغريم التقليدي ريال مدريد، جاء نيمار ليسدد الضربة الثالثة على رؤوس محبي النادي.

على الجانب الآخر، لا بد من وجود إيجابيات لرحيل نيمار عن فريقه، يتلخص أبرزها في:

• فتح الباب أمام تألق لاعبين آخرين

وجود نيمار وتألقه مع برشلونة، منع بزوغ نجم أي لاعب آخر يلعب في نفس المركز. رحيل نيمار فتح الباب أمام العائد جيرارد ديلوفيو، والفرنسي المصاب عثمان ديمبلي، وغيرهم من اللاعبين لإثبات تواجدهم وتألقهم مع الفريق.

• مرونة تكتيكية

غياب نيمار يعطي الفريق تنافسية أكبر، وذلك يعطي مدرب الفريق خيارات كثيرة في تشكيلة الفريق ويخلصه من أسلوب الـMSN المعتاد، حيث في السابق كان الفريق مضطراً لأن يلعب بثلاثة مهاجمين وبأسلوب مكشوف أمام الخصوم. في هذا الموسم يملك المدرب عدة خيارات للعب الهجومي، سواءً اللعب بمهاجمين اثنين أو ثلاثة، مما لا يدع مجالاً للمنافس بتوقع خطة الفريق.

• إقناع الصفقات الجديدة سيكون أقل صعوبة

عطفاً على أولى المميزات من رحيل نيمار التي تم ذكرها سلفاً، فإن رحيل نيمار من المفترض أن يسهل من مهمة إقناع الصفقات الجديدة في القدوم لبرشلونة، حيث كانت نجومية نيمار تمنع اللاعبين من القدوم للنادي. أبسط مثال على ذلك رفض نوليتو التوقيع لبرشلونة في الموسم الماضي، ورحيل بيدرو رودريجز إلى تشيلسي. الإقناع سيكون أسهل، بشرط أن تسعى إدارة النادي لتقوية أسلوبها في المفاوضات، ففي مفاوضاتها الأخيرة مع ليفربول من أجل كوتينيو كشف الفريق ضعفه في جانب المفاوضات.