بالأمس استمعنا لكلمة الأمير محمد بن سلمان حول التطرف فقال «سندمره» حين سئل عن موقف المملكة العربية السعودية منه.

وقبله بأيام استمعنا للشيخ ناصر بن حمد في مؤتمر التحالفات العسكرية وهو يقول «إن دولنا المحبة للسلام والداعية لمحاربة الإرهاب لن تسمح لأي جهة كانت بأن تسعى لتهديد أمن شعوبنا وزعزعة استقرار المنطقة. فلا مجاملة في الأمن والتنمية ولا تهاون مع التعصب والتطرف». ورأينا حزم مملكة البحرين في مواجهة التطرف داعشي كان أو حاشدي، سني الادعاء أو شيعي اللباس، القانون كان لهم بالمرصاد دون تهاون ودون تفرقة أو تمييز.

كذلك تصدت المملكة العربية السعودية في حزم بالتعامل مع الإرهاب في المسورة كما رأيناها بذات الحزم في التصدي للخلايا الداعشية سواسية دون تمييز، وهذا هو الحق الذي ننشده.

ما رأيناه و ما سمعناه في المملكتين هو النهج المستقبلي للتصدي للإرهاب، لا يميز ذلك النهج بين إرهاب يدعي السنية أو إرهاب يدعي الشيعية، الإرهاب بلا دين ولا مذهب، إنما يدعي كل منهما أنه جنرال في جيش وحزب الله، والله بري منهم ومن إرهابهم.

نعيش مرحلة هامة من مراحل الحرب على التطرف والإرهاب التقت فيها قناعتنا في دول الخليج مع القناعة الأمريكية بعد أن تباعدتا في السنوات الثمان الأخيرة، عايشنا فيها حقبة كارثية ازدهر فيها الإرهاب ونمى، بعد أن صنفت الإدارة الأوبامية الإرهاب على أنه سني المذهب فحسب، وتغاضت عن سبق إصرار وترصد عن الإرهاب في التنظيمات الشيعية التي ترعاها إيران التي تدعي أنها حامية المذهب الشيعي في كل أنحاء العالم، وتركت مليشياتها المتطرفة لتمارس الإرهاب بأبشع صوره تحت تلك الذريعة وبرعاية وحماية أمريكية. أما اليوم فقد اختلف الوضع تماماً فقبل يومين في الذكرى الرابعة والثلاثين لتفجير مقر المارينز في بيروت في 1982 شدد أكثر من مسؤول أمريكي على الدور الإيراني الذي أدى إلى مقتل 241 عسكرياً أمريكياً، وأطلقوا تحذيراتهم لإيران وحزب الله معاً، مفندين الادعاءات الزائفة التي روجت لها الإدارة الأمريكية السابقة من أجل تحسين صورة إيران. إنما ماكماستر مستشار الأمن القومي في الإدارة الجديدة قال إن حزب الله ارتكب «جريمة القتل الجماعي هذه، نيابة عن فيلق الحرس الثوري الإيراني». «لاحظوا أن الإدارة السابقة كانت على علم بهذا الدور لكنها صمتت وتغاضت وتكتمت».

وأضاف ماكماستر في حفل بهذه المناسبة أجري في ثكنة المارينز في واشنطن، أن المارينز كانوا يحاولون إنقاذ الشعب اللبناني من حرب أهلية، وتابع «لكن النظام الإيراني استخدم الهجمات الإرهابية لمنع السلام ومواصلة العذاب» وذكر ماكماستر بأن قائد الحرس الثوري الذي خطط للهجوم كان حتى شهرين فقط وزيراً للدفاع في إيران والقتلة الذين نفذوا الهجوم أصبحوا قادة بارزين في حزب الله».

وتابع «أولئك الذين سقطوا في بيروت وفي هجمات أيلول 2001 يجب أن يذكروننا بمسؤولياتنا الجسيمة لهزيمة شبكات الإرهاب التي تواصل خلق الاضطرابات في الشرق الأوسط، والبطش بشعوبه ومهاجمة الحضارة». وتابع «وبغض النظر عما إذا كانت الهجمات نيابة عن الحرس الثوري، أو القاعدة أو الدولة الإسلامية، فإن هذه التنظيمات تمثل أعداء الإنسانية وأعداء لجميع الشعوب المحبة للسلام». انتهى الاقتباس تلك واحدة من المرات القليلة التي يتساوى فيها من سماهم ماكماستر بأعداء الإنسانية تتساوى فيها التنظيمات الشيعية بالسنية «الحرس الثوري وأذرعه مع القاعدة وداعش» وهذه كانت دعوانا منذ سنوات أبان العصر الذهبي الأمريكي الإيراني في عهد أوباما، ولم تجد تلك الدعوة أذن صاغية، لا يوجد تطرف سني لا يقابله تطرف شيعي ودون التصدي للاثنين معاً لن تستطيع أن تقضي على الإرهاب والتطرف فواحد يغذي الآخر ويعيش الاثنان على بعضهما البعض.

أغلق أوباما أذنه عن تلك الحقيقة فكانت النتيجة دمار شامل حيث انتعش التطرف السني وتمدد التطرف الشيعي ولم يقض أوباما على أي منهما، بل أنه بتردده جعل الطغاة يدوسون على الخطوط الحمراء حتى لم يعد للقانون هيبة فتمادى الاثنان في غيهم وارتكبت المجازر تحت سمع وبصر المجتمع الدولي.

أخيراً توافقت دعوانا كدول مجلس التعاون مع الإدارة الأمريكية وبالأخص الدوائر الأمنية والعسكرية وتبنتها بالكامل هي والسلطة التشريعية الأمريكية، للتوافر لنا أفضل الظروف للقضاء على كل أشكال وأنواع الإرهاب وعلى كل دولة داعمة له أن تستعد لأنها ستكون في مرمى الهدف.