حصة الفضالة

أصبحت حفلات الزفاف تنافس المهر في تكلفتها، وبدأت أصوات الشباب المقبلين على الزواج ترتفع شاكية المبالغة في متطلبات العروس للحفلة بشكل يثقل كاهلهم بالديون. فيما يرى البعض أنها "ليلة العمر" وينبغي أن تكون بمستوى يليق بها.



تقول نهلة المحمود صاحبة محل لتنظيم الحفلات إن "من أساسيات تجهيز الحفلات عدم تكرار الديكور والمسرح"، مشيرة إلى أن "متوسط تكلفة تجهيز الأفراح تتراوح بين 4000 إلى 5000 دينار، لكن هنالك من يصرف 10.000 دينار وحتى 15.000 دينار. وتكلفة أغلى مسرح صممته كانت 20.000 دينار وكان تصميمه حديثاً ممزوجاً بالورود وكان عدد المعزومين 600 شخص. وغلفت القاعة بالكامل وأضفت لمسات للسقف".

وتضيف المحمود "موضة تصميم العرس كانت في الربيع والصيف الحديقة) (garden لكن الآن مع قرب دخول فصل الشتاء تتراجع موضة الحديقة وتعود موضة التصميم الحديث (modern(. وعادة نبدأ التصميم قبل 3 أشهر من يوم الزفاف".

ويقول خالد إبراهيم صاحب محل لتنظيم الحفلات أيضاً "حجم العمل صار أكبر. في السابق كنا نركب كوشة صغيرة في قاعة كبيرة. أما الآن فأهل العرس يريدون كل شيء بالكامل كي لا يظهر أي نقص بالزفاف". ويضيف "الورد أكثر ما يطلبه زبائني لتصميم المسرح والغالبية يفضلون الورد الصناعي. وأغلى مسرح صممته كانت تكلفته 8000 دينار وشمل تغطية الأرضية والجدار وكان المسرح مكوناً من الزجاج. وأغلبية المستلزمات يعاد استخدامها إذا لم تتضرر باستثناء الورد الطبيعي".

حصة يوسف (20 سنة) لا تؤيد حفلات الزفاف المبالغ فيها "لأن الإسراف من الصفات المذمومة التي نهى عنها ديننا الحنيف. فالحفل لا يستمر أكثر من ٤ ساعات ولا يستحق كل هذه التكلفة. يجب مراعاة الزوج والتفكير بالمستقبل وبالأساسيات لأن كثيراً من الأزواج يقترضون من أجل الزفاف. وبعد انتهاء الحفل يضطرون للتقصير في الأساسيات لكي يدفعو الديون بسب ٤ ساعات فقط!". وتضيف حصة "يجب ألا تتجاوز تكلفة الحفل 2000 دينار. فالسعر المبالغ فيه ليس دليل فرح بل يدل على الترف والتبذير".

ويقول علي عبدالله (56 سنة) "أنصح بناتي دائماً بأن المغالاة في المهر والحفل مردودها سلبي عليهن فالزوج سيكون مديناً للغير مما يؤثر على وضعهن المادي وحياتهن مع أزواجهن. لذلك أفضل حفلات بسيطة ملمومة بالعائلة والأصدقاء المقربين فيما لا يتعدى 2000 دينار. أما بالنسبة لأولادي فذلك الأمر في يد الزوجة التي سيختارونها. لكن في كل الأحوال ينبغي تعليم أبنائنا ترك عادة المباهاة فلا منفعة فيها".

وكذلك تقول نوف الفضالة (28 سنة) "بدل دفع مبالغ هائلة لساعات معدودة أفضل السفر لمناطق أكثر في شهر العسل أو ادخارها لتأسيس الحياة الزوجية. البعض يحتفل من أجل الآخرين وإعجابهم به والتباهي أمامهم".

وتعبر فاطمة محمد (24 سنة) عن رأيها بالقول "أرى أن يحتفل كل شخص حسب إمكاناته دون مبالغة فعندما يضغط الشخص على نفسه ويبالغ من أجل المظاهر وإرضاء الناس ستكون ليلة ترف لا فرح".