برشلونة - (رويترز): خرج مئات الآلاف من المؤيدين لوحدة إسبانيا في مظاهرات ملأت شوارع برشلونة الأحد في أكبر استعراض القوة حتى الآن لمن يصفون بأنهم الأغلبية الصامتة التي اكتفت بالمشاهدة فيما سعى قادة إقليم كاتالونيا للاستقلال.

وحظيت أحزاب سياسية تعارض انفصال كاتالونيا عن إسبانيا بالصدارة بفارق ضئيل في استطلاع رأي نشر الأحد وهو أول استطلاع يجرى منذ أن دعت مدريد لإجراء انتخابات في الإقليم في محاولة لحل أسوأ أزمة سياسية في البلاد منذ 4 عقود.

وأظهرت استطلاعات رأي وانتخابات جرت في الآونة الأخيرة أن نحو نصف الناخبين في الإقليم الغني شمال شرق البلاد والذي كان يتمتع بالفعل بحكم ذاتي يعارضون الانفصال عن إسبانيا لكن حركة استقلال عبرت بقوة عن رأيها هي التي تسببت في ظهور الأزمة الحالية.



ودعت الحكومة الإسبانية المركزية الجمعة لإجراء انتخابات في كاتالونيا في 21 ديسمبر بعد أن أقالت رئيس الإقليم كارليس بوتشيمون وحلت البرلمان وأقالت الحكومة. وجاء ذلك بعد أن أعلن برلمان كاتالونيا استقلالا من جانب واحد في تصويت قاطعته ثلاثة أحزاب محلية.

وقالت حكومة الإقليم إن لديها تفويض للمضي في الانفصال بعد استفتاء غير رسمي أجري في الأول من أكتوبر وأصدرت محكمة إسبانية حكما بعدم مشروعيته وقاطعه معظم المناصرين لوحدة إسبانيا.

وخرج المتظاهرون الأحد ملوحين بآلاف من الأعلام الإسبانية في أكبر تأييد لوحدة إسبانيا منذ بداية الأزمة بما يسلط الضوء على عمق الانقسامات داخل إقليم كاتالونيا نفسه.

وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي شمل نحو ألف مشارك وأجرته مؤسسة سيجما دوس ونشرت نتائجه في صحيفة الموندو المناهضة لاستقلال كاتالونيا أن الأحزاب المؤيدة لاستقلال الإقليم من المتوقع حصلت على 42.5 % من التأييد مقابل 43.4 % من الأصوات للأحزاب المناهضة للاستقلال.

وأُجري الاستطلاع في الفترة من يوم الاثنين الماضي حتى يوم الخميس في الوقت الذي كانت الحكومة المركزية الإسبانية تستعد للسيطرة على الإقليم.

وقالت مدريد إن السياسيين المؤيدين للانفصال، بمن فيهم كارليس بوتشيمون، يمكنهم المشاركة في الانتخابات.

وقال أوريول جانكيريس النائب السابق لبوتشيمون في مقال افتتاحي لصحيفة إل بونتا أفوي الكاتالونية الإلكترونية إن الحكومة المعزولة ستكون بحاجة لاتخاذ قرارات صعبة قريبا. وأحجم عن التصريح بما إذا كانوا سيشاركون في الانتخابات.

وقال "نحتاج لاستراتيجية مشتركة.. من المهم تشكيل تحالفات قوية مع من يرغبون في بناء دولة تخدم مواطنيها" في إشارة لتحالف ترددت بشأنه شائعات بين حزبه والذراع الكاتالوني لحزب بوديموس المناهض للتقشف.

ومثل هذا التحالف قد يضع حركة الاستقلال في موقف صعب حيث سيعني توحيد القوى مع أحزاب ترفض اتجاه مدريد المتشدد لكنها أيضاً لا تدعم الانفصال.