"سيبقى الاضطراب هنا كظاهرة، إذ الحالات أو الظروف البسيطة، أو التي يمكن توقعها، أو تلك الأكثر استقراراً لن تعود بعد الآن." كان ذلك الرسالة الأهم التي تم إيصالها لأكثر من 30 مسؤولاً من قطاع الصيرفة الإسلامية ممن شاركوا في برنامج القيادة المكثف الذي عقد لمدة أسبوع، حيث تم تنظيمه من قبل صندوق الوقف تحت عنوان "القيادة في الأوقات المتسارعة" وذلك كجزء من برنامج تأهيل القيادات بهدف تهيئة الجيل القادم من المدراء التنفيذيين في قطاع الصيرفة الإسلامية.

وتم تقديم البرنامج حصرياً للمؤسسات الأعضاء في صندوق الوقف من قبل كل من الدكتور أندريه سكوتر، والدكتور فرناندو أوليفيا والدكتور كريس تشان من جامعة Ivey Business School. وتمثل عمل المشاركين في البرنامج بدراسةٍ لحالات حقيقية لمؤسسات مصرفية وغير مصرفية مختلفة حيث ركزت خلالها على مواضيع القيادة في حالات الاضطراب، وقيادة التغيير، وريادة الأعمال، إلخ. كما ناقشوا التطورات الدولية التي حدثت في مجال التكنولوجيا المالية وتأثيرها على القطاع المصرفي.

وفيما يلي بعض المخرجات الرئيسية للبرنامج التنفيذي:

  • أصبح الاقتصاد العالمي اليوم أكثر اضطراباً، وهو يفرض على المنظمات وقادتها العمل على أن تسرع في تطوير نفسها. واستجابة لذلك، يسعى القادة الأكثر نجاحاً إلى مساعدة منظماتهم في تطوير قدراتها على تحديد وإعداد وإعادة تعيين الأشخاص الأكثر مهارة لديهم بسرعة ودون تعطيل هيكلي كبير.

  • الاضطراب يتعلق بمنتج أو خدمة تساعد على إنشاء سوق جديد وشبكة ذات أهمية، وتُضعف أو تُحول أو تُدمر بشكل كبير سوقاً أو فئة منتج معين أو قطاعاً ما.

  • الاضطراب يعني في نهاية المطاف أن الأشخاص يفكرون ويتصرفون ويتصلون ويشترون باستخدام أساليب جديدة تماما تشكل اضطراباً لنماذج الأعمال الحالية. وهذا بدوره يؤثر على الطريقة التي نستهلك بها، وننتج، وننظم سلاسل التزويد لدينا، وتؤثر على كيفية النمو والقيادة لدينا.

  • أُطلق العنان لثلاث قوى كبيرة من الاضطراب؛ وهي تزايد وتيرة التغيير، والتأثير المتسارع مقابل التأثير الخطي للعمليات الرقمية على القطاعات الرئيسية مثل المصارف، وعولمة الفرص والوصول.

  • في عصر الاضطراب، تتوزع نماذج أعمال المسبب للاضطراب على نحو متزايد مقابل للنماذج المركزية، وللنماذج المحمولة مقابل النماذج الموجهة، ونماذج تشاركية مقابل النماذج الاستخراجية.

  • القيادة في الأوقات المتسارعة هي طريقة للتفكير والقيادة. وتبدأ مع الفضول والتواضع وليس خائفا من التجريب. فهو يشمل التغيير بدلا من تجنبه. وتبدأ بحب الاستطلاع والتواضع وعدم الخوف من التجربة. وتشمل إجراء التغيير بدلاً من تجنبه.

  • القيادة في الأوقات المتسارعة تشجع القادة على إعادة تصميم أسلوب تفكيرهم لتطوير عمليات الاستجابة الريادية للشركات، والاستفادة من الفرص المتاحة للتغلب على تحديات الشركة من أجل تحقيق النمو المستدام.

  • يجب على المنظمات القائمة الكشف عن المصادر المحتملة للاضطراب في قطاعاتها وأن تعلم كيفية تعطيلها قبل الآخرين. هناك مزايا كبيرة من حيث الحجم والقوة المالية التي يمكنهم الاستفادة منها.

  • القادة الحاليون الذين يستوعبون الاضطراب هم أولئك الذين يعطلونه بشكل استباقي ويقومون بتكييف ممارساتهم الإدارية وعملياتهم من أجل خلق حلقات استجابة تفاعلية فورية، ويعملون على نماذج الانفتاح، والشفافية والنزاهة. ويعملون أيضاً على دعوة مجموعة متنوعة من وجهات النظر من نطاقٍ أوسع وتعزيز التعلم التعاوني والقدرة على التكيف.

  • التحدي الذي يواجه القادة الحاليين هو كيف يمكنهم تلقي الحداثة والتكيف معها والحفاظ في نفس الوقت على هويتهم وتقاليدهم الأساسية؟ كيف يمكنهم القيام بشكل تلقائي بإحداث التغيير في النظام وفي نفس الوقت العمل على خلق قيمة للنظام القائم؟ كيف يمكنهم خلق حالة من الحاجة الملحة والحفاظ على الربحية في نفس الوقت؟

  • عادة ما يقع القادة الحاليون في مصيدتين رئيسيتين؛ الأولى الفشل في التصدي والتعامل بشكل استباقي مع المسائل الوجودية والتحولية العميقة الموجودة لديهم، والثانية تتمثل في الفشل في فهم قوة التغيير المتسارع.

وقال خالد حمد، رئيس صندوق الوقف: "يأتي هذا البرنامج التنفيذي استمراراً لجلسات سابقة عُقدت في هونغ كونغ وتورنتو حيث تعلم المشاركون خلالها عن القيادة والاستراتيجية والأعمال التجارية الدولية وأخلاقيات العمل. ومع تسارع التغيرات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية في العالم، فإنه يتعين على قادة المستقبل في قطاع الصيرفة الإسلامية أن يستعدوا لمواجهة الوضع الطبيعي الجديد. إذ يتعين عليهم إعادة اختراع أنفسهم ومؤسساتهم باستمرار لكي تظل قادرة على المنافسة".


ويشار إلى أن صندوق الوقف تم تأسيسه في البحرين في عام 2006 بعضوية 22 مؤسسة. حيث أطلق الصندوق خلال السنوات السابقة العديد من المبادرات الرائدة للمؤسسات الأعضاء وموظفيها ولقطاع التمويل الإسلامي بهدف تطوير الموارد البشرية العاملة في القطاع. ويخضع الصندوق لمجلس أمناء برئاسة السيد خالد حمد، المدير التنفيذي للرقابة المصرفية في مصرف البحرين المركزي.