أقامت جمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة البحرينية في إطار الفعاليات التي تنظمها محافظة العاصمة بمناسبة إطلاق أسبوع المنامة لريادة الأعمال التي بدأت في يوم السبت 28 أكتوبر الجاري وذلك برعاية كريمة من الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة محافظ العاصمة، وبالتعاون مع مكتب البرنامج الإنمائي لمنظمة الأمم المتحدة بالبحرين ومجلس الشباب العربي بجامعة الدول العربية "الملتقى الشبابي لريادة الأعمال 2017" تحت شعار أهداف التنمية المستدامة وريادة الأعمال للشباب وذلك في مقر منظمة الأمم المتحدة بالبحرين، وبمشاركة مجموعة من الخبراء والمختصين بريادة الأعمال، إلى جانب الجهات الداعمة وعدد كبير من الشباب أصحاب المشاريع التجارية، بغية إبراز قصص نجاح الشباب البحريني في مجال ريادة الأعمال وتسليط الضوء على مستجدات برامج الدعم والتدريب التي تقدمها الجهات المعنية الحكومية والأهلية، فضلاً عن مناقشة أهم مستجدات القوانين والإجراءات المعمول بها فيما يخص مزاولة الأنشطة التجارية في مملكة البحرين وتطلعات الشباب البحريني للدخول في عالم الأعمال.

وأوضح المنسق المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمملكة البحرين السفير أمين الشرقاوي، في كلمة له في بداية الملتقى أن هذه الفعالية تأتي كمساهمة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في فعاليات وبرامج ومبادرات أسبوع المنامة لريادة الأعمال 2017، وهي باكورة العمل المشترك مع محافظة العاصمة للعمل في مجال الارتقاء بالعمل التنموي المستدام والهادف لتطوير المواطن وجعله محور العملية التنموية، حيث ترتكز مجالات هذا التعاون حول تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، انطلاقاً مما نصت عليه أجندة 2030، واستناداً لمرئيات خطة عمل الحكومة ورؤية 2030، وذلك بما يتماشى مع البرنامج القُطري لمملكة البحرين الممتد من عام 2017 وحتى عام 2030. كما أكد أن الملتقى دليل واضح على الإرادة المشتركة بين بيت الأمم المتحدة ومحافظة العاصمة وجمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة للدفع قدماً بالأنشطة والبرامج التي تصب في نهايتها لمصلحة رفع الكفاءة الوطنية الشابة ورفدها بالأدوات التي تستطيع من خلالها أن تتعلم وتكتسب من المهارات التي تؤهلها لتطوير نفسها ومشاريعها الريادية.

ووجه المنسق المقيم السفير أمين الشرقاوي الشباب إلى بعض الأدوات التي تساهم في تحقيق الاستفادة من أهداف التنمية المستدامة إن تم تحقيقها من جميع العاملين في الاقتصاد من خلال المشاريع والمبادرات مع الاستفادة من الجهات التي تقدم التمويل لبعض المشاريع التي تتصف بالابتكارية.


ثم ألقى رئيس الملتقى د.عبدالحسن الديري سفير الشباب العربي ورئيس جمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كلمته في الجلسة الافتتاحية، حيث بيّن أن الملتقى الذي يتم تنظيمه هذا العام ضمن فعاليات أسبوع المنامة لريادة الأعمال وبتعاون وثيق مع كل من محافظة العاصمة والجهات المختصة بمنظمة الأمم المتحدة بالبحرين ومجلس الشباب العربي بجامعة الدول العربية يأتي في سياق الاهتمام الكبير بفئة الشباب الذي توليه جميع هذه الجهات على المستوى المحلي والعالمي جل اهتمامها بحيث خُصصت له بعض أهداف التنمية المستدامة إيماناً بأن تنمية وتطوير الشباب تأتي على سلم الأولويات لكل الدول، وإن الجمعية ومن خلال شراكتها الفاعلة مع هذه الهيئات المحلية والدولية ولا سيما من خلال احتضان البحرين للجنة العربية للمشروعات التابعة لمجلس الشباب العربي بجامعة الدول العربية ارتأت التركيز على هذه الأهداف التنموية لما لها من أهمية بالغة على المستوى الدولي تنسجم وأهداف الرؤية الإقتصادية لمملكة البحرين 2030 والتي تركز كذلك على أهمية تطوير عنصر الشباب وقطاع ريادة الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

كما بين بأن أحد أهم توصيات اللجنة العربية للمشروعات التي يتشرف برئاستها هو ضرورة الاستماع لآراء الشباب عند العمل على صياغة الأهداف ورسم الخطط المستقبلية لتطوير الطاقات الشابة والارتقاء، وعلى هذا الأساس احتوى الملتقى هذا العام على جلسة تم تخصيصها للإستماع إلى آراء الشباب والتعرف على ما يعترضهم من عقبات تحول بين انخراطهم في مجال ريادة الأعمال والعمل على تأسيس مشاريعهم الخاصة.

بعد ذلك ألقت عضو المكتب التنفيذي بمجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة وعضو اللجنة العربية للمشروعات ديما الحداد كلمة بالنيابة عن رئيس مجلس إدارة مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة التابع لجامعة الدول العربية أكدت فيها على دور الشباب في نهضة الأمم انطلاقا من مساعي مجلس الشباب العربي في النهوض بالشباب في جميع أقطار الدول العربية، وذلك بالتعاون الوثيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والإدارات المختصة وبينت مستوى الدعم والمساندة من جامعة الدول العربية والمنظمات المختصة في الدول العربية الحكومية والأهلية على حد سواء، مما يؤكد مستوى الاهتمام بتشجيع الأنشطة الخاصة بتطوير وتنمية قدرات الشباب على مستوى الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، باعتبار أن هؤلاء الشباب هم سر التطور والتقدم و هم المفتاح للمستقبل، فإذا ما تم رعايتهم الرعاية السليمة وتم تقديم ما يساعدهم للتطوير المنشود في المستقبل وليأخذوا على عاتقهم مسؤولية الارتقاء بأوطانهم للتقدم والازدهار مع غرس الثقة بالنفس فيهم في سن مبكرة فإنهم بلا شك سيقومون بهذه المهمة على أكمل وجه،

فبالتعليم وتسليح الشباب بالعلوم النافعة ليلتحقوا بركب الأمم المتقدمة وبامتهانهم لريادة الأعمال وتأسيس مشاريعهم الخاصة الصغيرة التي لا بد ستكبر في المستقبل وتصبح رافداً من روافد التنمية البشرية والإقتصادية والاجتماعية على حد سواء، وبذلك تساهم في شراكة فاعلة للقطاع الخاص مع الحكومات في نيل التنمية والنهضة الشاملة لكل بلداننا العربية، وهذا ما نتطلع إليه من نتائج وتوصيات لهذا الملتقى الهام.

بعدها بدأ الملتقى الذي اشتمل على جلستين رئيسيتين حيث ركزت الجلسة الأولى برئاسة عبدالرحيم فخرو نائب رئيس الجمعية على استعراض الجهود المبذولة من الجهات الحكومية وغير الحكومية لدعم الشباب وريادة الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في البحرين، حيث شارك فيها ممثلون عن كل من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، مجلس التنمية الاقتصادية، صندوق العمل تمكين وبنك البحرين للتنمية.

فيما سلطت الجلسة الثانية الضوء للتعرف على آراء الشباب وتوجهاتهم لبدء أعمالهم التجارية الخاصة والتعرف على أبرز التحديات والعقبات وذلك إيماناً بضرورة الإستماع إلى صوت الشباب عند صياغة الخطط المستقبلية الخاصة بهم. وأدار الجلسة السفير الكتور ظافر العمران، المستشار بوزارة الخارجية، وبمشاركة نخبة من المتحدثين والممثلين لصوت الشباب حيث تبدأت بعد ذلك مناقشات تم الاستماع فيها لمختلف آراء الشباب واهتماماتهم.

وفي ختام الملتقى، خرج المشاركون بعدة توصيات سيتم تتضمينها في تقرير خاص بالملتقى يعد ويقدم للمسؤولين والجهات المختصة.