بشكيك - (أ ف ب): يرى خبراء انه بمعزل عن صعود التطرف في آسيا الوسطى، يكشف رابع اعتداء ينفذه اوزبكي هذه السنة ضعف المهاجرين من هذه المنطقة امام الدعاية الاعلامية للمتطرفين. وكان سيف الله سايبوف الذي قتل 8 اشخاص دهسا بشاحنة صغيرة في مانهاتن، وصل الى الولايات المتحدة عام 2010 بعدما حصل على تصريح بالاقامة الدائمة. وهو رابع شخص يحمل الجنسية الاوزبكستانية او ينتمي الى الاتنية الاوزبكية ينفذ هجوما يسقط فيه قتلى في الاشهر الاخيرة. فعبد القادر مشاريبوف الذي يعتقد انه نفذ الاعتداء الذي تبناه تنظيم الدولة "داعش"، في اسطبنول ليلة رأس السنة واسفر عن سقوط 39 قتيلا، كان اوزبكستانيا. وكذلك رحمن عقيلوف الذي اوقفته الشرطة السويدية بعدما دهس بشاحنة حشدا في شارع للمشاة مكتظا في ستوكهولم ما ادى الى مقتل 5 اشخاص. اما اكبر جان جليلوف المولود في قرغيزستان ويحمل الجنسية الروسية ومنفذ الاعتداء في مترو سان بطرسبورغ الذي اسفر عن سقوط 14 قتيلا في ابريل الماضي، فينتمي الى الإثنية الاوزبكية. وشهدت اوزبكستان ابان تسعينات القرن الماضي حركة متطرفة وتحاول ان تبدو كبش محرقة في القضية. لكن خبراء يحذرون من اي تسرع في التفسير. وقال يان ماتوسيفيتش من المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة التابع لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا ان "معظم المهاجمين من اوساط غير دينية لكنهم توجهوا الى التطرف في البلدان التي انتقلوا اليها". واضاف الخبير ان هذه الهجمات "تشترك في ان منفذيها من آسيا الوسطى"، لكنها في الواقع تعود الى شكل "اشمل واوسع للتطرف". وتابع ان "اوضاع معيشة المهاجمين متنوعة جدا" وفي بيان نشرته الاربعاء، حرصت اوزبكستان البلد الذي يضم اكبر عدد من السكان في آسيا الوسطى "32 مليون نسمة"، على التذكير بان لا شيء يدل على ان سيف الله سايبوف اعتنق افكارا متطرفة عندما كان في بلده الاصلي. واضاف البيان الذي نشرته وكالة الانباء الرسمية القريبة من السلطة في اوزبكستان ان الرجل الذي اصبح سائقا لدى شركة اوبر وكان يعيش في نيو جيرسي "وصف بعبارات ايجابية جدا" من قبل جيرانه في العاصمة طشقند. وتابع ان "والديه من المسلمين التقليديين ولا تربطهم اي صلة باي فصيل متطرف".

وقالت مديرة قسم آسيا الوسطى في مجموعة الازمات الدولية ديردري تينان ان "النقطة المشتركة الوحيدة التي يمكن ان نطرحها بين سايبوف وماشاريبوف هو انهما كانا اوزبكيين يعيشان خارج بلدهما ويتابعان دعاية "داعش"". وحذرت من انه من "المبكر جدا" تحديد ما اذا كان لسايبوف اتصالات مع تنظيم الدولة "داعش". واضافت ان "المنظمة المتطرفة تصدر عادة رسائلها باللغة الروسية ولغات آسيا الوسطى عبر منصات عديدة". وكشفت الدعاية التي يخص بها تنظيم الدولة "داعش"، دول آسيا الوسطى - تركمانستان وطاجيكستان وكازاخستان واوزبكستان وقرغيزستان - وكلها جمهوريات مسلمة علمانية في 2015 عندما قام طفل قيل انه كازاخستاني باعدام رجل تم تقديمه كجاسوس روسي، في تسجيل فيديو. وبعيد ذلك، نشر فيديو آخر لقائد القوات الخاصة الطاجيكية وهو يعلن انضمامه الى تنظيم الدولة "داعش". وكانت تقنيات التجنيد مجدية بينما دفعت الاوضاع الاقتصادية والفساد الكثير من الشبان الى الهجرة، خصوصا الى روسيا. وعززت الانظمة الاستبدادية في اسيا الوسطى قمعها كل ما تعتبره ظاهرة للاسلام المتطرف. وفي روسيا، تعلن السلطات باستمرار تفكيك خلايا ارهابية في صفوف جاليات مواطني آسيا الوسطى. وقالت سفيتلانا غانوشكينا الناشطة الشهيرة في الدفاع عن حقوق الانسان وتهتم خصوصا بمواطني آسيا الوسطى الذين يعملون في روسيا "لدينا انطباع بان بعض عمليات الاعتقال لها اهداف سياسية لتحديد عدو مشترك" للجمهور. وتابعت "من هم اعداء روسيا؟ العدو الخارجي هو الولايات المتحدة بينما المهاجرون من آسيا الوسطى هم اعداء الداخل".