إلى طهران، وصل الأربعاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للمشاركة في أعمال القمة الإيرانية الروسية الأذرية، التي أدرج على أجندتها تركيز المباحثات على قضايا إقليمية، وقضايا الأمن والإرهاب، هذا بعد أن طالعتنا وكالة الإعلام الروسية بتصريح نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، إنه «من المقلق للغاية أن يثير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تساؤلات سويت عند توقيع الاتفاق النووي الإيراني»، وأن «روسيا ترى أن مهمتها الأساسية الآن هي منع انهيار الاتفاق النووي»، داعياً جميع الأطراف إلى التمسك بالاتفاق.

ويبدو أن القمة الثلاثية تلك تحمل بين مباحثاتها ضغطاً روسياً على إيران للانصياع لتهديدات ترامب وإقناعها بنعومة أن ذلك نابع من حرص روسيا على أمن وسلامة طهران، وبما يحول دون انهيار الاتفاق النووي، وفرض العقوبات على إيران، كما أنها من جهة أخرى ستواصل مسيرتها في دعم إيران نووياً، فهما بصدد إنشاء مفاعلين نوويين «سلميين» جديدين في بوشهر، لكن ذلك كله يذهب الجهود الخليجية سدى، ويضيع فرصة تقويض إرهاب إيران في المنطقة..!!

لقد اعتدنا منذ زمن بعيد أن نكون في معسكر غير المعسكر الذي تنتمي إليه روسيا، وأن تدعم الأخيرة إيران في مجالات مختلفة لا تقتصر على النووي وحسب، بل على التمدد الإيراني في المنطقة، كدعمها في الملف السوري مثلاً.

لقد كان عداؤنا وعلتنا مع إسرائيل التي تستمد قوتها من الولايات المتحدة، تلك الأخيرة التي تربطنا بها شراكات عدة في أوجه مختلفة وتصنف في عداد الحلفاء، بل والتي أصبحت شريكتنا في الحرب على الإرهاب..!! لكن الولايات المتحدة لم تضع لدول الخليج العربي أهميته إزاء إسرائيل في موازنة أو مفاضلة بين الأضداد من حيث المصالح، وغالباً -إن لم يكن دائماً- ما يكون الخليج العربي هو الطرف الخاسر إذا ما وضع الأمر بين كفتين يجب أن ترجح أحدهما. ويتكرر السيناريو نفسه على نحو مخيب للآمال الآن مع إيران خصمنا وعلتنا، والتي تستمد قوتها واستمرار مصالحها في المنطقة من الدعم الروسي، بينما يربطنا بروسيا مؤخراً شراكات هامة لا سيما عقب زيارة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

اختلاج النبض:

يجب أن نفعّل الشراكة التي تجمعنا مع دول مختلفة حتى تشعر الولايات المتحدة وكذلك روسيا أن الطرف الذي يتوسط المشهد ويقف حاجز صد بيننا، إنما هو مفجر الصراعات، وأن مصلحتهم معنا أكثر من مصلحتهم مع هذا الطرف المزعج.