أكد نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي د.الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة أن مبادرتي إعلان مملكة البحرين وإطلاق مركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي يعزز من مكانة شعب البحرين كسفراء للتسامح الديني والتعايش السلمي للعالم، مستعرضا بذلك أبرز ملامح تاريخ التعايش والتنوع الديني والمذهبي في البحرين والمنطلقات التاريخية ومساهمات حكام آل خليفة والشعب، التي مهدت لكافة الإنجازات الحضارية التي تعيشها المملكة اليوم في تلك المجالات.

وقال في محاضرته التي نظمتها جمعية "هذه هي البحرين" بالتعاون مع مركز عيسى الثقافي بمشاركة نحو 300 طالب وطالبة من المرحلة الثانوية إن المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى وميثاق العمل الوطني قد أكدا على كفالة الدولة للحريات الدينية والشخصية وحرية التعبير والمساواة بين المواطنين أمام القانون في الحقوق والواجبات كدعامات أساسية لاستقرار المجتمع.

وأضاف أن عاهل البلاد المفدى دعم التسامح الديني والسلمي من خلال العديد من المبادرات منذ عام 2001 حتى وقتنا الحالي، والتي أثمرت عن إطلاق إعلان مملكة البحرين ومركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي في مدينة لوس أنجلوس"، مشيراً إلى أن البحرين وبفضل هذا الدعم قد نظمت واستضافت على مدى السنوات الماضية العديد من الفعاليات والمؤتمرات التي تشجع على التسامح الديني والتعايش السلمي، بالإضافة إلى مشاركات دولية في هذا المجال.


وتطرق الشيخ خالد بن خليفة في محاضرته إلى مضامين إعلان مملكة البحرين التي تعتبر "وثيقة عالمية ورسالة إنسانية تدعو لتعزيز الحرية الدينية للجميع بروح من الاحترام المتبادل والمحبة المؤدية إلى التعايش السلمي، فضلاً عن جهود القضاء على كافة أشكال الكراهية والتطرف، على غرار الفلسفة الرشيدة لجلالة الملك المفدى"، مؤكداً على أن مبادرة إنشاء مركز الملك حمد العالمي تجعل من البحرين مركزاً عالمياً رئيسياً للاجتماعات والحوارات والمؤتمرات المهمة المتعلقة بتحقيق السلام والوئام بين جميع الأديان من جهة، والقضاء على الإرهاب والتطرف خاصة بين الشباب من جهة أخرى، ومستدلاً بذلك على مساهمات المجتمعات والطوائف الإسلامية والمسيحية واليهودية والبوذية والسيخية والهندوسية وجذورها التاريخية التي توضح الحرية الدينية المتميزة للمملكة، وأن المبادرة حازت على إعجاب وإشادات عالمية واسعة.

وأشار إلى تنظيم مركز عيسى الثقافي في 2015 لمؤتمر "تاريخ التسامح الديني والمذهبي في البحرين" الذي سلط الضوء على أسس التعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع البحريني تاريخياً والتي قادت إلى استقرار البلاد وازدهارها في كافة المجالات، حيث شارك فيه نخبة البحرينيين وممثلين عن مختلف الطوائف والأديان، لافتا إلى أن المركز قد احتضن الكثير من المبادرات الوطنية والفعاليات الثقافية التي تؤكد على أهمية الحوار بين مختلف الحضارات والثقافات انطلاقا من رؤية جلالة الملك التي أرادها للمركز بأن يكون رمزاً للانفتاح وحاضنا ومستوعباً للعطاء الإنساني بكافة أشكاله.

يذكر أن "إعلان مملكة البحرين" هو وثيقة عالمية جاءت لتعزيز الحرية الدينية والتعايش السلمي بين البشر تم إطلاقها بمدينة لوس انجلوس الأمريكية في سبتمبر الماضي، كما أن مركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي الذي تم الإعلان عن تدشينه بالتزامن مع إطلاق إعلان مملكة البحرين، سيكون عبارة عن مركز عالمي يختص بالدراسات والأبحاث والمؤتمرات المتخصصة بالتعايش والحريات الدينية بهدف جعل البحرين مركزاً عالمياً للسلام.

ومن المقرر أن يقام المركز على أرض تبرع بها جلالة العاهل المفدى ليضم كذلك متحفاً لعرض إرث مملكة البحرين التاريخي الغني بالحريات الدينية والتعايش السلمي لقرون طويلة من الزمان .

هذا وستستمر الندوات والمحاضرات للطلبة من المدارس الحكومية والخاصة وكذلك الجامعات للتعريف بإعلان مملكة البحرين، ومركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، وأهمية تعزيز الحريات الدينية التي تميزت بها البحرين منذ قديم الأزل.