عواصم - (وكالات): فرض الجيش السوري سيطرته على كامل دير الزور، آخر كبرى المدن السورية التي تواجد فيها تنظيم الدولة "داعش"، في هزيمة جديدة للمتطرفين تزامنت مع سيطرة القوات العراقية على مدينة القائم الحدودية، آخر أهم معاقلهم في العراق المجاور. وسيطرت القوات العراقية في تقدم سريع الجمعة على منفذ القائم الحدودي مع سوريا.

واستعادت القوات العراقية السيطرة الجمعة على قضاء القائم في الصحراء الغربية غرب البلاد، منهية مرحلة أولى من دحر تنظيم الدولة "داعش"، من آخر معاقله في العراق، بحسب ما أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي.

وهنأ العبادي في بيان "العراقيين بسيطرة الأبطال على قضاء القائم وتحريره في فترة قياسية"، بعدما بدأت القوات العراقية اقتحام المنطقة صباح الجمعة



وعلى وقع هجمات عدة، فقد تنظيم الدولة "داعش"، خلال الأشهر الماضية مساحات واسعة أعلن منها "خلافته" في سوريا والعراق في عام 2014، أبرزها معقلاه مدينتا الرقة والموصل. ولم يعد يسيطر سوى على حفنة من المناطق المتفرقة.

وأعلن الجيش السوري في بيان الجمعة أن "أنجزت وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة مهامها في إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة دير الزور بالكامل".

ويأتي ذلك بعدما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء الخميس عن سيطرة الجيش السوري على كامل المدينة، وهو أمر أكده الإعلام السوري الرسمي صباح الجمعة.

وتقوم وحدات الهندسة، وفق بيان الجيش السوري، "بتمشيط أحياء المدينة وإزالة العبوات الناسفة والمفخخات التي خلفها التنظيم الإرهابي في المباني والساحات".

وسيطر تنظيم الدولة "داعش"، منذ صيف 2014 على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور الحدودية مع العراق وعلى الأحياء الشرقية من المدينة، مركز المحافظة.

وفي سبتمبر الماضي، وعلى وقع عملية عسكرية بدعم جوي روسي تمكن الجيش السوري من فك حصار محكم فرضه التنظيم قبل نحو ثلاث سنوات على الأحياء الغربية لمدينة دير الزور والمطار العسكري المجاور لها.

وشهدت المدينة منذ ذلك الحين معارك عنيفة.

وشاهد صحافي متعاون مع وكالة فرانس برس في الأحياء التي طرد منها التنظيم المتطرف مباني دمرت بالكامل، وأخرى واجهاتها انهارت تماماً. وما زالت السواتر الترابية التي وضعها تنظيم الدولة "داعش"، منتشرة في الشوارع التي تعمل فرق للجيش على إزالة الألغام منها.

ويشكل "تحرير" مدينة دير الزور، وفق بيان الجيش السوري، "المرحلة الأخيرة في القضاء النهائي على تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، خاصة أنها كانت تمثل المقر الرئيسي لمتزعمي التنظيم".

وأضاف البيان أنه "بفقدان سيطرته عليها يفقد قدرته بشكل تام على قيادة العمليات الإرهابية لمجموعاته التي أصبحت معزولة ومطوقة في الريف الشرقي للمدينة"ـ مؤكداً على تصميمه مواصلة الحرب ضد "ما تبقى من فلول تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية".

وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحاً لعمليتين عسكريتين، الاولى يقودها الجيش السوري بدعم روسي عند الضفاف الغربية لنهر الفرات حيث تقع مدينتي دير الزور والبوكمال، والثانية تشنها قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي ضد الجهاديين عند الضفاف الشرقية للنهر الذي يقسم المحافظة.

وبرغم طرده من مناطق واسعة منها، لا يزال تنظيم الدولة "داعش"، يسيطر على 37 % من محافظة دير الزور تتركز في الجزء الشرقي منها.

وتعد مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، آخر أهم معاقله فيها. كما لا يزال يسيطر على جيوب محدودة في محافظة حمص وقرب دمشق وجنوب البلاد.

ويضع الجيش السوري، ومن معه من مقاتلين لبنانيين في "حزب الله" او أفغان وعراقيين وإيرانيين، نصب أعينهم مدينة البوكمال التي تقع على الجهة المقابلة من مدينة القائم في العراق.

ويتقدم الجيش السوري بغطاء جوي روسي نحو البوكمال من الجهة الجنوبية الغربية، لكنه لا يزال يبعد عنها مسافة 40 كيلومتراً على الأقل.

ومن المتوقع أن تلتقي القوات السورية والعراقية عند نقطة على جانبي الحدود، بين القائم والبوكمال.

من ناحية أخرى، أعلنت القوات العراقية، الجمعة، استعادة مركز مدينة القائم آخر معاقل تنظيم "داعش" الإرهابي في البلاد بعد معركة قصيرة في قلب الصحراء الغربية على الحدود مع سوريا، وقال مسؤول عسكري إن "داعش" كان "منهارا" أثناء القتال.

وذكرت مصادر أمنية أن القوات الحكومية والميليشيات الموالية استردت غالبية مناطق القائم وهي، تل الأغوات، ومركز شرطة سعدة، وحي الغره، ومحطة كهرباء سعدة، ووادي البطيخة، وحي النهضة، والبو حاجم، ومركز ناحية الكرابلة.

ولم يبق أمام القوات سوى استعادة السيطرة على ناحية الرمانة، على الضفة الثانية من نهر الفرات ليعلن تحرير كامل مدينة القائم الحدودية مع سوريا، 360 كم غربي محافظة الأنبار.

ووفقا لضباط في الجيش العراقي، فإن معركة تحرير مدينة راوة ستنطلق بعد الانتهاء من القائم، وتعد راوة آخر مناطق سيطرة داعش غربي الأنبار، وتقع بين مدينتي القائم وعنة، على الضفة الثانية من نهر الفرات، وتبعد 230 كم شمال غرب الرمادي وباتت الآن معزولة.

وكانت القوات الحكومية مدعومة بميليشيات "الحشد الشعبي" استعادت قبل ساعات في منطقة مجاورة معبر حصيبة الحدودي مع سوريا، الذي استخدم على مدى سنوات لعبور الدواعش في الاتجاهين.

ولفت المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول إلى أن "العدو منهار بشكل كبير ولا يستطيع المقاومة والمجابهة، إنما فقط يستخدم عبوات ناسفة ومفارز التعويق التي قمنا بتدميرها"، وفق "فرانس برس".

وكانت القوات العراقية استعادت في الأيام الماضية 20 قرية من قبضة داعش في محيط القائم.

ورحب التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بالعملية العسكرية، وقال في بيان، إن ما يقدر بنحو 1500 من مسلحي داعش لا يزالون في محيط القائم، وفق "رويترز".

ونهاية أكتوبر الماضي، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي انطلاق عملية استعادة القائم، وقال إن "القوات العراقية تزحف على آخر معاقل الإرهاب في العراق".

وفي حال إتمام هذه العملية كما هو مخطط لها سيكون وجود داعش قد انتهى في العراق عمليا بعد 3 سنوات سيطر خلالها على 40% من مساحته.