توقع خبير في السياسات النفطية، أن تتخطى أسعار متوسط الخام الأمريكي وبرنت عتبة الـ 65 دولاراً للبرميل في المستقبل القريب، وربما تبلغ ما بين 80 إلى 85 دولاراً للبرميل في الربع الأخير من عام 2018.

ونقلت صحيفة الجزيرة السعودية الأحد، عن رئيس المعهد الدولي للقانون والطاقة والبيئة والتوقعات الاستراتيجية الدكتور راشد أبانمي، أنه بعد الاتفاق الذي يسري حتى مارس من عام 2018 بين منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وبعض المنتجين خارجها الذين من بينهم روسيا بخفض الإنتاج لنحو 1.8 مليون برميل يومياً لتقليص المعروض في السوق، رأينا تماسك الأسعار في الأشهر الأولى من الاتفاق، وبدأت في الارتفاع في ظل السحب العالمي المتزايد من المخزونات في عام 2017، وهو نوعاً ما يكفي تقريبًا لتعويض الزيادات الكبيرة التي شهدتها من عام 2014 إلى عام 2016، إضافة إلى أن التوقعات تزداد بتمديد الاتفاق حتى نهاية عام 2018، حيث إنه بدون تمديد اتفاق تخفيض الإنتاج فإن تخمة المعروض قد تعود من جديد.


وقال أبانمي: "تشير أحدث البيانات الأمريكية إلى ارتفاع الإنتاج الأمريكي إلى أكثر من 13 في المائة منذ منتصف عام 2016 وصولاً إلى 9.6 مليون برميل يومياً، وبالتالي زيادة الفائض النفطي من الخام الأمريكي للتصدير إلى مستوى قياسي بنحو 2.1 مليون برميل يومياً، ومع ذلك فيتوقع أن أسعار متوسط الخام الأمريكي وبرنت ستتخطى عتبة الـ 65 دولاراً للبرميل، وربما تبلغ ما بين 80 إلى 85 دولاراً للبرميل في الربع الأخير من عام 2018".

وكانت أسعار النفط قد ارتفعت يوم الجمعة، ولامس الخام الأمريكي أعلى مستوى في عامين، بعد أن أظهرت بيانات الحفارات الأمريكية أن أنشطة الحفر في الولايات المتحدة تتراجع، حيث عززت أحدث بيانات لمنصات الحفر رأي السوق القائل: إن الإمدادات العالمية آخذة في الانحسار، وخلال الأسبوع تلقت الأسعار دعماً من زيادة الطلب العالمي والتوقعات بأن تمدد منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ودول أخرى منتجة اتفاق خفض الإمدادات، إذ قالت روسيا يوم الخميس الماضي إن الاتفاق الذي من المنتظر أن تنتهي صلاحيته في مارس من عام 2018 من الممكن تمديده، لكن القرار ليس وشيكاً. وجرت تسوية خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي على ارتفاع قدره 1.10 دولار، أو ما يعادل 2 بالمائة، إلى 55.64 دولار للبرميل، وهو الأعلى منذ يوليو عام 2015، وجرت تسوية العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت على ارتفاع قدره 1.45 دولار، أو ما يعادل 2.4%، إلى 62.07 دولار للبرميل، وزاد الخام بنحو 38 بالمائة منذ بلوغه أدنى مستوى في يونيو من عام 2017.

واستطرد أبانمي، "ستبقى العوامل الجيوسياسية لها تأثير كبير على أسعار النفط، إلى جانب عامل فصل الشتاء في عام 2018 الذي يعد عاملاً مهماً في عملية نمو أو انخفاض الطلب على النفط، إلى جانب خفض الإنتاج، حيث إن سلعة استراتيجية كالنفط تعتمد عليها جميع دول العالم، لا يمكن النظر إليها من خلال المنظور الاقتصادي البحت، وإنما هناك العديد من العوامل التي تؤثر فيها سواء كانت العوامل الجيوسياسية، أو المناخية، أو المضاربات، أو سياسة العرض والطلب، وحتى عمليات الصيانة والتشغيل، فهي سلعة إستراتيجية تدخل في أسعارها وتوفرها جميع العوامل، وتستخدم في الصراعات السياسية، كونها أداة اقتصادية فاعلة".

وأكد رئيس المعهد الدولي للقانون والطاقة والبيئة والتوقعات الإستراتيجية، أن أسعار النفط مازالت تعد في اتجاه الارتفاع، وذلك نتيجة لعدة عوامل من أهمها اتفاق المنتجين من منظمة أوبك ومن خارجها على خفض الإنتاج للحد من تخمة المعروض في الأسواق النفطية، وعلى الرغم من التذبذب الحاصل في أسعار النفط حالياً، إلا أن هناك مؤشرات تبين استمرار ارتفاع أسعار النفط أو بقائها في طور الارتفاع.

يذكر أن المملكة وكازاخستان شددتا مؤخراً على ضرورة التزام دول منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ومنتجين غير أعضاء في المنظمة بتخفيضات إنتاج النفط المتفق عليها بشكل تام ومستمر. وكان وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح قد أكد الخميس الماضي، خلال اجتماع الطاولة المستديرة السابع لوزراء الطاقة الآسيويين في مدينة بانكوك التايلندية، أن أسواق الزيت بدأت تتحسن منذ منتصف هذا العام، إذ وصل الطلب على الزيت في منتصف هذا العام إلى 1.6 مليون برميل يومياً بعد أن كان 1.3 مليون برميل يومياً في بدايته، مبيناً حينها أن توازن العرض والطلب يستمر في التزايد ومستويات المخزون تستمر في الهبوط، ومعدلات منصات الحفر في أمريكا، التي تعد مؤشراً رئيساً على الإنتاج، أظهرت وتيرة مستقرة، وبقي التزام دول الأوبك والدول المنتجة للزيت خارجها بمستويات الإنتاج المتفق عليها ممتازاً، مع إرادة قوية نحو الاستمرار في دعم استقرار الأسواق.