حسن عبدالنبي

قال الأمين العام للمجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية، عبدالإله بلعتيق، إن عدداً من البنوك في مملكة البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي، بدأت تنظيم نفسها لمواكبة أحدث التقنيات في عالم التكنولوجيا الرقمية.

وأضاف البرنامج التنفيذي الثالث بالتعاون مع كلية آيفي لإدارة الأعمال حول التفكير الاستراتيجي والابتكار وريادة الأعمال، والقيادة التحويلية يهدف بالدرجة الأولى للحفاظ على الهيكل الوجودي للصيرفة وتحويل كل التحديات القادمة في القطاع إلى فرص لصالح البنوك والعملاء، عبر مواكبة أحدث التقنيات التكنولوجيا والرقمية الطارئه على القطاع.
ولفت بلعتيق في تصريحات صحافية، إن عالم الصيرفة اليوم بدأ بالاتجاه نحو نظام "بلوك تشين " Blockchain، والذي سيغير وجه التعاملات المصرفية عالمياً، بل وستكون هنالك طفرة كبيرة في التعاملات المصرفية، والتي ستلغي دور الوسيط، وتسرع المعاملات التجارية، حيث تعتمد على قاعدة بيانات محصنة لا يمكن التلاعب بسجلاتها.


كما أن تقنية "بلوك تشين" تفيد النظام المالي من خلال توفير بيئة مباشرة وفعالة وآمنة للمعاملات لتبادل مجموعة من الأدوات المالية من الأسهم والسندات والعملة النقدية، إلى الأجور والفوائد وأميال شركات الطيران، وبينما ترتبط تقنية "بلوك تشين" بتقنية "بتكوين"، تتميز التقنية بتطبيقات تغيير يمكن أن تزيد من أداء المعاملات وتخفيض التكاليف وإلغاء الحاجة إلى الأنظمة القائمة كشركات المقاصة المالية.

وتساعد "بلوك تشين" الحكومات في بلدان الخليج العربي على تعزيز الأمان في النظام المالي من خلال ضمان وتسهيل المعاملات في سوق رأس المال الإسلامي السريع النمو، وتحسين الوصول الموثوق الفسيح القاعدة بالنسبة للمستثمرين، والمساعدة في عملية طلب القروض بالنسبة للبنوك الإسلامية من خلال إصدار اتفاق ذكي مستخرج وموثق ومكرر عبر الشبكة، وإدارة سرقة الهوية وإتاحة الموافقة الذكية على التمويل.

وبخصوص تأثيرات الأنظمة الحديثة على العمالة في القطاع قال: "التحول الرقمي سيرفع من إنتاجية البنوك وتأثيراته محدودة على العمالة بحيث لا تتعدى 5% بحسب تقديرات البنك الدولي".

وعن دخول شركة أمازون السوق البحريني لتقديم خدمات الحوسبة السحابية قال: "دخول أمازون سيعطي تسهيلات كبيرة للمصارف الاسلامية، بل ستساهم في خلق نظام اقتصادي حديث ومبتكر تتطلع إليه جميع المصارف الاسلامية والتقليدية، وستؤثر على عمليات الصيرفة بشكل عام".

وفيما يتعلق بالتعامل مع العملة الرقمية "البتكوين"، أشار إلى أن هنالك عدداً من الدول تبحث جدياً طرح عملات رقمية منافسة لـ"البتكوين"، خصوصاً أنها كعملة ليس لها مصدر رسمي يمكن الرجوع إليه، كما لا توجد حماية للمتعاملين بها.

وأكد بلعتيق أن التأثير كبير في الفترة المقلبة على الاقتصاد وقطاع البنوك بشكل عام جراء التوجه نحو العملات الرقمية، لذا لابد من استحداث طرق مبتكرة للتعامل معها.

وحول إمكانية تعامل المصارف الإسلامية بالعملة الرقمية "البتكوين"، أوضح أن هنالك جدل حول هذا الموضوع، وأن المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية يدرس حالياً كيفية التعامل مع هذه العملات من الناحية الشرعية.

وأطلق المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية، المظلة الرسمية للمؤسسات المالية الإسلامية، بالتعاون مع كلية آيفي لإدارة الأعمال البرنامج التنفيذي الثالث حول التفكير الاستراتيجي والابتكار وريادة الأعمال، والقيادة التحويلية، وذلك بعد نجاح البرنامجين السابقين في عامي 2015 و2016.

ويأتي هذا البرنامج بعد التعاون المثمر بين المجلس العام وكلية آيفي لإدارة الأعمال، وذلك لتقديم تجربة تعليمية رائدة على مستوى الإدارات العليا في المؤسسات المالية الإسلامية في مجال التخطيط الاستراتيجي، وريادة الأعمال، وإدارة المشاريع، وتطوير القيادة في مواجهة التغيير التنظيمي، ويستمر البرنامج على مدى اليومين المقبلين تحت إشراف نخبة من أعضاء هيئة التدريس العليا في كلية آيفي لإدارة الأعمال .


واطلع المدراء التنفيذيون للمصارف الإسلامية والمؤسسات المالية الإسلامية والهيئات الإشرافية والرقابية من 6 دول على تطبيقات عميقة لتعزيز تطبيق التفكير الاستراتيجي في ظل النمو السريع والتغيرات المستمرة في بيئة العمل، والذي يعتبر أمراً مهماً وحاسماً لتطوير قادة الأعمال.

وتطرق البرنامج إلى المشاكل التي يتعرض لها رواد الأعمال والقادة وطرق معالجتها بنجاح، حيث يتطلب هذا الأمرعدم التركيز فقط على الأعمال اليومية والقصيرة الأمد بل يشمل قدرة القائد على قراءة وفهم البيئة التنظيمية المعقدة والعوامل الخارجية المحيطة وأي تهديدات أو فرص قد تعوق المبادرات الجديدة أو تسهم في تعزيزها.

وبالإضافة إلى التطوير المهني، يواصل المجلس العام دعمه لصناعة الخدمات المالية الإسلامية من خلال مختلف الأنشطة والمبادرات والتي تشمل تزويد أصحاب المصلحة في الصناعة بمنصة لمناقشة القضايا الناشئة والسياسات والإجراءات التنظيمية التي تمثل الصناعة في الأحداث المالية العالمية الكبرى، وتعزيز الوعي من خلال إصدار المطبوعات المتخصصة فنياً والفعاليات الإقليمية المتنوعة.