ستوكهولم – مهند أبو زيتون:

كانت علامات الانبهار واضحة في نبرة "ستيفان" وهو يتحدث عن الفرص التي يوفرها مكتب العمل في السويد للباحثين عن عمل.

ستيفان محام روماني وصل إلى السويد حديثاً وانضم لما يعرف فيها بخطة الترسيخ للقادمين الجدد بغية تأهيلهم لدخول سوق العمل.



ما أثار دهشة ستيفان برنامج يدعى في السويدية "Extratjanster” يتكفل فيه مكتب العمل بدفع راتب الموظف سنة كاملة بغية تشجيع صاحب العمل على توظيف الباحثين عن عمل أو القادمين الجدد دون أن يلتزم بتجديد التوظيف.

ويبدو البرنامج خطوة جيدة في بلد تبلغ نسبة البطالة فيه 6.4% حسب أحدث الإحصاءات الحكومية. لذلك حظي البرنامج الجديد نسبياً بكثير من الاهتمام في وسائل الإعلام السويدية، حتى الناطقة بالعربية منها، باعتباره "فكرة متطورة" في مواجهة نسبة البطالة. ويقابله المهاجرون العرب بكثير من الترحيب باعتباره يسهم في دمجهم بسوق العمل.

يسمع المرء هنا كثيراً من الثناء على البرنامج باعتباره أحد تجليات "التطور" و"الرفاهية" في مملكة يصنف إنسانها سابع أسعد إنسان في أوروبا، ويعتبر جوازها ثالث أقوى جواز سفر في العالم.

يحصل مكتب العمل على دخله من ميزانية الحكومة التي يجمع معظم دخلها من الضرائب في بلد يصنف من دول الضرائب العالية، إذ تتراوح ضريبة الدخل فيه من 29 إلى 35% من الراتب، إضافة لضريبة القيمة المضافة والضريبة الانتقائية وضرائب العقارات، رغم كثرة الموارد التي توفرها الطبيعة لمملكة السويد من أخشاب وحديد ويورانيوم وذهب وغيرها.

كانت دهشة ستيفان كبيرة حين عرف أن مملكة أخرى صغيرة في الخليج العربي اسمها البحرين تطبق نموذجاً شبيهاً لهذا البرنامج منذ نحو 10 سنوات عبر صندوق اسمه "تمكين". لكن دهشة المسؤول في مكتب العمل كانت أكبر حين عرف أن البحرين تموّل هذا البرنامج وغيره كثير من برامج العمل دون فرض أي ضرائب، وباستقطاع 1% فقط من دخل الموظفين في بلد لا تتجاوز فيه نسبة البطالة 4%.

النقاش الفردي في برنامج واحد كان كفيلاً بهز الصورة النمطية الأوروبية عن البحرين، وربما عن العرب عموماً، لدى بعض الأفراد، لكن البحرينيين لا يجيدون مدح أنفسهم أمام الغرب عادة رغم أن الزوايا المضيئة في حياتهم كثيرة، حتى مقارنة بأكثر الدول تطوراً.