* 650 مليون دولار كلفة إنشاء المشروع

* يسبر "اللوفر" أغوار التاريخ البشري عبر مجموعة من التحف النادرة

* المتحف يفتح أبوابه للجمهور السبت المقبل



* يضم المتحف مجموعة فنية تضم أكثر من 600 قطعة أثرية

* يكشف النقاب عن أعمال مُعارة بارزة من أشهر المتاحف بالمنطقة

* 300 عمل فني مُعار من متاحف فرنسية شريكة

أبوظبي – صبري محمود

أهدت دولة الإمارات العربية المتحدة للعالم صرحاً ثقافياً فريداً من نوعه عندما افتتحت رسمياً متحف «لوفر أبو ظبي» كأحد اهم المشاريع الثقافية الأكثر طموحاً في العالم في أوائل القرن الحادي والعشرين.

ويعتبر «لوفر أبو ظبي» أول متحف عالمي في الوطن العربي، يرصد بأسلوبه المعماري المتفرد محطات تاريخ البشرية عبر مجموعات فنية غنية بالتحف الأثرية والأعمال الفنية المعاصرة، حيث يقدم منظوراً جديداً عن تاريخ الفن عبر مختلف الحضارات والثقافات.

تتجاوز تكلفة أعمال الإنشاءات بالمشروع 650 مليون دولار وهو جزء من خطة أوسع تهدف بها الإمارات تعزيز قدراتها السياحية، معتبرة أن «لوفر أبو ظبي» هدية للعالم وعلامة فارقة بين المتاحف العالمية.

ويعرض المتحف مجموعة فنية تضم أكثر من 600 قطعة تتراوح بين المقتنيات الأثرية العريقة والأعمال الفنية المعاصرة بالإضافة إلى المنحوتات الكلاسيكية الجديدة ولوحات فنية بريشة أشهر فناني اليوم وغير ذلك من الأعمال التركيبية المصممة من قبل فنانين بتكليف من المتحف إلى جانب 300 من الأعمال المستعارة من المتاحف الفرنسية والتي تمتد على مساحة 6400 متر مكعب من صالات العرض خلال السنة الافتتاحية.

يضم المتحف 23 قاعة عرض دائمة تعكس روح المدينة العربية، وصالةً كبيرةً للفعاليات والحوارات سعة 270 ضيفاً، إلى جانب قاعات للمعارض المؤقتة، ومتحف للأطفال، ومقهى، ومطعم، ومتجر ومركز للبحوث. ويمكن للزوار أن يتجولوا في المتحف المحاط بالمياه من جميع الجوانب تحت القبة.

وضع تصميم «لوفر أبو ظبي» المصمم العالمي جان نوفيل، حيث صممه بأسلوب ساحر ليبدو وكأنه «متحف مدينة»، ويُعد مظهره العام حصيلة التصميم العمراني العربي المتميز والهندسة المعاصرة المدعومة بالتقنيات المبتكرة ذات الكفاءة العالية في توفير الطاقة.

ويستمتع الزوّار بالمشي على طول المتنزهات والممرات المطلة على مياه البحر تحت ظلال القبة العملاقة المؤلفة من 7850 شكلاً هندسياً على هيئة نجمة ضمن نمط هندسي معقد، مستوحاة من سعف أشجار النخيل المتداخلة، التي كان يتم استخدامها في سقف المنازل التقليدية، والتي تسمح لأشعة الشمس بالنفاذ من خلالها لتشكل ما يعرف بـ «شعاع النور».

يعد «لوفر أبو ظبي» ثمرة لاتفاق بين حكومتي دولة الإمارات وفرنسا، وبموجبه تمت إعارة اسم متحف اللوفر الباريسي لمدة 30 عاماً. وتحت مظلة الشراكة يستفيد المتحف من دعم 17 مؤسسة فرنسية شريكة ممثلاً في اكتساب خبرات جديدة وتدريب أفراد طاقم العمل، كما تتضمّن الشراكة إعارة أعمال فنية من 13 متحفاً ومؤسسةً ثقافية بارزة في فرنسا لمدة 10 أعوام إلى جانب التعاون بين الدولتين لإقامة معارض مؤقتة على مدار 15 عاماً.

كما تم تكليف وكالة متاحف فرنسا بتنفيذ الالتزام الفرنسي تجاه المتحف العالمي للمشروع، وهيكلة خبرة المؤسسات الثقافية الفرنسية المعنية لتوفير خدمات الاستشارات للجهات ذات العلاقة في دولة الإمارات والمساهمة في وضع البرامج العلمية والثقافية، والمشاركة في تنظيم الوصف المنهجي لمقتنيات المتحف بما في ذلك المعلومات المخصصة للافتات ومشاريع الوسائط المتعددة، إلى جانب تنسيق برامج الأعمال المعارة من المجموعات الفرنسية وتنظيم المعارض المؤقتة، والمساهمة في إنشاء مجموعة المقتنيات الفنية الدائمة ودعم «لوفر أبو ظبي» في وضع الأنظمة والقوانين العامة لزيارة المتحف.

تعددية ثقافية

ويحتضن «لوفر أبو ظبي» بين أروقته أعمالاً وتحفاً من جميع أنحاء العالم، وسيلمس زواره روح التعددية الثقافية والحضارية حينما يلتقون بمعروضاته التي تنتمي إلى مختلف ثقافات العالم.

ويكشف المتحف النقاب عن أعمال مُعارة بارزة من أشهر المتاحف بالمنطقة منها تمثال «عين غزال» وتمثال أثري برأسين يبلغ عمره 8000 عام «دائرة الآثار العامة الأردنية»، بالإضافة إلى أداة حجرية يعود تاريخها الى العام 350000 قبل الميلاد ومعلماً بنقوش كوفية يشير إلى المسافة من مكة «الهيئة السعودية العامة للسياحة والتراث الوطني». فضلاً عن ذلك، يقدم اللوفر أكثر من 400 درهم فضي أثري مُعار من المتحف الوطني بسلطنة عمان والتي تعود إلى بدايات العصر الإسلامي، بالإضافة إلى مبخرة صدفة بحرية يعود تاريخها إلى فترة القرن الثاني عشر-القرن الرابع عشر الميلادي، وكذلك جرة فخارية من بلاد الرافدين من القرن العاشر الميلادي وإناء حجري من الفترة 300 ق.م.– 400 ق.م.

يعرض اللوفر 300 عمل فني مُعار من متاحف فرنسية شريكة، من أبرزها لوحة «جميلة الحداد» للفنان العالمي ليوناردو دافينشي «متحف اللوفر باريس»، و«بورتريه ذاتي» للفنان فينسينت فان جوخ «متحف أورسيه ومتحف دى لا أورانجيريه»، ومنحوتة «الملاحة» العاجية النادرة من إمبراطورية بنين «متحف برانلي – جاك شيراك»، و«الكرة الأرضية» للفنان فينسينزو كورونيلي «مكتبة فرنسا الوطنية»، وزوج من الأواني من متحف جيميه «المتحف الوطني للفنون الآسيوية»، ولوحة «نابليون عابراً جبال الألب» للفنان جاك لويس دايفيد «المتحف الوطني لقصر فرساي»، ولوحة أوغست رودان «جان دير» من مجموعة «مواطنو كاليه»، «متحف رودان»، وصندوق المدخرات «متحف كلوني - المتحف الوطني للعصور الوسطى»، وإبريق صيني بتصميم فارسي «متحف الفنون الزخرفي»، ودرع مارميسي «سان جيرمان أو لاي-المتحف الوطني للآثار»، وتمثال «أبولو بلفيدير»، «قلعة فونتينبلو»، وتمثال «المرأة المنتصبة 2» للفنان ألبرتو جياكوميتي.

التحف النادرة

يسبر اللوفر أغوار التاريخ البشري عبر مجموعة من التحف النادرة منها تمثال «أميرة من باختريا» وتمثال «أبو الهول اليوناني» والذي يعود تاريخه إلى القرن السادس قبل الميلاد وسوار ذهب إيراني برأسي أسد. كما يشمل مخطوطات من «المصحف الأزرق» و«الإنجيل»، بالإضافة إلى تمثال «بوداسف واقفا» ورأس «بوذا» المصنوع من الرخام الأبيض من الصين.

ويعرض اللوفر أبوظبي مجموعة من التحف الأثرية الإماراتية تضم قلادة يعود تاريخها إلى الفترة الزمنية 2000-1800 قبل الميلاد ومزهرية أثرية تنتمي إلى العصر الحجري الحديث تم اكتشافها في أحد مستوطنات العصر الحجري التي يبلغ عمرها 8000 عام في جزيرة مروح الواقعة قبالة ساحل أبوظبي، «متحف رأس الخيمة الوطني»، بالإضافة إلى أجزاء من الجص المزخرف من الدير المسيحي الأثري في بني ياس بأبوظبي «متحف العين الوطني».