سماهر سيف اليزل الموسيقى لغة العالم بلا منافس، يصعب حصر تأثيرها ووظائفها، لكن ما الانفعالات النفسية التي يمكن نقلها عبر الموسيقى؟ وكيف يلحظها المستمع؟ يقول المؤلف والناقد الموسيقي البحريني محمد حداد "هناك طرق كثيرة للتعبير عن الحالات والانفعالات النفسية، وذلك يعتمد على نوعية الآلات المستخدمة في العزف والتي تمنح المؤلف خامة صوتية تتناسب مع الحالة التي يريد التعبير عنها. على سبيل المثال آلة "الكولة" وهي تشبه الناي لكن صوتها رخيم أكثر ويعطي نبرة حزينة جداً، أو آلة "الكورنو" وهي آلة نفخ نحاسية غليظة يمكن أن تعطي إحساس الرحيل أو الفقد. ويمكن للمؤلف اختيار مقاماته الموسيقية، فترتيب المقامات يعطي الجو الحزين كمقام "الصبا" فيما لمقام "العجم" صبغة مرحة وحيوية. ومن خلال تراكيب نغمية مأخوذة يمكن أن يذهب المؤلف إلى حالات مثل الخوف والتردد والغضب من جميع المقامات ويقوم بترتيبها بشكل يساعد في توصيل هذه الحالات. إلى جانب طريقة العزف إذ يصل الإحساس من انفعال العازف (حسب إرشاد المؤلف) في قوة ونعومة العزف". وعن استخدام الموسيقى في توجيه رسالة معينة، يقول حداد "أعتقد بأن المؤلف يجب عليه ألا يوظف موسيقاه في إرسال رسائل غير رسالة الارتقاء بالذوق وتقديم كل ماهو جميل، لكن هذا لا ينفي أن هناك تجارب كثير ناجحة فنياً وكانت مرتبطة برسائل مثل موسيقى التي تناضل من أجل وقف الحروب، والموسيقى التي تستخدم في حملات التوعية بالعنف ضد الطفل والمرأة، ولو أمعنا النظر في الحالات الوجدانية والرسائل الموجهة فسنرى أن الموسيقى هي من أقوى العناصر المستخدمة والأكثر رسوخاً في ذهن المتلقي".