على مدى سبع سنوات ظلت الحكومة تقول إن المجموعة التي اعتبرت نفسها «معارضة» وتقوم بأعمال التخريب وتختطف الشوارع وتنشر الفوضى تربطها علاقة بإيران وبمتطرفين في العراق وسوريا ولبنان، وعلى مدى السنوات نفسها ظل كل من اعتبر نفسه «معارضة» ينفي ذلك ويحلف بأغلظ الأيمان أنه لا تربط هذه المجموعة أي علاقة بأي طرف وأنها لا تحصل على أي دعم من أي أحد، حتى المنظمات «الحقوقية»، ظلت تردد هذا النفي وتوجه ما تشاء من تهم لحكومة البحرين وتقول عنها الكثير من الكلام السالب، وظل بالطبع الإعلام الإيراني وتوابعه يعمل على تكذيب الحكومة رغم توفر ما يكفي من أدلة وبراهين على وجود «علاقة تنظيمية» تربط هذه المجموعة بأولئك.

ليس مفهوماً التغير الذي طرأ أخيراً على سلوك المجموعة ولكن يبدو أنها لم تعد تستطيع الاستمرار في النفي والتكذيب بعدما صارت مفضوحة، حيث كشف «قيادي» في ما يسمى بـ «ائتلاف شباب فبراير»، «عن تلقي عدد من قادة الائتلاف اتصالات من قادة في فصائل الحشد الشعبيّ ومن مسؤول رفيع المستوى بالحكومة العراقيّة» أعربوا خلالها عن دعمهم ورفضهم لأمور ذكرها في تصريحه لأحد المواقع الإلكترونية المدعومة من إيران والذي حاول من خلاله التعليق على بيان أصدرته سفارة المملكة في بغداد نددت فيه بإقامة مؤتمر ومعرض صور في كربلاء يرميان إلى الإساءة إلى البحرين.

ذلك «القيادي» قال إن بيان السفارة «لن يضر بالعلاقات الوطيدة التي تربط الائتلاف والمعارضة بشكل عام بمكونات الشعب العراقي من فصائل مقاومة وحركات سياسية ومسؤولين كبار في الحكومة العراقية»، مؤكداً بذلك وجود علاقة غير عادية بين المجموعة وكل هذه الأطراف، بل بين المجموعة وإيران حيث ذكر بأن المعرض افتتح بحضور «رئيس بعثة المرشد الإيراني في العراق».

هذا الاعتراف يؤكد أن كل ما قالته وتقوله الحكومة صحيح وليس ادعاءات كما كان ولا يزال أولئك ومن يقف وراءهم ويساندهم يرددون، ويكفي دليلاً على صدق قول الحكومة تنظيم هذا المعرض فهو نتاج تعاون واضح مع تلك الجهات ودعم مفضوح منها لهذه المجموعة التي اعتبرت صدور بيان من السفارة في بغداد دليل نجاح نشاطها وتأثيره.

اليوم لم يعد ممكناً إنكار العلاقة التي تربط هذه المجموعة بإيران وبالمتطرفين في العراق وسوريا ولبنان وغيرها من الدول، فالعالم لم يعد يصدق تلك المجموعة وداعميها والمنظمات الدولية المستفيدة منها، ومع هذا يتم نفي الاتهامات التي توجه إلى إيران وحزبها في لبنان ومنها على سبيل المثال الاتهام الذي وجهه أخيراً وزير خارجية السعودية عادل الجبير لذلك الحزب وجاء فيه إن «ميليشيات الحزب تحاول زعزعة أمن الخليج من خلال تهريب السلاح إلى البحرين». ينفون ذلك رغم أن حسن نصر الله نفسه قال ذات مرة في واحد من خطاباته ما ملخصه أن لدى حزبه العديد من الوسائل التي يمكنها بها تهريب الأسلحة إلى البحرين.

خلال السنوات السبع سعت إيران ومن يحتمي بها إلى نفي العلاقة بينها وبين تلك المجموعة ونفي كل علاقة للمجموعة بالمنظمات والميليشيات في العراق وسوريا ولبنان وغيرها، لكنها لم تتمكن، ليس فقط لأن بعض المتحدثين باسم تلك المجموعة يصرحون بما قد لا يدركون ولكن لأن المنطق الذي تتحدث به حكومة البحرين قوي كونه يردف بالدليل والبرهان، فعندما تقول البحرين مثلاً إن حزب إيران في لبنان يهرب الأسلحة إلى البحرين فإنها تمتلك من الأدلة ما يكفي لتؤكد به صحة ما تقول، وعندما تقول إن تلك المجموعة التي تعتبر نفسها «معارضة» تعمل مع هذه الأطراف أو تلك وتحصل على دعم من هذه الدولة ومن تلك المنظمات والميليشيات فإنها تمتلك أيضاً من الأدلة ما يؤكد صحة ما تقول.