نور الشامسي

ذات مرة قررنا أنا وصديقتي أن نقضي عطلة نهاية الأسبوع في دبي وأن نأخذ معنا ابنها "عبدالله" البالغ من العمر 4 سنوات، حيث قضينا وقتاً ممتعاً بزيارة الأماكن السياحية الساحرة في دبي، وعند العودة اضطرت صديقتي أن تؤجل موعد رحلة عودتها لارتباطها بموعد اجتماع عمل وأن نعود أنا وعبدالله إلى البحرين.

يناديني دائماً عبدالله "ماما نور" ويقول للجميع بأن لديه أميّن، ونحن في المطار كان يركض في كل مكان ويناديني بصوت عالٍ بماما نور كلما أراد شيئاً. حتى صعدنا إلى الطائرة جلست أنا بالقرب من النافذة وهو بجانبي وكانت تجلس امرأه بالقرب منا.



ودار حوار قصير بيني وبين عبدالله، قال لي: ماما نور هل ستأتين معي إلى البيت عند وصولنا؟ فرددت عليه كلا يا حبيبي سأذهب إلى بيتي وسيأتي بابا ليأخذك من المطار.

وما إن انتهيت من كلامي حتى أصبحت المرأة التي تجلس بقربنا وتسمع حديثنا، تنظر إلينا بنصف عين وشعرت أنها قد حاكت أحداث قصة ألف ليلة وليلة في مخيلتها ووضعت سيناريو عالمياً لحياتنا ينفع بأن يكون فيلماً سينمائياً. وعند هبوط الطائرة أجريت اتصالاً بصديقتي مفتعلاً لأقول لها "هل اتصلت بزوجك لأخذ عبدالله من المطار؟".

هذه إحدى مشاكلنا الضخمة في الحياه بأننا نرى الأمور من زاوية واحدة زاويتنا نحن فقط، نصدق ما نراه ونقنع بما نسمع بصورة مجردة بحتة دون إعطاء تعمق آخر للأمور ولذلك يتفشى سوء الظن كما ينتشر مرض السرطان في الجسم والعياذ بالله ، حتى قيل بأن هذا الزمان زمان الحيرة وسيادة الشك وفناء اليقين.

فزادت المشكلات بين الأهل وتفرق الأحباب وضاع الود وحتى الأمراض النفسية أصبح كل بيت لا يخلو منها.

ما أجمل التماس العذر، والنظر إلى الأمور المحيطة بك بأكثر من مرآة، اجعل للحكمة باباً تدخله في كل شيء ولحسن الظن جناحين تحلق بهما فوق كل شيء حتى ترتقي أنت بفكرك وخلقك.