القاهرة - أحمد عطا

لم يتوقع أشد المتفائلين وصول هذا العدد من المنتخبات العربية إلى نهائيات كأس العالم المقامة بالأراضية الروسية الصيف المقبل.

فمع وقوع مصر في صدام مع غانا التي أقصتها في آخر تصفيات بسداسية، وصدمة المغرب بمجموعة الأفيال، واضطرار السعودية لخوض نزال أمام قوى آسيا التقليدية اليابان وأستراليا، كان الحديث عن إمكانية تأهل تونس لسهولة مجموعتها نسبيًا وكذلك الجزائر لقوة تشكيلتها التي تضم لاعبين من الطراز العالمي من أمثال رياض محرز وفوزي غلام.



المشوار لم يكن سهلاً، مرت فيه تلك الفرق بمنحنيات صعود وهبوط، مفاجآت سعيدة وأخرى صادمة.. مستويات مميزة وأخرى محبطة، لكن في النهاية كانت المفاجأة السعيدة لنا برقم قياسي تاريخي.. ثمن الذاهبين إلى موسكو من العرب!

***

لحظات عصيبة

لم تكن الأمور بتلك السلاسة للمنتخبات العربية، بل صادفتها لحظات عصيبة كادت أن تعصف بآمالها. المغرب مرت بلحظتين سلبيتين شعر معها كثيرون وأن الغياب منذ مونديال 98 سيستمر. أولها ذلك التعادل الثاني على التوالي في بداية التصفيات والذي فرض على أسود الأطلس على أرضهم أمام ساحل العاج وثانيها تلك اللقطة التي أهدر فيها حكيم زياش ركلة جزاء ضاعت معها نقطتين في باماكو بتعادل مخيب في المباراة الرابعة أمام مالي لكن المغاربة عوضوا تلك اللحظتين السلبيتين بعد الانتصار في المباراة الأخيرة أمام ساحل العاج ومن قبلها بأيدي الأخيرة التي لم تفز في أي مباراة من النصف الثاني من التصفيات!

أما في مصر فكانت أول اللحظتين السلبيتين هي الخسارة في أوغندا والتي جعلت الفريق يفقد الصدارة لكن ما خفف من صدمة تلك الخسارة هو فشل غانا في التغلب على الكونغو وكذلك تعويض مصر بعد ذلك للخسارة بالانتقام من أوغندا في ملعب برج العرب بينما كانت اللحظة السلبية الثانية هي هدف الكونغو الصادم قبيل 3 دقائق فقط من انتهاء الوقت الأصلي لمباراة التأهل، لكن تمكن محمد صلاح ورفاقه من حسم الأمور في الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع في سيناريو مذهل.

السعودية بدورها مرت بمنعطفات صعبة أهمها التعادل على أرضها أمام منافس مباشر هو أستراليا بينما كانت الخسارة أمام الإمارات فاقدة الأمل في الجولة قبل الأخيرة صادمة جدًا لكن سقوط أستراليا بعدها بيومين أمام اليابان جاء برداً وسلاماً على السعوديين.

تونس ربما كانت الأقل تعرضًا للحظات عصيبة إلا أن تأخرها أمام الكونغو بهدفين نظيفين وضعها في موقف سيء جداً كما كان تأخرها بهدف أمام غينيا في الجولة قبل الأخيرة في غير وقته أبدًا، لكن في المرتين تمكن نسور قرطاج من تعويض النتيجة بالتعادل في الأولى والفوز في الثانية.

***

لحظات حاسمة

تلك اللحظات السلبية لم تمنع العرب من التواجد بتلك الكثافة فقد أجهزت عليها لحظات حاسمة رائعة صنعت الفارق فالمغرب استعادت التوازن والثقة بانتصار بسداسية كاملة على مالي لكن لحظتها الأروع في تلك التصفيات كانت في الهدف الأول لنبيل درار الذي صعّب كثيراً من الأمور على ساحل العاج التي بدأت مباراتها الأخيرة بحثاً عن هدف وحيد للفوز فإذا بها تتلقى هدفاً أمام منتخب لم يتلق أي هدف طوال التصفيات قبل أن يجهز مهدي بن عطية على الأفيال في مساهمة مذهلة من دفاع الأسود ليس فقط على مستوى منع الأهداف بل بتسجيل هدفي الحسم في المباراة الأخيرة.

الفراعنة كانت لديهم لحظتان مهمتان جداً وكلتاهما من ركلتي جزاء صحيحتين وبواسطة محمود تريزيجيه وتنفيذ محمد صلاح.. الأولى في المباراة الثانية أمام غانا عندما كان فوز مصر يعني رفع الفارق إلى 5 نقاط عن النجوم السمراء فإذا بترزيجيه يحصل على ركلة جزاء في توقيت سحري قبل نهاية الشوط الأول، والثانية هي الأشهر عندما حصل عليها في آخر هجمة لأبناء النيل أمام الكونغو لينهي محمد صلاح صبراً دام 27 عاماً.

في بلاد الحرمين لم يكن يمكن مواصلة الفريق مشواره دون ركلتي الجزاء الحاسمتين في المباراة الثانية وتحديداً في آخر 10 دقائق واللتين حولهما نواف العابد بنجاح وبشجاعة يحسد عليها، فيما كان هدف المولد قبل 37 دقيقة من نهاية التصفيات أمام اليابان حاسمًا جدًا للاحتفاظ بالبطاقة الثانية ومرافقة اليابانيين تاركين الأستراليين في غياب ملحق لم تنته حكايته حتى لحظة إصدار العدد من extra sport.

نسور قرطاج لم يمروا بلحظات عصيبة كثيرة لكن لحظاتهم الرائعة احتاجوها كذلك لحسم التأهل، فلولا الهدفان الخاطفان اللذان سجلوهما في 3 دقائق أمام الكونغو لدخلا في سباق تهديفي في المباراة الأخيرة أمام الأخيرة بينما كان هدف التعادل ليوسف المساكني في مرمى غينيا قبل صافرة الشوط الأول في غاية الأهمية للعودة في النتيجة بنتيجة رباعية في الشوط الثاني.