مدريد - أحمد سياف

في حين لا تعد المباراة التي تقسم أمة بأكملها، فهذا الشرف يحظى به الكلاسيكو فقط، لكننا أمام مباراة توقف الحياة في العاصمة الإسبانية إلى أن تعيدها صافرة الحكم الختامية.

أضحى ديربي مدريد من أشرس الديربيات العالمية، فالخصومة بدأت منذ تحويل أتلتيكو مدريد من نادٍ عسكري إلى نادٍ مدني في عهد ملك إسبانيا السابق فرانكو.



هذا ما جعلنا نؤكد أن العداء بين الغريمين يعود أساسه لأسباب سياسية كما هو الحال بين ريال مدريد وبرشلونة، خاصة مع التصريح التاريخي لفرانكو الذي قال فيه إن ريال مدريد يمثل أهم سفارة حظيت بها إسبانيا، وهو ما أشعل الغضب في المعسكر الآخر، حتى أن جماهير الأتليتي كانت تردد هتافات تصف الريال بفريق الدولة!

وتتناقض هوية الناديين تاريخيًا أيضًا، فدائمًا ما كان ينظر إلى ريال مدريد باعتباره نادي الطبقة الثرية في مدريد، على عكس أتلتيكو مدريد فريق الطبقة العاملة والكادحة.

وبحسب عدة مصادر فإن أتلتيكو مدريد وحتى بداية خمسينيات القرن الماضي كان هو الفريق المفضل لـ "فرانكو" بسبب خلفية النادي العسكري، لكن تألق ريال مدريد أوروبيًا في تلك الفترة وتحقيقه لقب دوري أبطال أوروبا بمسماه القديم، جعل الريال هو الفريق المفضل لفرانكو، الذي استغل بطولات ريال مدريد لتحقيق مكاسب سياسية.

وبسبب التنافس التاريخي هذا كان، ولا يزال التعاون بين إدارة الفريقين ضئيلاً للغاية إن لم يكن معدومًا فيما يخص الانتقالات بين الفريقين.

وربما تعود آخر صفقة تمت بعد مفاوضات بين الفريقين إلى عام 2000 عندما تعاقد ريال مدريد مع سانتياغو سولاري مقابل 3.5 مليون يورو، وذلك قبل 6 سنوات من انتقال خوسيه خوادرادو من ريال مدريد إلى أتلتيكو مدريد مقابل 3 مليون يورو.