مثلت سياسة قمع وتنكيل «حزب اللات» الإرهابي المنحرف فكرياً التابع لما يسمى بـ«الولي الفقيه» للشعب اللبناني تحدياً ودافعاً قوياً له لمواجهته، بعد مصادرة حقوقه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، كما عانى الشعب اللبناني كثيراً من صعوبة الحصول على تأشيرات العمل أو الإقامة بدول المنطقة وأوروبا وأمريكا وآسيا، نتيجة سياسة حكومته التي وفرت الغطاء السياسي والتبرير للأعمال الإرهابية والعدائية التي يقوم بها «حزب اللات» الإرهابي تجاه دول الخليج العربي والدول العربية، وكثرة الإدانات التي تلقاها هذا الحزب من المجتمع الدولي، بسبب تورطه في العديد من القضايا الإرهابية.

ورغم كل ذلك، مازال النظام اللبناني مستمراً في التغطية والتبرير لأعمال «حزب اللات» الإرهابي، التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، عبر أسباب واهية وحمالة أوجه لا تمت للواقع بصلة. نقول ذلك لأن النظام اللبناني شريك سياسي مع «حزب اللات» الإرهابي عبر مشاركته بالبرلمان والحكومة اللبنانية. نقول ذلك لأن «حزب اللات» لم يكتفِ بزعزعة الأمن والاستقرار بالدول العربية والتدخل في الشؤون الداخلية بل قام بزرع الخلايا الإرهابية الذي ألبسهم ثوب الساسة مثل الحوثيين الذي لم يكتفِ بدعمهم إعلامياً بل لوجستياً وتدريباً على الأعمال الإرهابية التي على أثرها عانى الشعب اليمني وتم استهداف المملكة العربية السعودية.

سياسة الكذب والتدليس

كي لا يطلق على وصفنا «كذب وتدليس النظام اللبناني» كلاماً مرسلاً، نطرح بعض الأسئلة، هل عناصر «حزب اللات» اللبناني يحملون الجنسية اللبنانية؟ هل موقع معسكراتهم على الأراضي اللبنانية، هل يسافرون من وإلى لبنان؟ ومن جانب آخر، سوق «حزب اللات» الإرهابي إلى أن القوات التي يمتلكها هي للدفاع عن لبنان، هل قنواتهم متواجدة على الأراضي اللبنانية؟ هل عناصره المتواجدة في اليمن هي للدفاع عن لبنان؟ هل تهريب أسلحة ومتفجرات للكويت وتلك الأسلحة والمتفجرات تكفي لانقلاب عسكري، هل هي للدفاع عن لبنان؟ هل خلايا التجسس التي تم الكشف عنها بعدة دول خليجية وعربية للدفاع للبنان؟ هل الخلايا الإرهابية التي قام «حزب اللات» بتدريبها، وتم الكشف عنها في البحرين هي للدفاع عن لبنان؟ هل إعلان الحرب على السعودية على لسان أمين عام حزبه بعد «عاصفة الحزم» لاسترداد الشرعية في اليمن، للدفاع عن للبنان؟

إن الحكومة والبرلمان اللبناني يعملان بمثابة النظام القائم على سياسة تخدم مجموعة عنوانها نشر الفوضى وتهديد أمن الدول العربية، وتعمل على توسيع سلطة «حزب اللات» الإرهابي ميليشياوياً وإرهابياً وعسكرياً واقتصادياً على حساب الدولة اللبنانية. فليس من الحكمة في شيء التعامل مع نظام يقوم بتوفير الدعم السياسي والدولي والاقتصادي لحزب هدفة زعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة، على مرأى ومسمع ما يسمى بالبرلمان والحكومة اللبنانية!

* خلاصة القول:

لقد طمس «حزب اللات» الإرهابي عقول جل الساسة اللبنانيين، حتى جعلوهم ينسون لذة الاستقلال، وعزة الحرية، بل جعلوهم لا يعقلون كيف تحكم أمة نفسها بنفسها، وارتضوا من هذا الحزب الإرهابي أن يقزمهم ويحط من كرامتهم، كما حدث للمواطنين اللبنانيين الذين قالوا رأيهم في جرائم هذا الحزب، فتم عرضهم على القناة الفضائية للحزب بعد تعذيبهم وهم يمدحونه بمفردات تحط من كرامتهم.

لقد حان الوقت لمحاسبة النظام اللبناني كنظام يوفر الغطاء السياسي والدولي والإعلامي لميليشيات «حزب اللات» الإرهابي، الذي يستهدف أمننا واستقرارنا بإجراءات رادعة، سياسية واقتصادية، تطال النظام اللبناني برمته، وأفراد وأحزاب مازالت تلعب بالبيضة والحجر، أو كطابور خامس له.