لو أن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي كرر القول بأن «بلاده تعتبر أمن واستقرار جيرانها من أمن إيران واستقرارها» ألف مرة في الساعة وبأعلى صوته وبكل اللغات وليس بالفارسية فقط فإن البحرين والإمارات والسعودية على وجه الخصوص لن تصدقه، والسبب هو أنها ترى أثر فأس إيران في كل مكان. إيران هي خلاصة الشر، وتوجيه أصابع الاتهام لها والقول بأن الانفجار الذي حدث ليلة السبت في البحرين وغيره من أعمال تخريب هو من ترتيبها وتوجيهها ليس زوراً لأنها ببساطة متورطة في هذه الأفعال.

البحرين لا تتهم إيران بعد كل حادث كما ادعى قاسمي وإنما بعد كل حادث يتبين لها بالدليل القاطع أنها متورطة فيه، فالأعمال الصبيانية تقوم بها إيران وليس البحرين. ما قالته البحرين عن انفجار أنبوب النفط وعلاقة إيران به ليس مزاعم وكله صحيح، المزاعم «شغل إيران» التي تردد ليل نهار بأن أمن واستقرار جيرانها من أمنها بينما تعمل ليلاً ونهاراً على زعزعة أمن واستقرار هذه الدول. يكفي ما شهده العالم من دورها في البحرين على مدى السنوات السبع الأخيرة فهو نموذج ومثال لا يقبل التشكيك.

الأعمال الإرهابية في البحرين تتم باتصالات وتوجيهات من إيران، والذين يقومون بتنفيذ تلك الأعمال يحصلون على التدريب في إيران ودول أخرى عديدة مثل سوريا ولبنان والعراق وهي التي تمولهم وتدعمهم بقوة، وسبق للبحرين أن أعلنت عن كشفها خلايا إرهابية تورطت في هذه الأفعال واعترف عناصرها بأن إيران هي التي رتبت لهم كل شيء. إيران حاولت تهريب الأسلحة إلى البحرين والأكيد أنها نجحت في بعض المرات. لعل الجميع يتذكر ما قاله أمين عام حزب إيران في لبنان عن أنه حتى الجن الأزرق لا يستطيع أن يعرف الطريقة التي تصل بها الأموال والأسلحة من إيران إلى لبنان وأنه لو كان الحزب يريد تهريب الأسلحة إلى البحرين لما عدم وسيلة.

إيران تحتل ثلاث جزر إماراتية منذ أربعة عقود، وإيران تصنع الصواريخ وتوفرها لكل من تزعم أنه مظلوماً وتدعم بالسلاح وبالمال كل من تقرر أنه يحتاج إلى عونها، وإيران تتدخل في شؤون جيرانها وتعمل على السيطرة على كامل المنطقة وتهدد الجميع في كل حين، ومع هذا تنفي كل هذا وتنكره ولا تكتفي بقول ما قاله قاسمي في رده على الاتهام الأخير المتعلق بانفجار أنبوب النفط بل تقول بصوت عالٍ إن من يتهمها بمثل تلك الأمور إنما هو (......)! فإيران ظلت تروج لنفسها منذ سيطرة الملالي على السلطة فيها وتدعي أنها إنما ترمي إلى إبادة الصهاينة وتحرير فلسطين، رغم أن العالم لم يشهد بعد، ولن يشهد، إطلاق إيران صاروخاً ولو من ورق على إسرائيل.

تدخل إيران في اليمن عقد مشكلتها وأدخل اليمنيين في دهاليز مظلمة، ولولاها لانتهت المشكلة اليمنية منذ زمن ولما حصل كل هذا الذي حصل ويحصل في هذا البلد العربي الأصيل. تدخل إيران في العراق وسوريا ولبنان وغيرها عقد مشكلات هذه الدول وكلفها آلاف الضحايا، ولولا إيران لانتهت مشكلاتها منذ زمن. إيران هي الجارة الضارة التي من المؤسف أنه لا يمكن طردها من المكان فالجغرافيا تحكم.

من يقول إن الصواريخ التي يطلقها الحوثيون من اليمن على السعودية لم يتم تهريبها من إيران يغالط نفسه، ومن يقول إن إيران لا تدرب الحوثيين على القتال ولا تدعمهم ولا تمولهم يضحك علينا. ظلت إيران تنفي علاقتها بما يجري في سوريا والعراق، ثم عندما انكشف أمرها قالت إنها إنما تشارك بمستشارين، وعندما صار جنودها يعودون في صناديق صمتت.