* حنان عشراوي لـ "الوطن": إنجاز المصالحة وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي أهم ركيزة للاستقلال

* المحلل وسام الفقعاوي لـ "الوطن": الحديث عن المصالحة يسوق إلى الإعلان الفعلي للدولة

غزة - عز الدين أبو عيشة



"نعلن باسم الله وباسم الشعب قيام دولة فلسطين".. 29 عاماً مرّت على هذه العبارة التي أطلقها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات "أبو عمار"، ودوت في قاعة الصنوبر بدولة الجزائر في 15 نوفمبر 1988. ومن هنا انطلقت رحلة فلسطين الحقيقة في نيل استقلالها على أرض الواقع.

لم يتسن للراحل أبو عمار، رؤية فلسطين وهي تحقق إنجازاتٍ متتالية في خطوات متسارعة لقيام الدولة على أراضي 1967، كمرحلة لتحقيق السلام وحل الدولتين على أسس القاعدة الدولية.

ولم يتوانَ الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن السير على خطى الراحل الزعيم عرفات، فسعي لتمثيل فلسطين والحصول على عضويةٍ كاملةٍ لها في الأمم المتحدة، كخطوة لإنهاء الاحتلال.

في عام 2015، حقّقت فلسطين إنجازاً كبيراً في الانضمام كعضو مراقب في الأمم المتحدة، ورفع علم فلسطين داخل مقرات الجمعية، ولم تكن هذه الخطوة الأولى ولا الأخيرة فسبقها العديد وتلاها المزيد.

واعترفت بفلسطين نحو 135 دولة كان آخرها السويد وتشيلي، قبل أيام من ذكرى إعلان الاستقلال الفلسطيني.

وفي هذه المناسبة، قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله "على الدول الإعتراف بالدولة الفلسطينية، لأنّ الحل الوحيد للصراع هو تطبيق حل الدولتين، ويجب إنقاذه من التلاشي خاصة في ظل استمرار إسرائيل في توسعها الاستيطاني".

وشدّد رئيس الوزراء الفلسطيني على أن "السلام يجب أن يبدأ من فلسطين، ثم يعمم في المنطقة"، مؤكّداً أنّ "لا دولة فلسطينية دون غزة ولا فيها، وإنما فلسطين دولة واحدة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

وآخر ما انضمت له فلسطين عام 2017 منظمة الشرطة الجنائية الدولية "الإنتربول" بموافقة نحو 74 دولة، إضافة إلى انضمامها لاتفاقية أغادير ما يضمن لها إمكانية استيراد المواد الخام ومكونات الإنتاج اللازمة للصناعة الفلسطينية وإعادة تصديرها إلى أسواق المنطقة الأورومتوسطية.

وفي عام 2016، تمكنت فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في محكمة التحكيم الدائمة، بعد حسم التصويت من خلال 57 صوتاً بالموافقة وامتناع 24 صوتاً وبدون أية معارضة.

واستمرت فلسطين في تحقيق إنجازات متتالية على صعيد منظمات الأمم المتحدة، فوقعت على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ والتي تشكل إطاراً في معالجة القضايا ذات الطابع الكوني.

ولكن الجانب الإسرائيلي حال دون كل هذه الانجازات، باغتصابه المتكرر لأراضي السلطة وإقامة المستوطنات الإسرائيلية عليها.

وللمفارقة يرى المحلل السياسي علاء أبو طه في حديثه مع "الوطن" أنّ "تحقيق حلم الدولة بات مستحيلاً خاصة في ظلّ الشرذمة الواضحة لأراضي الضفة، ما قد يحول دون قيام الدولة على أراضيها".

وكان عام 2015 الأكثر إنجازاً لفلسطين فانضمت إلى مؤسسة "الكومسات" التعليمية، ما يتيح الفرص للطلبة بتبادل الخبرات مع دول الأعضاء في المؤسسة.

وفي أغسطس من العام ذاته انضمت إلى الجمعية العمومية لمنظمة عالم المهارات الدولي، وهي متخصصة في تطوير التعليم والتدريب المهني والتقني لدى الدول الأعضاء فيها.

وفي أبريل، حقّقت أضخم إنجازًا عندما أصبحت عضواً في المحكمة الجنائية الدولية تمهيداً لمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب.

وفي 2014 وقّع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على 20 وثيقة انضمام ومعاهدة دولية ومنها معاهدة الحد من الأسلحة التقليدية المحددة، والجمعية الدولية للمدعين العامين، واتحاد الصحافيين الأوروبيين.

وتمكنت في 2012 من الإنضمام لصندوق النقد الدولي ما يمهد لها طباعة عملة فلسطينية جديدة والاستقلال باقتصادها عن الاحتلال.

وحصلت في 2011 على العضوية الكاملة في منظمة التربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، وجاء ذلك للحفاظ على التراث الفلسطيني من التهويد.

وفي آخر المحطات التمهيدية لإعلان الدولة، سعت السلطة الفلسطينية لتحقيق اتفاق المصالحة الفلسطينية، لبسط سيطرتها على كامل أراضيها.

وبيّنت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي أنّ أهم ركيزة لتنفيذ الاستقلال هي إنجاز المصالحة وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي.

ودعت عبر "الوطن" المجتمع الدولي إلى إلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها الأحادية المخالفة لقرارات الشرعية الدولية في الأراضي الفلسطينية، وكبح خروقاتها وتماديها بالقدس.

من جهته، قال المحلل السياسي وسام الفقعاوي لـ "الوطن"، إنّ "إعلان وثيقة الاستقلال لا يفتح الباب لدولة فلسطينية، لأنّ الاستيطان وبناء الجدار يحول دون ذلك".

وأوضح أنّ "الحديث عن مصالحة فلسطينية يسوق إلى الإعلان الفعلي للدولة، إذا ما تمّ تحقيق برنامج وطني تحرري ديمقراطي، من خلال البناء والإصلاح وإعادة الهيكلة للبيت الفلسطيني".

ميدانيًا، جابت مسيرات حاشدة في قطاع غزة وبيت لحم ورام الله احتفالاً بعيد الاستقلال والدعوة لتطبيق المصالحة، وفي الخليل أجرت قوات الشرطة عرضاً عسكرياً، وكان لنابلس أن تقيم أطول سارية علم يرفع عليها راية فلسطين.