ضرب اقتصاد البحرين وشل إيراداته النفطية هي وسيلة ضغط ومراهنة على استقرار المملكة لتعزيز الإرهاب ومناصرة تنظيم «حزب الله» الإرهابي في المملكة، وما حدث في البحرين منذ أيام وتحديداً تفجير أنبوب نفط حيوي يمر من خلاله ما يقارب 230 ألف برميل يومياً بين السعودية والبحرين قرب قرية بوري، هو ردة فعل سريعة ومباشرة من تنظيم «حزب الله» البحريني بعدما أعلنت دول الخليج أن محاربة أذرع النظام الإيراني الإرهابي في المنطقة ومنها تنظيم «حزب الله» اللبناني الإرهابي أمر محسوم ولا بد من تطهير العالم من شر هذا التنظيم.

تساؤلات كثيرة تدور في الرأس برغم يقيننا لمسائل وتداعيات كثيرة وواضحة، ولكن هل يظن التنظيم الإرهابي أنه بمقدوره لي ذراع البحرين من خلال شل اقتصادها؟ وهل هذه الضربة التي استهدفت نفط البحرين كانت بمساعدة عناصر لديها خبرة بهذا المجال -مجال النفط- أم علينا تصديق بأنها ضربة عشوائية «ويات على هذا الأنبوب بالذات»؟ عموماً الانتباه والحيطة والمراقبة ضرورية ولا بد منها، فبعض الخطط والتكتيكات قد تغيرت عند تنظيم «حزب الله» البحريني بعض الشيء فأصبح النفط هو المستهدف في عملية الضغط على البحرين بعدما كان الإرهاب يستهدف رجال الأمن وحماة الوطن.

من يستمع إلى خطابات حسن نصرالله القديمة والجديدة يدرك حجم اللعبة التي يحيكها النظام الإيراني في المنطقة ويدرك أن طوال السنوات العديدة الماضية بأن الوطن العربي يصد ويرد على هجمات مؤلمة من تنظيمات ودول عربية حليفة للإرهاب تعرقل المساعي الحثيثة لبناء الكيان العربي المتماسك، فدور تنظيم «حزب الله» في الوطن العربي يهدف إلى تدمير العروبة وتشتيت الولاء والانتماء بين الشعوب من أجل استعادة أمجاد فارسية ذهبت ذكراها مع الريح منذ أزمنة طويلة، حسن نصرالله يعزف على وتر الاستمالة العاطفية تارة بالتخويف وتارة بالتخوين للدول التي تحارب إرهابهم وتكشف أوراقهم للقطيع الذي يتبع تنظيمهم من غير وعي أو إدراك لحقيقتهم الإرهابية، وهو -أي حسن نصرالله والقائمة تطول- من باع عروبته وخان أمانته وهدم جدار الأمان والاستقرار بين الشعوب العربية والإسلامية، فـ»حزب الله» البحريني نموذج واضح لأهداف ومطامع نظام «ولاية الفقيه» الذي يتخذه تنظيم «حزب الله» مرجعاً لهذا الإرهاب الذي يستعد لجر اقتصادنا واستقرارنا وأماننا إلى الهاوية.

حسن نصرالله يحاول تشويش موقف دول الخليج من احتمالية ضرب بؤرة الإرهاب في لبنان محاولاً إقناع نفسه أن هذه الدول بقيادة المملكة العربية السعودية غير قادرة على ضرب «حزب الله» عسكرياً، معطياً احتمالات وافتراضات هي في الأصل أمنيات «حزب الله» بألا يخوض حرباً أخرى في هذا الوقت، فـ»حزب الله» بعد معاركه في سوريا واليمن لن يستطيع مواجهة ضربة أخرى قد تكلفه أرضاً استوطن بها بالتهديد والحيلة، ويصور لنا المشهد السياسي والعسكري للحزب بأنه تنظيم معاون للنظام الإيراني ويحذو حذوه في عدم جر المعارك إلى مخدعه فهو من يصدر الإرهاب والفوضى إلى المنطقة ولا يسمح بأن تصهل الحرب داخل بيته.

فبراير 2011 كان درساً قاسياً، وتداعيات 2017 مقياس لاستيعابنا للصفعات المتتالية، لا نتمنى أبداً أن يتكرر سيناريو 2011 بنفس الشكل أو أسوأ منه أو حتى أقل القليل، نقدر جهود المؤسسات الأمنية في البلاد المتمثلة في وزارة الداخلية وقوة دفاع البحرين والحرس الوطني، فهم حماتنا وجنودنا البواسل فلولاهم لما عاد استقرار البلاد بهذه السرعة، ولكن يتحتم علينا أن نحترس أكثر وأن نحتاط بيقظة تامة، فمن باع بالأولى يبيع في كل مرة، واللبيب بالإشارة يفهم.