* وزير الإعلام الأردني: امتداد المشروع بين 3 دول يخدم اقتصاد المنطقة

* خبراء: المشروع علامة فارقة في اقتصاد العالم

* الطموحات في السعودية باتت بلا حدود



* "نيوم" رؤية محفزة لتطوير الأعمال عالمياً

جدة - كمال إدريس

في الوقت الذي لم تهدأ فيه مواقع التواصل الاجتماعي من تداول السعوديين حول أضخم مشروع تشهده بلادهم في الفترة الأخيرة، فتح مشروع «نيوم» الرابط بين ثلاث قارات انطلاقاً من المملكة العربية السعودية، شهية الشركات العالمية للفوز بعقود في المشروع الأبرز إقليمياً وعالمياً، حيث بدأت العديد من الشركات ذات الثقل في الترتيب للمنافسة لنيل شريحة من تنفيذ المشروع.

ويرى مراقبون أن معطيات المشروع فتحت بالفعل شهية المستثمرين في الداخل والخارج، وكان ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، قد أعلن أن المفاوضات تجري مع «أمازون» و»علي بابا» و»إيرباص»، لتطوير تكنولوجيا «نيوم»، الذي تزيد مساحته عن 26.500 كم مربع، باستثمارات تتجاوز 500 مليار دولار.

وقال الأمير محمد بن سلمان «نحن نتحدث مع الجميع، ولدينا الخبراء المعنيون بهذا الشأن من كل أرجاء العالم، وهم يشاركون في هذا الأمر»، والشركات المشاركة في المشروع هي: «سوفتبنك للاستثمارات التكنولوجية»، و»أمازون للتجارة الإلكترونية»، و»علي بابا للتجارة الإلكترونية»، ومجموعة شركات «فيرجن»، والصندوق الروسي للاستثمار، وجيه دي للتجارة الإلكترونية.

وفي هذا الإطار، أعلنت شركة «إيه.بي.بي» الهندسية السويسرية، التي شارك رئيسها التنفيذي أولريخ سبيسهوفر في اجتماعات مبادرة مستقبل الاستثمار التي تم تدشينها في الرياض أخيراً، عن ثقتها بالفوز بشريحة من مشروع مدينة «نيوم» التجارية والصناعية، وجاء ذلك عقب إعلان الشركة تحقيق أقوى نمو في الطلبيات الجديدة خلال أكثر من عامين ونصف العام.

وقال سبيسهوفر للصحافيين إن شركته تمتلك ثلاثة مصانع وتاريخاً طويلاً في السعودية في موقع جيد يؤهلها لتوفير أنظمة التشغيل الآلي والكهرباء لصناعات التكنولوجيا الفائقة التي يتم تأسيسها في المنطقة، لكنه امتنع عن ذكر قيمة المشروعات التي قد تقدم «إيه بي بي»، عروضاً لها، مضيفاً «هناك مجموعة واسعة من الفرص وسنبذل ما في وسعنا للمشاركة فيها بالطريقة الملائمة».

ومازالت ردود الفعل تترى على المشروع، حيث أكد وزير الإعلام الأردني د.محمد المومني أن «هذا المشروع الضخم من شأنه أن يسهم في تحريك عجلة الاقتصاد ورفع معدلات النمو الاقتصادي في المنطقة ويعزز الاستثمار فيها»، مبيناً أنّ «الأردن يولي ملف الاستثمار أهميّة قصوى، وهناك تنسيق كامل ومتبادل مع الأشقّاء في المملكة العربيّة السعوديّة، وان امتداد المشروع بين ثلاث دول من شأنه أن يخدم الواقع الاقتصادي في المنطقة وينعكس إيجاباً على معدلات التنمية فيها».

وعلى ذات الصعيد، كان الأمير محمد بن سلمان لفت إلى أن الاتفاقيات التي تم توقيعها بين مصر والسعودية العام الماضي، بما فيها اتفاقية بشأن تطوير منطقة صناعية في شبة جزيرة سيناء، تم إبرامها بينما كانت المدينة الجديدة مأخوذة بعين الاعتبار، قائلاً: «الغرض من هذه المنطقة الحرة شمال سيناء هو ربطها مع «نيوم»، وستحظى المدينة بكثيرٍ من الموانئ، بعضها في السعودية، والبعض الآخر في مصر».

وتتضمن خطط المشروع جسراً يقطع البحر الأحمر، وهو جسر الملك سلمان الذي يمر بجزيرتي تيران وصنافير، الذي يربط بين المدينة الجديدة ومصر عبر شبه جزيرة سيناء وباقي القارة الأفريقية، وهو مشروع كان تم الإعلان عنه العام الماضي قبيل الاتفاق بين البلدين على ترسيم الحدود، وقد تم تخصيص ما يقارب 25.900 كيلومتر مربع لتطوير المنطقة، وستشمل هذه المساحة أجزاءً من الأردن ومصر.

د.ماركوس شنيك، الرئيس المشارك، ورئيس قطاع الشركات والاستثمار في «دويتشه بنك» قال إن مشروع «نيوم» و»الرؤية» سيسرعان من التطور للاقتصاد السعودي واقتصاد المنطقة، وهي بالفعل رؤية محفزة لتطوير الأعمال ليس على مستوى السعودية فقط، بل وحتى على مستوى العالم ككل.

فيما اعتبر محمد العبار رئيس شركة إعمار الإماراتية والعضو المنتدب والشريك المؤسس لمنصة نون أن مشاريع المملكة اليوم مميزة للغاية وستغير خطط العالم الاستثمارية، مشيراً إلى أن الطموحات في السعودية باتت بلا حدود بقيادة الأمير محمد بن سلمان. من ناحيته، أكد لو شي رئيس بورصة سنغافورة، أن الحراك التجاري والاستثماري الذي تشهده المملكة في الفترة الأخيرة وخططها لتنويع اقتصادها سيجعلها من أقوى الاقتصادات في آسيا خلال الفترة المقبلة، إلى جانب الصين والهند، والفلبين وفيتنام.