* وزير الخارجية السعودي لعون: ادعاءاتكم عن احتجاز الحريري باطلة

* "حزب الله" اختطف النظام اللبناني وهو أداة في يد الحرس الثوري

* رسالتنا للإيرانيين.. طفح الكيل



* الحريري مواطن سعودي حر في البقاء أو مغادرة المملكة

* تصعيد الرئيس اللبناني في مرمى الوعيد السعودي

* لودريان من الرياض: قلق فرنسي من نزعة الهيمنة الإيرانية

* الرئاسة الفرنسية: الحريري بباريس السبت ويلتقي ماكرون في الإليزيه

الرياض - إبراهيم بوخالد، بيروت - بديع قرحاني

توعدت السعودية «حزب الله» اللبناني، المصنف إرهابيا، بحرينيا وخليجيا وعربيا وأمريكيا، بإجراءات حازمة، متهمة الحزب بأنه يعرض لبنان لمخاطر كبيرة ويعرقل العملية السياسية في البلاد.

وجاء الوعيد السعودي على لسان رأس الدبلوماسية السعودية عادل الجبير، خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، في العاصمة السعودية الرياض، في رد تصعيدي من الرياض على اتهامات الرئيس اللبناني ميشال عون للمملكة ومزاعمه بأن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري موجود «رهينة» في السعودية».

وحاول مستشار الرئيس اللبناني الوزير السابق بيار أبو صعب التخفيف من حدة تصريحات عون، في وقت لاحق، معلنا أن الرئيس عون حريص على توطيد العلاقات مع السعودية.

وأعلن وزير الخارجية السعودي أن رئيس الحكومة اللبناني المستقيل سعد الحريري حر بمغادرة المملكة في الوقت الذي يحدده، نافيا كل التقارير والتكهنات حول احتجازه في السعودية.

وأكد الجبير في المؤتمر الصحافي أن «»حزب الله» أساس المشكلة في لبنان، لأنه اختطف النظام اللبناني، واستمراره في التدخلات في عدد من الدول العربية، سيؤزم الوضع في لبنان»، مضيفا أن «الميليشيات سلاح في يد إيران، وذلك باعتراف أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله نفسه». وذكر أن «»حزب الله» يهدد استقرار المنطقة ولبنان على حد سواء»، مؤكدا أنه «يجب إيجاد وسائل للتعامل مع «حزب الله» وهناك خطوات فعلية في هذا الصدد».

وقال إن «»حزب الله» منظمة إرهابية من الطراز الأول».

وتابع الجبير «يقولون السلاح للمقاومة، ما دخل المقاومة تذهب تحارب في سوريا، وتحارب مع الحوثي في اليمن! حديثهم لا أساس له، هم عبارة عن منظمة إرهابية تقوم بأعمال سلبية في لبنان وتؤثر على أمن واستقرار لبنان والمنطقة».

وأوضح أن «حزب الله يعرقل العملية السياسية في لبنان، وهو أداة في يد الحرس الثوري الإيراني وتستخدمه إيران لبسط نفوذها في المنطقة وهز استقراراها، وإذا استطاع لبنان تحجيم دور حزب الله سيكون بخير».

وأضاف «هناك تشاورات وتنسيق جار بين الدول المحبة للسلام والدول المحبة للبنان للمحاولة للخروج بخطوات تستطيع أن تعيد للبنان سيادته وتقلص العمل السلبي الذي يقوم به حزب الله في لبنان». ولفت إلى أن «مواصلة «حزب الله» لنهجه تعرض لبنان لمخاطر كبيرة»، مشددا على أن «إيران تستخدم «حزب الله» لمد نفوذها في المنطقة وهز استقرارها».

إلى ذلك، أعرب الجبير عن تقديره لموقف فرنسا الذي دان بشدة إطلاق صاروخ باليستي من اليمن إلى الرياض بدعم «حزب الله» في 4 نوفمبر الجاري.

من ناحية أخرى، قال الجبير إنه «تم خلال مباحثاته مع نظيره الفرنسي التطرق إلى عدة مسائل منها التدخلات الإيرانية، ومكافحات الإرهاب، وأكد أن هناك تطابقا في الرؤى بين البلدين في العديد من الملفات».

وشدد الجبير على أن اتهامات احتجاز رئيس الحكومة البنانية المستقيل الحريري مرفوضة ولا أساس لها من الصحة، وأن الحريري يستطيع العودة إلى بلاده متى شاء، مضيفاً بالقول إن «الحريري يسكن في السعودية، وقرار عودته منوط به، (...)، وهو قدم استقالته وفيما يتعلق بعودته إلى لبنان هذا أمر يعود له ويعود لتقييمه الأوضاع الأمنية في لبنان».

وأوضح الجبير أن «الرئيس سعد الحريري مواطن سعودي كما هو لبناني، وجاء للمملكة ويعيش هنا مع عائلته بإرادته ويستطيع أن يغادر وقتما يشاء».

وأضاف أن «الاتهام بأن السعودية تحتجز الحريري غير صحيح، هذه اتهامات لا أعلم ما هو أساسها لكنها مرفوضة».

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن رئيس الوزراء اللبناني المستقيل المتواجد في السعودية قبل دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للذهاب إلى فرنسا مع أسرته.

والتقى لودريان الحريري في مقر إقامة الأخير في الرياض الخميس. وقال الحريري بالفرنسية رداً على سؤال طرحه عليه صحافي حول موعد ذهابه إلى فرنسا بناء على دعوة من الرئيس إمانويل ماكرون «أفضل ألا أجيب الآن»، مضيفاً «سأعلن لكم ذلك» في حينه، قبل أن تعلن الرئاسة الفرنسية أن الحريري سيكون السبت في فرنسا وسيلتقي ماكرون في الإليزيه.

وبشأن إيران، أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في الرياض الخميس عن قلق بلاده من «نزعة الهيمنة» الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً بشكل خاص إلى برنامج الصواريخ البالستية في إيران. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي إنه ناقش مع المسؤولين السعوديين خلال زيارته إلى المملكة التي بدأها مساء الأربعاء «دور إيران والملفات الكثيرة التي تقلقنا نشاطات إيران فيها».

وأشار إلى «تدخلات إيران في الأزمات الإقليمية، ونزعة الهيمنة لديها، وبرنامجها الباليستي».

من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي في مقابلة مع «رويترز»، إن الإجراءات التي تتخذها المملكة في الشرق الأوسط تأتي ردا على ما وصفه بسلوك إيران «العدائي».

وقال الجبير «كيفما نظرت للأمر وجدت أنهم «الإيرانيون» هم الذين يتصرفون بطريقة عدائية. نحن نرد على ذلك العداء ونقول، طفح الكيل. لن نسمح لكم بفعل هذا بعد الآن».