* أحاكي تلك الأخلاق الرفيعة وتلك الخصال الحميدة وتلك الإشراقات المضيئة التي أتلمسها في «أناس رائعون» يسكنون الفؤاد وأعشق السير معهم في طريق بصمات الخير.. أحاكيها لأنها لا تتكرر كثيراً في مواقف الحياة، حيث تراها تحتضر أحياناً في مراحل من عمرك عشتها مع من تحب.. فلا تراها اليوم متمثلة في شخصيات كنت تضنها يوماً ما «رائعة».. ولكنها لم تصمد مع مرور الأيام.. تتمنى أن تمسك بتلك الأيادي المعطاءة طيلة أيام حياتك حتى تواصل معهم كل خير شيدته معهم، وتواصلوا رسم تلك اللوحة الفنية الكبيرة التي اتفقتم أن ترسموها في حياة الآخرين.. وتمسحوا تلك الرواسب المثقلة التي أثقلت قلوبكم في أيام الحياة الماضية.. جميل أن تحاكي تلك المشاعر حتى تسعد في أيام عمرك المتبقية.. جميل أن تترنم معهم بترانيم الخير، وتعزف أحلى الألحان من أجل أن تنشد معهم أنشودة العطاء الخالدة، فتسكنون في قلوب عشاق الخير، وتؤسسون لميادين تحب إطلالاتكم البهية.. سأظل أحاكي تلك المشاعر الفياضة وتلك الأخلاق الرائعة التي لن تمحو آثارها من نفسي أبداً ما حييت.

* عش لحظاتك الآنية بسعادة غامرة.. ابتعد عن تلك المنغصات المزعجة.. قد تتألم منها.. قد تثقل نفسك بها.. قد تنهمر دمعاتك الغاليات.. لأنك لن تقوى أن تخرج من عباءتها بسهولة.. لأنها ترسبات مثقلة تحتاج إلى المزيد من الوقت حتى تزيل أنقاضها العابثة بحياتك.. ولكن.. باستطاعتك أن تنهض مجدداً.. باستطاعتك أن تمسك بعجلة التغيير سريعاً.. باستطاعتك أن تحرك كل الظروف المحيطة في صالحك.. لتقول لمن حولك.. أنا قادر على الاستمرار كما كنت.. أنا قادر أن أستمتع اليوم بكل لحظة أعيشها.. فلا أفكر أبدا بقادم مجهول.. ولا بأيام لا أعلم ما تخفيه أقدارها.. قادر على أن أكون ذلك الفارس الشهم الذي يشار إليه بالبنان.. ليس من أجل منصب دنيوي.. ولا من أجل حلة زاهية زائلة.. ولا من أجل ضحكات فارغة.. ولا من أجل أن تذكر في مجالس كبار القوم.. ولكن من أجل أن تكون ذلك الأثر الرائع والدائم في عوالم البشرية جمعاء.. فلا ترضى أن تكون مجرد طيف عابر.. ولا مجرد حروف متناثرة.. بل شخصية مؤثرة تواصل مسيرة العطاء في حياة الآخرين.. لتكون من الفائزين في يوم الدين.

* قرار التغيير لا يحتاج إلى المزيد من الوقت والمزيد من التفكير المضني.. التغيير يجب أن يكون داخل نفسك حتى تستطيع أن تعطي عطاءً مميزاً في حياة من تحب.. فلا تستثقل على هذه النفس أن تكون لها معينا في إخراجها من تلك المسافات الضيقة في حياتها.. ولا تتركها عرضة للعبث الحياتي.. وعبث الوساوس الشيطانية.. التي تجعلها تائهة مشردة يغلب على تفكيرها السرحان والتشتت.. خذ قراراً في هذه اللحظة بأن تتغير وتجدد حياتك ما دمت تستنشق عبق الحياة.. وما دمت تزكم نفسك بتلك السوانح الحياتية التي تدفعك إلى بذل الخير في كل ميدان.. تذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من استوى يوماه فهو مغبون».. أي من استوى يومه مع أمسه في قربه من المولى الكريم فهو خاسر أشد الخسران.. اهتم بوقتك وقرر التغيير.. إن كنت مقلاً في العبادة فبادر بالقرب من مولاك.. انظر لكل من حولك.. وارفع معدل الخير في كل حركاتك وسكناتك.. فالأيام تمضي.. والأعمار تتصرم.. فأنت اليوم ليس كمثل عشر سنوات مضت.. قال صلى الله عليه وسلم: «اغتنم خمساً قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك».. وقال: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ». يقول سيدنا عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: «الليل والنهار يعملان فيك أيها الإنسان فاعمل فيهما». وقال بعض الحكماء: «من أمضى يوماً من عمره في غير حق قضاه، أو فرض أداه، أو مجد أثله، أو حمد حصله، أو خير أسسه، أو علم اقتبسه فقد عق يومه، وظلم نفسه».

* التحدي الأكبر في حياتك أن تغير من نمط عيشك ونمط تفكيرك وتعاملك مع الآخرين.. بل تغير فلسفة الحياة التي تعيشها حتى لا تتعب نفسك وتتعب من تتعامل معه.. قد تحتاج إلى وقت تتحدى فيه ذلك.. ولكن لا بد أن تنتقل من هذه المحطة «المتعبة» إلى محطة أخرى تستطيع من خلالها أن تنطلق بصورة أجمل من سلفها.. والتي من أهمها أن تقدر تلك النفوس التي قدرتك.. وتعطيها نصيباً من الاهتمام والتواصل.. وأن تزيل من حياتك تلك الأصوات النشاز وتلك الشخصيات المتعبة التي أرهقت أوقاتك وأضاعت منه الكثير..

* عندما تأتي كلمة «جزاك الله خيراً» و»شكراً» في وقتها المناسب.. فإن ذلك يعني لك الكثير.. لأنها لم تقال لك من فراغ.. بل جاءت بعد أثر تركته في نفوس من تتعامل معهم.. وفي الأخير «تستاهل كل خير».. لأنك تحب الخير.. والشكر الذي يأتي بعد مجهود مضني مقدر في نفسك بالتأكيد.. وهو أجمل بكثير من كلمات الشكر المنمقة المتتالية التي لا تلقي لها بالاً..

* إلى ذلك القلب المحب الحاني المخلص.. تأكد بأن القلب يضمك في كل حين.. والنفس تشتاق لتحاكي مشاعرك المفعمة بالحب.. تأكد بأن «عشرة الحياة» ورفقة السنين لن تكون مجرد سنوات مضت وستمضي دون أثر في الحياة.. بل هي سنوات رائعة من الذكريات المؤلمة والسعيدة التي لها نفس الأثر في ميزان السعادة النفسية.. تأكد بأن الحياة لا تمضي على وتيرة واحدة.. ومن المستحيل أن نحط رحالنا دائماً في واحات خالية من لسعات الغدر.. لذا فلا تفكر لحظة واحدة أن قلباً أحبك سينساك بسهولة.. أو يترك طلتك البهية ودفئك الحاني الذي يشتاق إليه في كل حين.. مهما تكررت إزعاجات الحياة.. تذكر.. أن قلب من أحبك هو الملاذ الآمن لك.. وسيكون بقربك ويحب همساتك ونظراتك الحانية حتى آخر أنفاس الحياة.. «فأنا أنت وأنت أنا..نحن روحان حللنا بدناً».

* ومضة أمل:

شكراً.. لكل كلمة حب أسعدتني.