* الجبير: لبنان لن ينعم بالسلام إلا بنزع سلاح "حزب الله" الإرهابي

* الحزب اختطف لبنان ويهرب الأموال والمخدرات

* ترقب دولي لاجتماع وزراء الخارجية العرب حول إيران بالقاهرة الأحد



* رئيس الوزراء اللبناني المستقيل في فرنسا السبت ويلتقي ماكرون بالإليزيه

* الحريري: إقامتي بالسعودية للتشاور حول مستقبل لبنان

* مصادر لبنانية لـ "الوطن": وزير الخارجية اللبناني يغيب عن الاجتماع العربي الطارئ

* مصادر دبلوماسية لـ "الوطن": حراك دبلوماسي مصري فرنسي لخفض التوتر بين السعودية ولبنان

* الأحد يوم حاسم في تاريخ العلاقات بين دول الخليج ولبنان

* جبران باسيل: سلاح "حزب الله" شأن داخلي لبناني

بيروت - بديع قرحاني

يصل رئيس الحكومة اللبناني المستقيل سعد الحريري خلال الساعات القادمة إلى فرنسا حيث يفترض أن يلتقي السبت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد أسبوعين على تقديم استقالة مفاجئة من الرياض احتجاجاً على تدخلات إيران و"حزب الله" اللبناني في الشأن الداخلي العربي، فيما جدد الحريري بنفسه الجمعة التأكيد على أنه يتواجد في السعودية بإرادته، بينما أكد محللون لـ "الوطن" أن "السعودية لن تتراجع عن نزع سلاح "حزب الله" نظراً لما يمثله من تهديدات مباشرة على أمن المملكة بوجه خاص ودول الخليج وتحديداً البحرين بوجه عام". من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إن ""حزب الله" منظمة إرهابية ولن ينعم لبنان بالسلام إلا بنزع سلاحه". في المقابل، قال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في مقابلة مع محطة "روسيا اليوم" التلفزيونية إن الأزمة التي نجمت عن استقالة الحريري تعد جزءاً من محاولة لخلق فوضى في المنطقة"، مضيفاً أن "سلاح "حزب الله" شأن داخلي لبناني".

وتترقب الأوساط السياسية عربياً ودولياً، الاجتماع العربي الطارئ الذي من المقرر أن يعقده وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأحد، لمناقشة انتهاكات إيران في الدول العربية خاصة في البحرين والسعودية، فيما أكدت مصادر لـ "الوطن"، أن "وزير خارجية لبنان سيغيب عن الاجتماع وسيتم انتداب سفير لبنان لدى الجامعة العربية والاكتفاء بالحضور دون التعليق أو التصويت على أي قرار قد يصدر عن الجامعة العربية".

وأعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي سوف يلتقي رئيس الحكومة المستقيل السبت. الحريري أكد بدوره أن إقامته في المملكة العربية السعودية هي من أجل إجراء مشاورات حول مستقبل الوضع في لبنان وعلاقاته بمحيطه العربي، مشدداً في تغريدة عبر موقع "تويتر" على أن "كل ما يشاع خلاف ذلك من قصص حول إقامته ومغادرته أو يتناول وضع عائلته لا يعدو كونه مجرد شائعات" في رد مباشر على ما أعلنه رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون ووزير الخارجية باسيل عن احتجاز الحريري في الرياض. ومع سفر الحريري إلى باريس تطوى صفحة الإشاعات والاتهامات التي توجه بها العديد من السياسيين في لبنان إلى المملكة العربية السعودية من أنها قد مارست ضغوطاً على الحريري من أجل تقديم استقالته، بانتظار أن يتوجه الحريري إلى بيروت لتقديم استقالته مباشرة إلى رئيس الجمهورية. وتتجه الأنظار في لبنان إلى ما يمكن أن يصدر عن الجامعة العربية أثناء اجتماع وزراء الخارجية العرب بناء على طلب من المملكة العربية السعودية للبحث في تدخلات إيران و"حزب الله"، وتهديد الأمن القومي للدول الخليجية والعربية وبصورة خاصة للبحرين والسعودية، بعدما أكدت معظم الدول الخليجية تورط "حزب الله" بشكل مباشر بأعمال إرهابية داخل هذه الدول سواء في البحرين أو الكويت أو السعودية.

وأكدت مصادر مطلعة لـ "الوطن"، أنه "من المرجح ألا يشارك وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل باجتماع وزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية الأحد وسيتم انتداب سفير لبنان لدى الجامعة العربية والاكتفاء بالحضور دون التعليق أو التصويت على أي قرار قد يصدر عن الجامعة العربية".

من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إن ""حزب الله" منظمة إرهابية ولن ينعم لبنان بالسلام إلا بنزع سلاحه".

وأوضح الجبير خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإسباني في مدريد قائلاً "يجب نزع سلاح "حزب الله" وأن يصبح حزباً سياسياً من أجل استقرار لبنان". وأضاف "لبنان لن ينعم بالسلام إلا بنزع سلاح "حزب الله""، مردفا "لا يمكن السماح لميليشيا "حزب الله" الإرهابية العمل خارج إطار القانون". وشدد على أن "حزب الله" هو الذي وضع العراقيل أمام سعد الحريري وارتهن النظام المصرفي لأنشطته الإرهابية"، مؤكداً أن "السعودية لطالما كانت داعمة للبنان واتفاق الطائف". وكان الجبير قد صرح في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان أن ""حزب الله" أساس المشكلة في لبنان، لأنه اختطف النظام اللبناني، واستمراره في التدخلات في عدد من الدول العربية، سيؤزم الوضع في لبنان". وأضاف أن "تلك الميليشيات سلاح في يد إيران، وذلك باعتراف أمين عام "حزب الله" نفسه". ولفت إلى أن ""حزب الله" يهدد استقرار المنطقة ولبنان على حد سواء". وأضاف أنه "يجب إيجاد وسائل للتعامل مع "حزب الله" وهناك خطوات فعلية في هذا الصدد". وأشار إلى أن "إيران تستخدم "حزب الله" لمد نفوذها في المنطقة وهزِّ استقرارها". وشدد على أن "مواصلة "حزب الله" لنهجه عرض لبنان لمخاطر كبيرة".

وقال محللون ومراقبون لـ "الوطن" إن "الأوضاع في لبنان تتجه إلى مزيد من التعقيد، حيث تمر العلاقات السعودية اللبنانية بمرحلة توتر، فيما يتجه وزراء الخارجية العرب إلى إدانة إيران و"حزب الله"، وربما الدولة اللبنانية مباشرة وتحميلها مسؤولية أعمال وتدخلات الحزب المشارك في الحكومة اللبنانية، وكل ما يقوم به من أعمال عدائية تجاه دول المنطقة وبصورة خاصة الخليجية منها".

وذكروا أن "الأمور تتجه للتصعيد بين السعودية ولبنان خاصة أن الرياض أعلنت أنها لن تسكت بعد اليوم وهي ذاهبة بتصعيدها حتى تحقيق أهدافها، أي نزع "سلاح حزب الله"".

في الوقت ذاته، قالت مصادر دبلوماسية لـ "الوطن" إن "حركة دبلوماسية نشطة تقوم بها فرنسا ومصر من أجل تخفيف التوتر الحاصل بين لبنان والسعودية مع أن الدولتين يؤيدان وبشكل مباشر إدانة "حزب الله" ورفض تدخل إيران في شؤون المنطقة".